قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن نصر أكتوبر 73 كان ملحمة عسكرية وسياسية، لافتًا إلى أنه تم قهر أحد أهم المفاهيم السياسية المعروفة بفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية واحتلال الأراضى، مستعرضا جهود الدبلوماسية المصرية سواء على مستوى الرئاسة أو الخارجية المصرية خلال فترة حرب أكتوبر.
وأضاف العرابى، خلال كلمته فى الندوة التثقيفية الـ 32 للقوات المسلحة، أن العلاقات الدولية خلال فترة حرب أكتوبر شهدت استقطاب حاد فيما يتعلق بالانضمام لأحد المعسكرين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، مشيرا إلى أنه كان من الضرورى التحرك بتوازن دقيق لتقليص مخاطر سياسة الوفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى وتأثير ذلك على توازن القوة بالمنطقة وبما قد يؤثر على قرار الحرب، بمعنى احتياجنا للسلاح من الجانب السوفيتى وادراكنا أنه من الضرورى التجاوب مع جهود واشنطن التى تحاول بها الظهور بمظهر من يحرص على السلام فى المنطقة، وقبل الرئيس جمال عبد الناصر القرار الصادر عن مجلس الأمن فى إطار نهج دبلوماسى يجنح للسلمية، ولكن إسرائيل لم تعير القرار اهتمامًا حتى بلغت حرب الاستنزاف ذروتها.
وأوضح السفير محمد العرابى، أن الدبلوماسية كان لها دورا كبيرا خلال التحضير لحرب أكتوبر، وما بعدها حتى صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطار النار، وكذلك التحضير للتضامن العربى خلال حرب أكتوبر للتأثير على الموقف الدولى واستخدام سلاح النفط وكذلك واصلت الدبلوماسية المصرية جهودها خلال معركة طابا حتى تم الحكم لصالح الدولة المصرية.
وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أن الأزمة الليبية استدعت مؤخرا روح حرب أكتوبر من خلال التناغم بين العسكرية والدبلوماسية فى عمل مميز لحماية الأمن القومى المصرى، وأنتج معدلة هامة لوقف إطار النار، والمواقفة على إعلان القاهرة السياسى، وتجسيدا لجهود الدولة فى حماية امنها القومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة