تحاول المؤسسات العراقية عبر وزارة الخارجية إثناء الولايات المتحدة الأمريكية عن قرار الأخيرة بغلق سفارتها في بغداد، وأجرى وزير خارجية العراق عدة زيارات واتصالات مع دول حليفة لبغداد للتأكيد على التزام بلاده بحماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها، وكشفت وزارة الخارجية العراقية في بيانات صادرة عنها أمس الأربعاء، عن إجراء وزير خارجية بغداد فؤاد حسين لاتصالات هاتفية مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن، مشيرة إلى تطرقه إلى ضرورة احترام سيادة العراق، ودعم جُهُود الاستقرار في المنطقة، مُجدّداً التزام بلاده بحماية البعثات الدبلوماسيّة، وحرمة الدبلوماسيّين.
كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد بحث مع 25 سفيرا عربيا وأجنبيا في بغداد تداعيات القرار الأمريكى والإجراءات التي اتخذتها بغداد لحماية البعثات الدبلوماسية من الهجمات المسلحة.
وقال بيان لمكتب رئيس وزراء العراق إن "الكاظمي أكد حرص العراق على فرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة وحماية البعثات والمقرات الدبلوماسية".
وشدد الكاظمي على أن "مرتكبي الاعتداءات على أمن البعثات الدبلوماسية يسعون إلى زعزعة استقرار العراق، وتخريب علاقاته الإقليمية والدولية".
وأوضح أن «هذه الهجمات لا تستهدف البعثات الدولية فقط، وإنما طالت الأبرياء من المواطنين، بما فيما ذلك الأطفال، وأن مؤسسات الدولة الأمنية عازمة على وضع حدّ لها، وقد شرعت باتخاذ الإجراءات الضرورية لتحقيق هذا الهدف». وأكد الكاظمي أن "الخارجين على القانون الذين يحاولون الإساءة إلى سمعة العراق والتزاماته الدولية يتحركون بوحي من دوافع غير وطنية، ويزدرون إرادة الشعب العراقي ومرجعياته الدينية والسياسية والثقافية التي أجمعت على خطورة ما يقومون به."
من جانب آخر أبدى السفراء في مداخلات متفرقة عن قلقهم من تزايد الهجمات ضد المنشآت الدبلوماسية بالصواريخ والعبوات ضد المواكب، وما تحمله تلك الهجمات من مخاطر على حياة الدبلوماسيين والمدنيين العراقيين، مؤكدين ترحيبهم بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية لوضع حد لهذه الاعتداءات، وملاحقة المتورطين بها، وتشديد الإجراءات الأمنية.
ودعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مؤتمر صحفى في مؤتمر صحفى أمس الأربعاء الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرار الانسحاب من بغداد، واصفا إياه بـ"الخطير"، وذلك بعد أنباء عن تفكير واشنطن في إغلاق سفارتها في بغداد بسبب الهجمات المتكررة على المنطقة الخضراء.
وقال حسين إن الحكومة العراقية غير سعيدة باتخاذ القرار المبدئي من الإدارة الأمريكية الانسحاب من بغداد، مضيفا أن "المباحثات مع الأمريكيين والاطلاع على القرار المبدئي حول انسحابهم من العراق دفعنا للتحرك."
وبخصوص المباحثات التي أجراها مؤخرا في طهران مع المسؤولين الإيرانيين قال إن "الإيرانيين أبلغونا أن العمليات ضد المنطقة الخضراء ستؤدي إلى فوضى السلاح ومشاكل أمنية".
وكشف وزير خارجية العراق ولأول مرة عن اعتقال بعض الأشخاص المرتبطين بالهجمات في العراق، مؤكدا أن الحكومة اتخذت إجراءات لحماية البعثات الدبلوماسية.
وفي إشارة إلى ما يمكن أن تعده الفصائل المسلحة المتورطة في الهجمات انتصارا لها في حال أغلقت واشنطن سفارتها في بغداد قال حسين: "واهم من يتصور الانتصار بانسحاب السفارة الأمريكية من بغداد"، مؤكدا أن انسحاب السفارة الأمريكية من بغداد يعطي إشارات خاطئة للشعب العراقي، وليس في صالح الوضع الأمريكي أيضا.
وأوضح أن الحكومة العراقية اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن العراق سيستمر في التواصل مع الولايات المتحدة لتغيير قرارها بشأن انسحاب سفارتها من بغداد.
وكانت الولايات المتحدة وفي علامة واضحة على مدى انزعاجها من تكرار الهجمات على سفارتها في بغداد قلصت فترة الإعفاء الممنوحة للعراق بشأن استيراد الغاز من إيران إلى 60 يوما بدلا من 120 يوما.
من جانبها، أصدرت هيئة الحشد الشعبي بيانا، تبرأت فيه من أي عمليات مشبوهة ونشاط عسكري غير قانوني يستهدف مصالح أجنبية أو مدنية.
كان الزعيمَ الشيعي مقتدى الصدر قد دعا إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الخروقات الأمنية التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية والمقار الرسمية للدولة وبما يضر بسمعة العراق.
وقال الصدر في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "ندعو إلى تشكيل لجنة ذات طابع أمني وعسكري وبرلمانية للتحقيق في الخروقات الأمنية التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية والمقرات الرسمية للدولة بما يضر بسمعة العراق في المحافل الدولية."