قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية، إن إغلاق العاصمة مدريد الإسبانية بسبب تفشى فيروس كورونا أدى إلى خسائر للشركات بمدريد تصل إلى 600 مليون يورو من الايرادات خلال 7 أيام فقط، وسيخسر المجتمع 15% من ناتجه المحلى الإجمالى.
سيكون الأثر الاقتصادى للإغلاق الجديد في مدريد كارثيًا على العاصمة، لكنه سينتشر كالنار في الهشيم في سائر أنحاء إسبانيا، وتأتي الإجراءات الجديدة للحد من التحركات والنشاط الاقتصادي في وقت يشهد ضعفًا خاصًا بعد الإغلاق في مارس ، وهو الأصعب والأطول في أوروبا، وانتعاش الناتج المحلي الإجمالي أصبح في خطر.
ووفقًا لحسابات رابطة أرباب العمل في مدريد التي تمكنت إيه بى سى من الوصول إليها، فإن تكلفة القيود ستبلغ 600 مليون يورو في الأسبوع، ما يعني خفض الناتج المحلي الإجمالي لرأس المال بنسبة 15٪ كل سبعة أيام، بالإضافة إلى ذلك فإن النشاط المفقود، مقيسًا بعدد ساعات العمل سيكون 18٪ ، وفقًا لنفس الحسابات.
ويضع دانييل لاكال ، كبير الاقتصاديين في شركة Tressis ، أرقامًا تضرب النشاط على مستوى الدولة: سينخفض الناتج المحلي الإجمالي الوطني بنسبة 0.2٪ في سيناريو الإغلاق البسيط (لمدة ثابتة ، أسبوعين) ، وبنسبة 0.5٪ في سيناريو أكثر سلبية، وهذا يضع نطاق الخسائر في خمسة عشر يومًا بين 2200 و 5600 مليون يورو، مشيرا إلى أن العاصمة مدريد تتضمن كل شيء، و لا يوجد شيء مثل التأثير الانتقائي، مضيفًا أن المشكلة المضافة هي أن الاقتصاد يأتي إلى هذا الوضع بهشاشة خاصة.
وانهار الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني 17.8٪ (التقدير الأولي للمعهد كان 18.5٪) ؛ وارتفع العجز حتى أغسطس إلى 56.859 مليون يورو ، أي بزيادة 588٪ عن نفس الفترة من العام الماضي .
وحذر بنك إسبانيا مؤخرًا ، من أن حوالي 25٪ من الشركات في إسبانيا ستكون في حالة إفلاس فني، واحدة من كل أربع شركات تلوح في الأفق فوق واد الإفلاس، وتفتقر إلى القوة اللازمة لتحمل المخاطر التي قد تترتب على إغلاق آخر.
وسيتم منع سكان العاصمة مدريد، التى أصبحت بؤرة تفش لفيروس كورونا، من المغادرة إلا للضرورة بموجب قواعد جديدة لمكافحة تصاعد الإصابات بالفيروس، لكن سلطات الإقليم قالت إن القرار ليس له أساس قانوني مما يمهد الساحة لمواجهة سياسية في منطقة سجلت أكثر من ثلث حالات الإصابة الجديدة بالفيروس على مستوى البلاد، والتي بلغت أكثر من 133 ألفا خلال الأسبوعين الماضيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الصحة الإسباني سلفادور إيلا قال في مؤتمر صحفي أعلن فيه القواعد الجديدة التي ستطبق خلال أيام "صحة مدريد هي صحة إسبانيا. مدريد لها خصوصية"، وقالت الحكومة إن العاصمة مدريد، التي يقطنها أكثر من 3 ملايين شخص، وتحيط بها 9 بلديات يقطن كل منها 100 ألف نسمة على الأقل، ستشهد إغلاقا للحدود أمام القادمين إليها إلا للزيارات الضرورية.
وسيتم السماح للمواطنين بعبور الحدود للعمل أو الدراسة أو زيارة عيادات الأطباء أو التسوق وليس للترفيه، وتشمل الإجراءات الأخرى إغلاق الحانات والمطاعم في الحادية عشرة مساء فضلا عن إغلاق المتنزهات والملاعب، ولن يُسمح بتجمعات المواطنين بأكثر من 6 أفراد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة