رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء أن الولايات المتحدة وإيران اقتربتا من أبوب حرب لا مفر منها، لاسيما عقب تصاعد حدة التوترات بينهما خلال الأيام الأخيرة .
واستهلت الصحيفة مقال رأي - كتبه لها المحلل والباحث السياسي في معهد "كارنيجي للسلام الدولي" آرون ديفيد ميلر ونشرته على موقعها الإلكتروني - بقول إنه في ضوء الاستماع إلى تعليقات الخبراء والمحللين ووسائل الإعلام التي لم تتوقف على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع الماضي منذ أن أمر الرئيس دونالد ترامب بشن غارة بطائرة بدون طيار ضد الجنرال الإيراني قاسم سليماني مما أدى إلى مقتله ، والآن وعقب أن أطلقت إيران صواريخ باليستية ضد قاعدتين عسكريتين أمريكتين على الأقل في العراق، أصبح جليا أمام الجميع أننا على وشك الانخراط في حرب مستدامة كبرى مع إيران .
وقال ميللر في هذا الشأن : " باعتباري كنت محللًا ومفاوضًا لفترة طويلة في وزارة الخارجية الأمريكية، فإنني أتوقع دوما السيناريو الأسوأ.. وهو أن الولايات المتحدة تمر بلا شك بأصعب فتراتها في العلاقات مع إيران.. فيما أعلنت مصادر مقربة من المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، أنه توعد بالانتقام المباشر والصريح من الأهداف الأمريكية، وهو ما حدث صباح اليوم الأربعاء ، حيث أطلقت إيران النار على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق.. وفي ظل غياب خطوط دبلوماسية بين طهران وواشنطن، سيكون من الغباء استبعاد سيناريو التصعيد غير المنضبط .. ومع ذلك، فإن الحرب الكبرى ليست حتمية بعد ! " .
وتابع ميللر : "الرئيس ترامب ظل - حتى الآن وعلى مدار فترة رئاسته - حذرًا عندما يتعلق الأمر باستخدام القوة العسكرية ضد إيران، وهو ما يشير إلى عدم رغبته في الانتقام من الهجمات الإيرانية التي استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار في يونيو الماضي وبعض المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر الماضي.. الأمر الذي يزيد بدوره من دوائر الغموض حول الدوافع من وراء قرار ترامب باستهداف سليماني.. لكن ثمة تقارير إخبارية أكدت أن ترامب استشاط غضبا من الهجمات الإيرانية التي استهدفت السفارة الأمريكية في بغداد، هذا بجانب تشجيع وزير خارجيته مايكل بومبيو على ضرورة اتخاذ رد فعل عسكري حيال تصرفات إيران في المنطقة ".
والآن، استناداً إلى تغريدات ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن القول بأنه أصبح مستعدا للرد بشكل عسكري ومباشر، إذا ظلت طهران تستهدف أهدافًا أمريكية أو مواطنين أمريكيين.. ومع ذلك، فإن الحرب مع إيران ليست في صالح الرئيس الأمريكي...على حد قول ميللر.
وأوضح ميللر أن ترامب لديه هدف استراتيجي واحد في عام 2020، وهو الخروج من قفص المحاكمة والمساءلة وضمان مسألة إعادة انتخابه.. لذلك، فإن شن حرب فوضويّة شاملة قد تؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط وانهيار في الأسواق المالية العالمية وارتفاع عدد الوفيات الأمريكية على أيدي الإيرانيين، لن تساعده في تحقيق هدفه لعام 2020 ! .
ومثله مثل ترامب، يريد خامنئي البقاء في السلطة، فهو زعيم ماكر ملتزم بتوسيع نفوذ إيران الإقليمي، ورغم ذلك يتمحور هدفه الرئيسي حول إبقاء نظامه السياسي وعدم المخاطرة به.
وأخيرا، أكد المحلل السياسي الأمريكي أنه : "سيكون من الأفضل للاستقرار العالمي أن تتراجع إدارة ترامب والنظام الإيراني عن الوقوف على حافة الهاوية والنظر في نهج الحوار بدلاً من الانتقام .. رغم أنه ولسوء الحظ، تنتشر أجواء عدم الثقة المتبادلة بين الجانبين، وهو ما يبعد مثل هذه الاحتمالات!".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة