يقول جلال الدين الرومي، "إن السعى وراء الحب يغيرنا فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته، فما أن تبدأ رحلة البحث عن الحب حتى تبدأ تتغير من الداخل والخارج"، حيث انتجت الهيئة العامة للاستعلامات فيلمًا تسجيليا بعنوان "نقطة تلاقي"، بمناسبة افتتاح المعبد اليهودي بالإسكندرية بعد إعادة ترميمه، وذلك فى رحلة للبحث عن الجذور، وبدأ الفيلم للمقولة الخالدة للدكتور ميلاد حنا فى كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية، والتى قال فيها: عبر الزمان ومن فجر التاريخ تأثر المصرى برقائق الحضارات التى مرت عليها مصر".
ويبرز الفيلم التسجيلى لجوء بعض الأنبياء عليهم السلام إلى مصر ونشر دعوتهم، "الحياة على الأرض شكلها اتغير كتير فى الـ 100 سنة اللى فاتو والإنسان عرف حاجات كتير مكنش يحلم إنه يعرفها، عرف علوم معقدة وعرف يطلع القمر، عرف يشوف أعماق الكون وعرف يغير شكله وعرف حاجات كتير قوى، بس يفضل السؤال عرف أصله؟، عرف تاريخه؟ هل الإنسان عرف نفسه؟ الحياة اللى احنا عايشنها النهاردة هى نتيجة للأف السنين من المزج والاختلاط بين حضارات وثقافات وديانات ومعتقدات شكلت وعي البشرية وأنتجت حياتنا اللى نعرفها ، وكل ما بعدنا عن العواصم والمدن الكبيرة وبعدنا عن الأسفلت ودخلنا فى عمق الصحراء والغابات وقرأنا الرسائل المحفورة على الحجر هنشوف عوالم وناس وطقوس وعادات هنشوف أولنا والعمدان اللى قامت عليها حضارتنا ، يمكن إحنا كبشر نلاقى نقطة تلاقى".
كما ركز الفليم التسجيلى على احتضان مصر للديانات السماوية بدءًا من سيدنا موسى ويوسف وانتهاءً بالعائلة المقدسة، وتقول الفنانة ريم مصطفى خلال تعليقها فى الفيلم "معرفة جذورنا كبشر بتبدأ من معرفتنا بخالقنا ربنا ورحلة البحث عن مهد الديانات السماوية بتبدأ من جبل موسى ..ربنا اختار الأرض دى علشان تحتضن رسالته وأعز على أرضها رسله ودياناته ، هنا كبر موسى عليه السلام ومن هنا بدأت دعوته وكبر يوسف عليه السلام واتحققت رؤيته ، وهنا لجات العائلة المقدسة تتحامى فى أرضنا".
وتابعت:" فى العالم فيه 50 مدينة اسمها الإسكندرية بس أشهرهم إسكندرية المصرية التى كانت أعجوبة العالم القديم بمكتبتها وفنارها والعلماء اللى كانوا بيجولها من كل مكان فى الأرض وكل شعوب المتوسط جُم عاشوا فيها".
وتشهد محافظة الاسكندرية غدا، افتتاح المعبد اليهودى بالإسكندرية بعد الانتهاء من أعمال الترميم، لأول مرة منذ إنشائه وذلك بحضور 25 سفير من دول أجنبية وعربية، ورئيس الجالية الرئيسية، ووزير الآثار.
ويعد المعبد أهم الآثار اليهودية بالمحافظة، حيث تم الانتهاء من أعمال ترميم المعبد اليهودي بالإسكندرية، وهو أحد أقدم المعابد اليهودية وقع وسط الاسكندرية، والذى تعرض لانهيارات فى جزء منه بسبب الأمطار والنوات، حيث تعرضت "الشخشيخة" التي تقع أعلى مصلى السيدات إلى انهيار جزئي بسبب التأثر بالأمطار والنوات التي مرت على الإسكندرية فى فصل الشتاء، وتم إغلاق المعبد مؤقتا لحين الانتهاء من أعمال الترميم.
الأهمية التاريخية و الوصف الداخلي للمعبد اليهودى الأثري بالإسكندرية
ويعد المعبد اليهودي الكائن بمنطقة شارع النبى دانيال، أحد أهم المباني الأثرية الدينية بمحافظة الإسكندرية ويطلق عليه معبد "الياهو هانبى"، يسع 700 مصلٍ، وقد أنشأته الجالية اليهودية بالإسكندرية فى عام 1881 ميلادية، وقد تم تسجيله فى مجلد الآثار تحت رقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد عدد 63 سفرا من الأسفار اليهودية بالمعبد أى 63 نسخة قديمة من التوراة، وهى لها قيمة دينية وأثرية كبرى.
ويتميز المعبد اليهودى من الخارج بمدخل بارز مرتفع عن سطح الأرض ببضعة درجات من السلالم الرخامية، ويعلو باقى أجزاء الواجهة كتفين يتوسطهما عمودين يحملا القسم العلوى الذى يتكون من عقد نصف دائري يتوسطه عقد زخرفى يتكون من عقدين يتوسطهما جامة، ومحاط بعقد نصف دائرى يعلوه خمس أكال نصف دائرية يبرز عنها شكل وردة ثلاثية البتلات ويعلو ذلك النجمة السداسية وسط زخارف نباتية محورة، فيما يقع بالجهة الجنوبية الغربية مدخل يؤدى إلى الطابق الثانى حيث مصلى السيدات.
ويتخذ المبنى من الداخل شكل المستطيل ويتكون من طابقين وقد شيد على الطراز الإيطالى به نحو 28 عامودا تحصر بينها مقاعد مزودة بلوحة نحاسية صغيرة نقش عليها أسماء الحاضرين من اليهود، أما الهيكل فهو مصنوع من الرخام ويقع بمنتصف الجهة الشرقية حيث يتقدمه منصة الصلاة والوعظ، ويوجد على جانبية مدخلين الأول بالجهة الجنوبية يؤدى إلى حجرة بها دولاب خشبي يحتوي على عدد من الأسفار، والثانى بالجهة الشمالية ويؤدي إلى درج سلم خشبي يؤدى إلى مصلى السيدات بالطابق العلوى.
أعمال الترميم بدأت فى 2017 تحت إشراف وزارة الآثار وبأيدي كوادر فنية متخصصة
وشهد المعبد اليهودى أعمال الترميم التى تتم لأول مرة فى المعبد اليهودى منذ إنشائه، حيث كانت تتم أعمال صيانة دورية فقط، حيث بدأ مشروع الترميم فى أغسطس 2017 وذلك تحت إشراف وزارة الآثار، و بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية في 17 مايو 2017.
وقام بأعمال الترميم كوادر فنية من متخصصين فى معالجة العناصر الإنشائية، حيث شملت أعمال الترميم الزجاج المعشق والزخارف والألواح الخشبية واعمال الشبابيك والأسقف الخشبية وأعمال الترميم الانشائى للمبنى والموقع العام، بالإضافة إلى أعمال ترميم العناصر الرخامية والزخارف والكهرباء وصيانة أعمال مكافحة الحريق وصرف المياه.
الآثار تعلن انتهاء أعمال الترميم و الافتتاح يناير 2020
وأعلنت وزارة الآثار المصرية ، الانتهاء من جميع الأعمال بمشروع ترميمه و التي تضمنت التدعيم الإنشائي للمبني و الترميم المعماري والدقيق للواجهات الرئيسية و الحوائط المزخرفة و كذلك العناصر الخشبية والنحاسية بالإضافة إلى تطوير نظم الإضاءة الحديثة و التأمين و الإنذار و ذلك تمهيدا لافتتاحه في شهر يناير 2020.
قصة إنشاء المعبد اليهودي بالإسكندرية
وتعود قصة إنشاء المعبد اليهودي بالإسكندرية إلى الحقبة التاريخية التى كانت فيها الإسكندرية موطنا للجالية اليهودية، حيث تشير الدراسات إلى أن عدد اليهود فى الإسكندرية كان يقدر بنحو 4 آلاف يهودى فى القرن التاسع عشر، ووصل عددهم إلى 18 ألفا فى بدايات القرن العشرين ثم ارتفع إلى 40 ألفا فى عام 1948، ثم بدأ اليهود فى الرحيل من مصر إلى إسرائيل بعد قيامها، كما تشير الدراسات إلى أن يهود الإسكندرية كان نصفهم من المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهم يهود الآدينو وهم من سكان حوض البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من إسبانيا، والآخرين من يهود إيطاليا وشرق أوروبا، والثالث من يهود المغرب والشرق الأوسط ويتكلمون العربية، بالإضافة إلى اليهود المهاجرين من النمسا والمجر وبولندا هربا من النازية فى ألمانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة