تعتبر جامعة الأقصر أحد أهم المشروعات التعليمية القومية التى تمت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية،فقد انفصلت رسمياً عن جامعة جنوب الوادى، بعدما ظلت حلما يراود كافة أبناء وأساتذة الكليات من أبناء محافظة الأقصر على مدار السنوات الماضية، وبعد فترة طويلة من التصاق كليات الأقصر بجامعة جنوب الوادى، حصلت الأقصر على حقها الطبيعى كعاصمة سياحية عالمية بتأسيس جامعة منفصلة داخلها تصبح كيان علمى جامعى لخدمة أبناء المحافظة الذين ينتقلون لمحافظات أخرى للالتحاق بالكليات التى تنقص المدينة.
ومع بدء العام الجامعى الجديد 2019/2020 دخلت "جامعة الأقصر" سنة أولى كجامعة منفصلة بعد استقلالها رسميًا عن جامعة جنوب الوادى، وذلك بالقرار الذى نشر فى الجريدة الرسمية بموافقة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، على إنشاء "جامعة الأقصر" الجديدة وفصلها تمامًا عن جامعة جنوب الوادى، حيث حمل القرار رقم 1481 لسنة 2019، بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات، والخاص بتحويل فرع جامعة جنوب الوادى بمحافظة الأقصر إلى جامعة مستقلة بمسمى جامعة الأقصر، ونص القرار على أن تنشأ بالإضافة إلى الجامعات المنصوص عليها بالمادة الثانية من قانون تنظيم الجامعات (جامعة الأقصر) ومقرها محافظة الأقصر، ويلغى فرع جامعة جنوب الوادى بالأقصر، وإضافة بند لقانون تنظيم الجامعات، حيث تضم جامعة الأقصر الجديدة كليات (كلية الفنون الجميلة – كلية السياحة والفنادق – كلية الحاسبات والمعلومات – كلية الألسن – كلية الآثار – كلية الطب)، وبعد صدور القرار قرر الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى القرار رقم 2110 بتاريخ 25 يونيه الماضى، بتعيين الدكتور بدوى شحات بدوى أحمد الأستاذ بكلية الطب جامعة الأقصر والمشرف على الكلية للقيام بأعمال رئيس جامعة الأقصر لمدة عام.
وفى هذا الصدد يقول الدكتور بدوى شحات، القائم بأعمال رئيس جامعة الأقصر السابق: من القرارات المهمة التى اتخذتها الدولة قرار إنشاء "جامعة الأقصر"، إيذانًا بانطلاق طاقات شباب الأقصر لتنمية هذه المحافظة العريقة ووضعها فى المكانة العالمية المرموقة التى تستحقها، مشيرًا أن الشباب يتولى العديد من المناصب القيادية فى كافة الأماكن الحيوية بالدولة وذلك يدل على إيمان القيادة السياسية على قدرة الشباب وتحمُله المسئولية وهو قادر عليها، فالشباب هو الوقود والطاقة التى ترتكز عليها الشعوب، موضحًا أن شباب مصر هم القاطرة التى تنطلق بها مصر العظيمة فى رحاب التقدم والرقى، وتُوْلى الدولة اهتمامًا كبيرًا من خلال إيمان الرئيس عبد الفتاح السيسى بالحوار والاستماع لوجهات النظر المختلفة للشباب من خلال منتديات ومؤتمرات الشباب، قائلًا: "الرسالة التى أوجهها إلى شباب مصر هى أنتم درة تاج مصرنا العظيمة ولذلك فنحن ننتظر منكم بذل الغالى والنفيس للارتقاء والتقدم لبلدنا".
وأضاف الدكتور بدوى شحات لـ"اليوم السابع"، أنه بعد تكليفه انطلق فى أول يوم عمل له بعقد سلسلة من الاجتماعات مع عمداء الكليات والجهاز الإدارى، وأكد لهم على أهمية العمل كفريق واحد وبذل الجهد فى تحقيق حلم شعب الأقصر، والذى أصبح واقع بجامعة الأقصر وأهمية تحقيق خدمة تعليمية متميزة للطلاب والوقوف على ما يهم المواطنين من خلال تنظيم العديد من القوافل بقرى الأقصر بالتعاون مع جامعة جنوب الوادى ومحافظة الأقصر، موضحًا أنه طالب من جميع قيادات الجامعة بتنظيم العمل وتكوين الإدارات المركزية لإنجاز العمل، وقدم الشكر للدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى على دوره فى إنشاء جامعة الأقصر وما قدمه من جهود وتعاون مع محافظ الأقصر، الذى من جانبه قدم كل التسهيلات لجامعة الأقصر، وأرسل رئيس الجامعة برقية تهنئة لرئيس الجمهورية وشكر وتقدير على تحقيق حلم أهالى الأقصر بإنشاء جامعة الأقصر والثقة الغالية بتكليفه رئيسا لها.
وأكد شحات، على أنه تم على الفور بناء الهيكل الخاص بالجامعة وتحديد الأدوار وتجهيز الكليات المختلفة لخدمة العام الجامعى الجديد 2019/202، موضحًا أنه تقرر وضع استراتيجية تتماشى مع استراتيجية الدولة 2030، وأيضا صياغة رؤية ورسالة الجامعة لتواكب التطور السريع فى التكنولوجيا فى التعليم والبحث العلمى، مؤكدًا أن مقر الجامعة الجديد يحتاج إلى بذل الجهد لتكتمل مراحل الجامعة سواء الإنشاءات أو التشجير وغير ذلك من المرافق، موضحًا ن المرحلة القادمة تحتاج التفكير فى إنشاء كليات غير نمطية تخدم المجتمع الأقصرى وتساهم فى نهضة السياحة وحل مشكلة البطالة وتقدم خريج قادر على اللحاق بسوق العمل.
وشدد رئيس جامعة الأقصر، فى تصريحاته، على الخطوات الجادة تضمنت حصول الجامعة على دعم كبير من المهندس مصطفى سعيد رئيس جهاز مدينة طيبة، حيث أنه عقب صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بإنشاء جامعة الأقصر، بتخصيص مبنيين لكلية الطب وكلية الهندسة، كما جارى تخصيص 300 فدان لجامعة الأقصر بالمدينة، موضحًا أنه قام بزيارة مدينة الطود مؤخرًا بعد دعوة من العميد محمد عياد رئيس مدينة الطود، لعرض دراسة عليه لتوفير أراض فضاء لتخصيصها لإنشاء كليات جديدة بالجامعة مستقبلًا والمقترح أن تكون "كلية الزراعة" و"كلية التربية" بمدينة الطود، حيث تفقد برفقة وفد من الجامعة مبنى مدرسة الثانوية الزراعية ومصنع الليد وعمارات الإسكان الاجتماعى ومدرسة الظهير الصحراوى، وأراضى فضاء وذلك لدراسة إنشاء كليتى الزراعة والتربية بمدينة الطود، وأبدى رئيس الجامعة ترحيبه بإنشاء كليه زراعة بالطود وإسناد بعض المهام الإدارية لتجهيز الأرض ومبنى الكلية خلال الفترة المقبلة لقيادات المدينة.
ومن جانبه صرح الدكتور محمد محجوب عزوز رئيس جامعة الأقصر الجديد، أنه بتاريخ 21 يوليو الماضى شهدت الأقصر لأول مرة عقد مجلس جامعة الأقصر، فى مقر الجامعة الإدارى المتواجد بمنطقة العوامية والذى تم تجهيزه على أعلى مستوى لاستقبال العام الدراسى الجديد، والذى تم خلاله مناقشة كافة تفاصيل دعم الجامعة الجديدة بدءًا من تجهيز الكليات التابعة للأقصر لاستقبال الطلاب وهى كليات "الفنون الجميلة – السياحة والفنادق – الحاسبات والمعلمات الألسن – الآثار – الطب"، والمضى قدمًا فى إنهاء إجراءات الموافقات بتخصيص نحو 300 فدان بأراضى مدينة طيبة لتصبح مقرًا لـ"جامعة الأقصر"، كما تم بحث ووضع التصورات الخاصة بكيفية إنشاء كليات أخرى فى هذه المساحة لإلحاقها بالجامعة الجديدة، وكلف رئيس الجامعة الوليدة الجميع بضرورة تنظيم العمل وتكوين الإدارات المركزية لإنجاز العمل، وقدم الشكر للدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى على دوره فى إنشاء جامعة الأقصر وما قدمه من جهود وتعاون مع محافظ الأقصر.
وتابع الدكتور محمد محجوب عزوز لـ"اليوم السابع"، أنه تم البدء على الفور عقب اجتماع المجلس الأول فى تنظيم دورات لأعضاء الجهاز الإدارى بالجامعة برعاية جامعة جنوب الوادى، حيث تمت مطالبة جميع أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة الجديدة، بضرورة العمل كفريق واحد وحل المشكلات أولا بأول، والبدء فى التعاون الدولى مع الجامعات الدولية لتحقيق أقصى استفادة للباحثين والمجتمع الأقصرى، مشددًا على أن محافظة الأقصر تأتى على رأس اهتمامات القيادة السياسية التى تسعى لإعادة اكتشاف الصعيد وتطويره واستغلال مناقبه ليكون بمثابة المخزون الاستراتيجى لإحداث نهضة تنموية كبيرة ليس فى القطاع نفسه فحسب، وإنما على مستوى الدولة بصفة عامة ومن بين هذه الاهتمامات إنشاء جامعة الأقصر التى ستكون بمثابة بيت خبرة عالمى يقدم المشورة والمساعدة من خلال المراكز البحثية والاجتهادات العلمية لنضعها أمام متخذى القرار، مضيفاً أنه تم على الفور تجهيز التنسيق لخدمة الطلبات بكليات الأقصر، وعقب ذلك تقرر فتح باب التقديم الإلكترونى بالمدن الجامعية للطلبة والطالبات القدامى والمستجدين، وتسهيلًا على ذوى الاحتياجات الخاصة تقرر تخصيص أماكن فى الأدوار الأولى فى المبانى الجامعية لهم، وتم الانتهاء من معمل الحاسب الآلى فى المدينة الجامعية بمدينة طيبة وخدمة الإنترنت واى فاى للطلبة والطالبات، كما تجرى صيانة أجهزة الحاسب الآلى داخل المدن الجامعية بالكامل لخدمة العملية التعليمية.