كارلوس غصن.. قصة هروب عابرة للقارات لأحد أساطير صناعة السيارات.. المخالفات المالية وراء توقيفه بطوكيو.. اليابان عازمة على ملاحقته قضائيا بعد إحراجها بفراره السينمائى..ونيسان تخطط لاتخاذ إجراءات قانونية ضده

الأربعاء، 08 يناير 2020 03:00 ص
كارلوس غصن.. قصة هروب عابرة للقارات لأحد أساطير صناعة السيارات.. المخالفات المالية وراء توقيفه بطوكيو.. اليابان عازمة على ملاحقته قضائيا بعد إحراجها بفراره السينمائى..ونيسان تخطط لاتخاذ إجراءات قانونية ضده كارلوس غصن
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحولت الطريقة التى استطاع أن يهرب بها كارلوس غصن رئيس شركة نيسان السابق من اليابان، حيث يواجه المحاكمة، إلى لبنان، من قصة هروب سينمائية لشخصية شهيرة على مستوى العالم إلى قضية معقدة تتشابك فيها عدة دول بين قارتين، فى الوقت الذى يظل فيه مصير الرجل الذى واجه اتهامات مالية غامضا.

 

هذا التشابك الذى وقعت فيه كلا من اليابان ولبنان وفرنسا، مرتبط بطبيعة غصن العابرة للقارات، فهو مولود فى البرازيل من أصول لبنانية، عمل فى اليابان وفرنسا والولايات المتحدة، وهو فى النهاية يجمل ثلاث جوازات سفر برازيلية ولبنانية وفرنسية. كما أن طبيعة الدور الذى قام به على مدار السنوات الماضية فى مجال صناعة السيارات، واسمه الذى تصدر العناوين دائما كأحد أبرز المديرين التنفيذين فى العالم، تجعل قضيته أكثر إثارة يتشوق الجميع لمتابعتها.

 

فغصن أدار إمبراطورية عالمية لصناعة السيارات، وكان مهندس تحالف رينو ونيسان وميتسوبشى. وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأسبوع الماضى، استطاع باستراتيجيته القائمة على توفير النفقات وخلق الكفاءات أن يجعل رينو الفرنسية ونيسان اليابانية تزدهران، وتحول إلى شخصية شهيرة فى اليابان، حتى أنه أصبح ملهما لأحد كتب القصص المصورة فيها.

وولد غصن فى البرازيل لأبوين لبنانين، ونشأ فى لبنان، ودرس فى أرقى المدارس فى فرنسا. وبدأ حياته العملية فى شركة صناعة إطارات السيارات ميشلان الفرنسية، وقام بتحسين لغته الإنجليزية وأصبح رئيس عمليات الشركة فى أمريكا الشمالية، وعاش لفترة فى ولاية ثاوث كارولينا قبل أن ينضم كمسئول تنفيذى فى شركة رينو عام 1996. وإلى جانب بروزه فى عالم السيارات، استثمر فى مجالات أخرى مثل الفنون والخمر وكون ثروة هائلة جعلته يمتلك منازل فاخرة فى باريس وامستردام وبيروت وريودى جانيرو.

 لكن حياه الترف لم تدم طويلا،  ففى نوفمبر 2018، تم احتجازه فى طوكيو واتهامه بالتقليل من دخله أمام السلطات المالية واستخدام أموال شركة نيسان، للقيام بمدفوعات لمعارف شخصية واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصى. وظل فى اليابان منذ هذه الفترة بين الحبس ثم الخروج بكفالة فى انتظار محاكمته المقررة فى هذا العام.

 

وقال منتقدوه إن مرتباته كانت مبالغ فيها، لاسيما بعد الأزمة المالية فى عام 2008، وفى عام 2016، أقام حفلا فاخرا على غرار حفلات مارى انطوانيت، فى فرساى للاحتفال بزواجه الثانى وعيد ميلاد زوجته الجديدة الخمسين، وهو الحفل الذى ربما تم تمويله من أموال شركة رينو، بحسب ما قالت الشركة فى فبراير الماضى.

 

ولا يزال الغموض محيطا بالطريقة التى استطاع بها غصن الهروب من المراقبة المشددة والخروج من اليابان، ما بين رواية تقول إنه خرج فى صندوق آلة موسيقية، واخرى تشير إلى استخدام جواز سفر فرنسى.  لكن المؤكد أن رحلة الفرار استمرت 14 ساعة، بدأت من مدينة أوساكا على بعد 55 كيلومتر من العاصمة اليابانية  طوكيو، وصولا إلى اسطنبول بتركيا ومنها إلى بيروت. ورغم التقارير الصحفية التى تحدثت عن الدور الذى لعبته زوجة غصن فى تهريبا، فإن غصن نفى ذلك وقال إنه رتب بمفرده إجراءات خروجه.

 

 

وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية فى تقرير لها، الثلاثاء، أن غصن قد استعان لفريق دولى مكون من 15 عضوا، بينهم أحدا أفراد الكوماندوز السابقين بالقوات الخاصة بالجيش الأمريكى، والذين أمضوا أشهر فى التخطيط لهروبه من اليابان.

 

وأوضحت الصحيفة أن الفريق قام بأكثر من 20 رحلة إلى اليابان وقام بمسح 10 مطارات على الأقل قبل أن يلاحظوا الفجوة الأمنية فى صالة المغادرة الخاصة بالرحلات الخاصة فى أوساكا، وقد أدى هذا إلى هروب غصن من طوكيو، حيث كان قيد الإقامة الجبرية، إلى أوساكا على متن أحد القطارات السريعة، وتم تهريبته على متن طائرة خاصة مخبأ داخل حقيبة كبيرة بها فتحات صغيرة، حتى يستطيع أن يتنفس. ثم دخلت الطائرة المجال الجوى الروسى فى رحلة استمرت أكثر من 12 ساعة من أجل الحد من فرص أن يتم إجباره على العودة مرة اخرى.

 

وعقب الهروب، بدأت أجواء توتر دبلوماسية بين لبنان واليابان. فالأخيرة تريد تسلي غصن ليواجه المحاكمة هذا العام فى الوقت، وطلبت هذا بالفعل من السلطات اللبنانية على الرغم من أنه لا يوجد اتفاقية تسليم متهمين بينها وبين بيروت، التى لا يبدو أنها عازمة على تسليمه فى الوقتا لراهن. ويظل الإنتربول هو الجهة الوحيدة المنوط بها تنظيم مسألة تسليم غصن، لكنها لابد اولا من صدور حق قضائى ضده.

 

والمؤكد أن متاعب غصن القانون ستزداد فى الفترة القادمة حتى لو كان هاربا، فقد أعلنت شركة نيسان أنها ستتخد الإجراءات القانونية المناسبة ضد رئيسها السابق رغم هروبه المذهل من اليابان. وأعلنت الشركة فى بيان أنها تخطط لمحاسبته عن سوء السلوك الخطير بما فى ذلك عدم تقديره الجيد لدخله واستخدام أصول الشركة للمنفعة الشخصية، مشيرة إلى أن عواقب سلوء السلوك هذا كانت كبيرة حتى تم التحقيق معه فى الولايات المتحدة وفرنسا.

 

ويبقى أحد الحلول التى من شأنها أن تخفف من أزمات غصن هو دفع أموال عوضا عن المخالفات.. وكان بالفعل قد وافق فى سبتمبر الماضى على دفع مليون دولار لهيئة الأوراق المالية الامريكية لتسوية مزاعم أن تنال عن تعويض حصل عليه من نيسان. لكن يبدو أن اليابان سيكون أكثر إصرارا على تطبيق العدالة على غصن الذى وجه طعنة لنظامها الأمنى بهروبه المتقن، وأثار شكوكا بشأن نزاهة نظامها القضائى بعدما أتهمه بانه ظالم، وقال إنه حرر نفسه الاضطهاد السياسى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة