وسط أجواء مفرحة، ترتفع أصوات ترانيم عيد الميلاد المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بينما يواصل قداسة البابا تواضروس استقبال المهنئين من شعب الكنيسة يرافقه الأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا مارتيروس أسقف شرق السكة الحديد وعدد من أساقفة القاهرة.
فيما قدم قداسة البابا تواضروس الثانى تهنئته لجموع المصريين قائلًا: "كل سنة ومصر بخير وسلام وفى بداية عام جديد نحتفل بعيد الميلاد وهو رمز للفرح والسلام وتمجيد الله".
واعتبر البطريرك فى تصريحات صحفية أدلى بها اليوم من الكاتدرائية بالعباسية، أن زيارة الرئيس ليلة القداس تقليد أرساه لتهنئة جموع المصريين بالكاتدرائية ليلة عيد الميلاد وأصبحنا ننتظره.
وقال قداسة البابا، إن الرئيس السيسي تحدث عن نقطتين الأولى أن نكون واحدًا على الدوام باعتبار أن وحدة المصريين حائط صد ضد أى عدو ورسالته الثانية لا تقلقوا ونصلى أن يحل الله بسلامه فى الشرق الأوسط
بعدها استقبل قداسة البابا تواضروس الثانى الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان الذى حضر للكاتدرائية بالعباسية لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد.
وقال الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب: "هناك رباطا روحيا يربطنى بقداسة البابا تواضروس والسبب الثانى لزيارتى هنا هو مواقف قداسة البابا التى يشهد لها الجميع فى الداخل والخارج يحمل عبء مصر وأماله وكان دائمًا حائط الصد لهذا الوطن ودعم الوحدة الوطنية من خلال كلماته للمسئولين الأجانب، ولا يعتريكم الخوف على هذا الوطن فهو محروس بفضل وحدة أبنائه والمحن تستلزم جيش وطنى قوى وجيشنا من أقوى جيوش العالم خاصة السنوات الأخيرة حين رفع من كفاءته القتالية".
وشدد رئيس البرلمان: "اطمئنوا لأنه جيش موحد ومبنى على العقيدة الوطنية والضمانة الثانية هى الوحدة الوطنية التى تجلت أكثر من مرة حيث تحمل قداسة البابا تواضروس صبر أيوب أثر استهداف الأقباط التى عالجها قداسته بصبره وحكمته قوى الشر لا تريد خير لهذا الوطن فمصر افشلت مشروع تقسيم المنطقة رغم أن خطره لن ينتهى وتظل مصر عصية على التقسيم وعلى الانكسار بفضل وحدة أبنائها".
من جانبه قال البابا تواضروس: "الدكتور على عبد العال يحب يقدم التهنئة لنا، وعيد الميلاد يأتى فى بداية السنة الميلادية وهى بداية جديدة وهى فرصة طيبة لرجوع المصريين مسلمين ومسيحيين لتهنئة بعضهم والعيش فى فرح الميلاد لأن الفرح مدعاة للسعادة ولمواجهة متاعب الحياة".
واستكمل قداسة البابا حديثه: "نصلى من أجل سلامة مصر واستقرارها، والرئيس هنأنا أمس معتبرا وحدة المصريين غنى كبير لحياتنا، بالإضافة إلى الطمأنينة التى بثها الرئيس فى بلادنا حول وضع مصر وأؤمن أن يد الله تحفظ مصر أرض الكنانة".
الكاثوليك يحتفلون بعيد الغطاس
فى سياق آخر، احتفلت اليوم كاتدرائية القديس انطونيوس الكبير للكاثوليك بعيد الظهور الإلهى وعيد الغطاس والذى سبقهما اللقان، ترأس الاحتفال الأب بولس جرس والأب هدية تامر والأب انطونيوس سماحة رعاة الكنيسة والعديد من الراهبات وشعب الكنيسة المحتفل.
وعيد الغطاس هو عيد تعميد المسيح فى نهر الأردن، وهو من الأعياد السيدية الكبرى فى الكنيسة، وترتبط به عدة طقوس ومسميات، من بينها "برامون"، و"لقان"، وكلها أسماء لطقوس وصلوات ترتبط بهذا العيد.
وصلاة اللقان" إحدى الصلوات المرتبطة بعيد الغطاس المجيد أيضًا، ويقول القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة العذراء وعضو المجلس الملّى العام، أن كلمة "اللقان" اسم يونانى للإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، وتعنى وعاء، وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة على شكل وعاء من الحجر أو الرخام، مثبت فى أرضية الكنيسة، بينما توضع المياه فى الوقت الحالى فى وعاء عادى، ويصلى عليها الكاهن
وطقس اللقان يرتبط غالبًا بالأعياد ذات الصلة بالماء، إذ تهدف الكنيسة من طقس اللقان فى عيد الغطاس، أو "الظهور الإلهى"، أن تتذكر معمودية السيد المسيح، وفى قداس "خميس العهد" يقام اللقان، لتذكر تواضع السيد المسيح حينما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، ويقام الطقس نفسه فى عيد الرسل، لأن الرسل تشبهوا بالمسيح فى الخدمة.
وفى عيد الغطاس، تُقرأ النبوات من العهد القديم، من "كتاب صلوات اللقان"، ويقوم الكاهن بـ"رشم الصليب"، أو وضعه على جباه الرجال بعد الصلاة على المياه، كرمز للاغتسال من الخطية، كما يرتبط عيد الغطاس لدى الأقباط المصريين بأكل القلقاس والقصب، وللاثنين دلالات مسيحية، فالقلقاس لا يؤكل إلا بعد نزع قشرته الخارجية كما حدث مع المسيح قبيل تعميده، وهو رمز التطهر من الخطيئة، أما القصب فيمتاز بكثرة السوائل داخله، ويرمز أيضًا لماء المعمودية، وذلك وفقًا لما أكده الدكتور مينا رسمى عبد الملك، عضو المجمع العلمى المصرى، لـ"اليوم السابع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة