تشتعل حرائق الغابات فى أستراليا بشكل كبير، وصار العالم كله يتابع ما يحدث هناك، وأستراليا بلد كبيرة وقديم، تمتد لآلاف السنين، وقد صدرت كتب كثيرة عنها، منها كتاب "أستراليا والغرب" للباحث على القزق، والكتاب جديد فى موضوعه، ولا سيّما أنّ أستراليا تبدو بعيدة عن قضايا العالم العربى مثل بعدها الجغرافى عن البلاد العربيّة، لكن القارئ يكتشف فى هذا الكتاب أنّ أستراليا لم تكن بعيدة على الإطلاق عن المنطقة العربيّة، فهى شاركت فى الحروب الاستعماريّة ضد الدّول العربيّة، وكان لها شأن فى إنشاء دولة إسرائيل فى سنة 1948، وكانت منحازة دومًا لإسرائيل، علاوة على العلاقات التجاريّة الواسعة معها.
والكتاب محاولة لتوثيق السّياسة الخارجيّة الأستراليّة فى جانبها المتعلق بالعالم العربيّ، خصوصًا ما له صلة بقيام دولة إسرائيل على الأرض الفلسطينيّة.
يتألّف الكتاب من أربعة فصول، بداية بالحديث عن تاريخ اكتشاف أستراليا وعن مواردها البشريّة والعلميّة، وعن سياستها الخارجيّة وعلاقاتها الاقتصاديّة الدوليّة، ثم يسهب الكتاب فى عرض العلاقات الأستراليّة- العربيّة والأسترالية- الإسرائيليّة، وانحيازها الدّائم لإسرائيل والتّعاون الأمنى معها، مع حفاظها على علاقات تجاريّة مع العالم العربيّ.
ثم يُفرِد المؤلّف فصلًا كاملًا للحديث عن الجالية اليهوديّة واللوبى الإسرائيلى فى أستراليا ودور رجال الأعمال اليهود فى هذه البلاد، وفصلًا آخر للحديث عن الجاليات العربيّة والإسلاميّة، وعن العنصريّة ضدّ العرب، ويسهب فى الحديث عن النّشاط الدبلوماسى الفلسطينى فى هذه القارّة وعن بداية الهجرة الفلسطينيّة إليها.
ويقول الكتاب إن العرب ذهبوا إلى أستراليا قبل الأوربيون بخمسة قرون، ويستشهد ببعض الخرائط القديمة لمحمد الخوارزمى وأبى إسحق الفارسى، التى تعود إلى القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وتظهر خليج كاب يورك وسواحل شمال أستراليا، بل إن مهاجرين وصلوا أستراليا مبكرا، من عمان وأفغانستان ومصر وإيران وتركيا للعمل هناك فى المهن الشاقة، كالعكل بالبحر وقيادة قوافل الجمال فى الصحارى، وبذلك ربطوا أنحاء القارة، ونقلوا البضائع بين أرجائها المتباعدة قبل وصول العربات الميكانيكية فى الثلاثينيات، وقد ذابوا فى الخليط الأسترالى بعدما حرفت أسماؤهم لأخرى مسيحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة