أوروبا تنقلب على أردوغان بسبب الإخوان..دراسة حديثة ترصد الغضب الأوروبى ضد تركيا وتكشف استخدامها لعناصر الجماعة للسيطرة على المراكز الإسلامية بأوروبا..وتؤكد: صدام حتمى بين الوالى العثمانى ودول الاتحاد الأوروبى

الإثنين، 12 أكتوبر 2020 10:50 م
أوروبا تنقلب على أردوغان بسبب الإخوان..دراسة حديثة ترصد الغضب الأوروبى ضد تركيا وتكشف استخدامها لعناصر الجماعة للسيطرة على المراكز الإسلامية بأوروبا..وتؤكد: صدام حتمى بين الوالى العثمانى ودول الاتحاد الأوروبى أردوغان
كتب- محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن وجود تخوفات ضخمة لدى العديد من الدول الأوروبية بشأن الدعم الذى تقدمه تركيا لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث أشارت إلى وجود توقعات بحتمية الصدام بين أردوغان والاتحاد الأوروبى.

وأشارت الدراسة إلى أن العديد من القادة الأوروبيون وصفوا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بالعديد من الصفات القاسية، بعد قراره بفتح الحدود مع اليونان والسماح للاجئين بدخول أوروبا، وتصاعدت المخاوف من تطلعاته التى اتسمت بالانكشاف فى الآونة الأخيرة.

فوصفته صحيفة “إى يو أوبسيرفر” (EUobserver) النمساوية بأنه: “يحلم بنوع من الإمبراطورية العثمانية الجديدة، ليس من خلال غزو الدول، ولكن من خلال إقامة تحالفات إقليمية مع حكومات الإخوان المسلمين، مهدت الأرض لها ثورات الربيع العربي”. ولكن تحطم هذا الحلم كثيرًا بعد الإطاحة بالرئيس الإخوانى  “محمد مرسي”، وهى بداية التحول للانتباه إلى أن الرئيس التركى  “رجب طيب أردوغان” لا يتحالف فقط مع الإخوان، بل هو نفسه إخواني.

وذكرت الدراسة إلى أن علاقة الرئيس التركى بجماعة الإخوان فى مصر تعود إلى السبعينيات، عندما كان أحد أكثر التلاميذ السياسيين الموثوق بهم لـ”نجم الدين أربكان”، وعندما توفى “أربكان” عام 2011، حضر معظم قادة الإخوان المسلمين جنازته.

 فى هذا الوقت تقريبًا، مع تنامى احتجاجات الربيع العربي، ازداد دعم تركيا للإخوان بعد فترة وجيزة من تأسيس حزب العدالة والتنمية فى عام 2001، منحت جماعات الإخوان المسلمين فى  جميع أنحاء العالم لأردوغان موقعًا رائدًا فى الحركة، نظرًا لنجاح “أردوغان” وحزبه.

وأوضحت الدراسة، أن تركيا مثلت ملاذًا لقيادات جماعة الإخوان الهاربين من المحاكمات، فقد أسس قادة الجماعة بعد هروبهم من مصر عام 2013 مؤسسات جديدة فى تركيا، وكثفوا من حملات الدعاية لها ببث محطات تلفزيون تهدد مسئولين مصريين ومواطنين أجانب فى مصر بالقتل. وبدت المفارقة هنا فى أن الحكومة التركية التى تزعم دفاعها عن حرية التعبير لجماعة الإخوان تُسكت معارضيها. يمكننا القول إن أردوغان ومن معه هم الذين يقودون الآن الإخوان فى كل مكان فى العالم، ويسعون إلى دعمهم فى كل مكان حتى خارج الشرق الأوسط.

وفى مقال نشرته مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) أكدت جهود أردوغان لتوسيع نفوذ الإخوان المسلمين، لا سيما فى الغرب. اليوم هو أكبر داعم لهم فى أوروبا، بل وتقدم تركيا دعمًا لهم أكثر من قطر. فعلى سبيل المثال، تنامت العلاقات بين حزب العدالة والتنمية والمؤسسات المرتبطة بالإخوان فى الولايات المتحدة، فمسئولو الحزب موجودون فى فعاليات مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، المرتبط بالإخوان، أيضًا تظهر الأسماء التركية بشكل متزايد فى  مجالس إدارة المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالإخوان، وتحول الإخوان إلى أكبر داعمين وناشرين لخطاب أردوغان ومن معه فى الغرب.

 وأشارت الدراسة إلى أن تيم كولينز (Tim Collins)، ضابط بالجيش البريطاني، قد لفت إلى نقطة فى غاية الأهمية، وهى أن دعم قطر وتركيا للإخوان يعزز الانقسام داخل المجتمعات المسلمة فى  الغرب، فهم يعطلون الجهود المبذولة لتسهيل اندماج المسلمين، ويعطلون جهود منع التطرف فى  المملكة المتحدة.

وقد كشف مجلس العموم مؤخرًا عن تمويل قطرى وصل إلى 125 مليون يورو عبر أوروبا، وشمل ذلك أكثر من 18 مليون يورو ذهبت إلى أقسام فى جامعة أكسفورد، بقيادة طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان، يقول كول كولينز: إن الإسلام المتشدد تهديد للعالم المتحضر، ويضيف: "لدينا دفاع غير مرئى فى بلدنا، وهو مواطنونا المسلمون، ومع ذلك هناك منظمة تعمل على تخريبهم".

كبار السياسيين الأتراك -كما يقول "كولينز"- يتهمون أوروبا دائمًا بأنها معادية للإسلام ويحثون الأتراك وغيرهم من المسلمين الذين يعيشون فى أوروبا على رفض القيم الغربية. على سبيل المثال، أعلن “ألبارسلان كافاكلى أوغلو”، رئيس لجنة الأمن والاستخبارات فى البرلمان التركى 2018، أن “أوروبا ستكون مسلمة”، وأضاف: “سنكون فعالين هناك إن شاء الله”. وصرح أردوغان بنفسه بأن حدود تركيا تمتد “من فيينا إلى شواطئ البحر الأدرياتيكي، من تركستان الشرقية [منطقة الصين المتمتعة بالحكم الذاتى فى شينجيانغ] إلى البحر الأسود.

ويؤكد موقع كونسيرفاتيف ريفيو (Conservative Review) الأمريكى، أن أردوغان يمثل الآن أكبر تهديد للأمن، ليس فقط فى الشرق الأوسط، ولكن أيضًا فى بلادنا.

 فى 2 أبريل 2016، ترأس أردوغان حفل افتتاح مركز ديانت أمريكا، أكبر مسجد فى  أمريكا الشمالية، ويقع فى لانهام بولاية ماريلاند. وحضر بعض كبار قادة تنظيمات الإخوان المسلمين وتم تصويرهم مع أردوغان.

المسجد يخضع لرئاسة الشئون الدينية فى الجمهورية التركية (ديانت) ، وقد أنفق “أردوغان” 100 مليون دولار على بنائه. يدعم الرئيس التركى  أيضًا “حماس” بما يصل إلى عدة مئات من الملايين فى  السنة، وهو الزعيم العالمى  للإخوان المسلمين، وبالتالى فمن الخطأ أن نظن أن مساجده ستروج لنظرة مستنيرة للإسلام؟.

يشير الموقع إلى المذكرة التفسيرية للإخوان المسلمين لعام 1991 التى كشفت عنها المباحث الفيدرالية الأمريكية، لفهم أهداف أردوغان زعيم الإخوان: الهدف الاستراتيجى العام فى أمريكا هو تمكين الإسلام فى أمريكا الشمالية، وتخريب الغرب من داخله بيد المؤمنين وبيد أبنائه. أي: إقامة حركة إسلامية فاعلة ومستقرة بقيادة الإخوان المسلمين تتبنى قضايا المسلمين محليًا وعالميًا، وتعمل على توسيع نطاق الملتزمين، وأخيرًا يطالب الباحث دانيال بوقف أى دعم خارجى للمساجد فى  الولايات المتحدة.

لا تكتفى المساجد والمؤسسات التى يسيطر عليها الرئيس التركى والإخوان فى الغرب بنشر أيديولوجيتهم، ولكنها تعمل أيضًا بالتجسس على معارضيه، لذلك قررت الحكومة الألمانية وضع نشاط (DiTiB) (رئاسة المساجد التركية فى  ألمانيا) تحت المراقبة، وأوقفت أى تمويل لها بل وحذرت الشرطة الألمانية أعضاء بالبرلمان من احتمال تجسس المخابرات التركية عليهم، ودعت لجنة الرقابة فى البرلمان الألمانى  إلى الكشف عن معلومات بشأن الأنشطة التى تقوم بها الاستخبارات التركية داخل ألمانيا، وحذر تقرير للمخابرات الألمانية من أن تركيا أصبحت مركزًا للجماعات الإسلامية المتشددة، وأن أردوغا لديه “تقارب فكري” مع حماس فى غزة وجماعة (الإخوان المسلمين) المحظورة فى مصر، وطالب التقرير بوقف أى تعاون استخباراتى مع تركيا.

وفى النمسا اتهم بيتر بيلز  (Peter Pilz)، عضو البرلمان النمساوي، تركيا بالتجسس على من يشتبه فى  أنهم أنصار جولن فى النمسا، عبر منظمة (ATIB)، وهى  منظمة جامعة يرأسها الملحق الدينى فى السفارة التركية فى  فيينا، وتشرف على عشرات المساجد فى  البلاد. قال “بيلز”: مجموعة أتيب (ATIB) المظلية هى  أداة لسياسة الحكومة التركية القاسية وغير المقبولة وغير الشرعية فى  النمسا، والتى  تراقب أيضًا الأكراد الأتراك والسياسيين المعارضين والصحفيين فى  النمسا”، بل وكشف “بيلز” أنه تلقى وثائق من مصدر تركى  تشير إلى وجود “شبكة عالمية من المخبرين” تغطى  أربع قارات تقدم تقارير إلى ديانيت.

هناك مؤسسة هامة أخرى هى ميلى جورو” (Milli Gorus) التى أنشأها فى أواخر الستينيات “نجم الدين أربكان”، المرشد السياسى لأردوغان، وهى منظمة إسلامية ذات توجه قومي، وتتبنى العديد من مواقف وأهداف وتكتيكات جماعة الإخوان المسلمين، ولكنها تضيف لمسة عثمانية جديدة إليها، تعمل الحركة منذ فترة طويلة فى  أوروبا، حيث يقدر عدد أعضائها والمتعاطفين بنحو 300 ألف وتتحكم فى مئات المساجد، معظمها فى ألمانيا، وتعادى الغرب والديمقراطية وغير المسلمين، يمثل المصرى  “إبراهيم الزيات” أيضًا تجسيدًا لهذه الديناميكيات، فقد تولى العديد من المناصب العليا فى  المنظمات ذات الميول الإخوانية فى  كل من ألمانيا وأوروبا، وحصل على لقب “العنكبوت فى  شبكة المنظمات الإسلامية” من الاستخبارات الألمانية، وهو أيضًا مسئول تنفيذى  فى  شركة  (EMUG)، وهى شركة مقرها ألمانيا تدير أكثر من 300 مسجد فى شبكة “ميلى  جروس”، وتكشف عن تداخل الإخوان مع الأتراك.

الزيات” أيضًا متزوج من ابنة أخت “أربكان”، التى شغل شقيقها منصب رئيس ميلى جوروس فى  ألمانيا، وكذلك رئيس مجلس إدارة شركة (EMUG)، وتؤكد “فورن بوليسي” أن فروع الإخوان فى  جميع أنحاء العالم تتلقى بعد “الربيع العربي” دعمًا ماليًا وسياسيًا قويًا من تركيا، ليحقق “أردوغان” حلمه بزعامة المسلمين فى  العالم. فكما قال “ياسين أقطاي”، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية السابق والمستشار الرئيسى  الحالى  لأردوغان: “الإخوان المسلمون يمثلون القوة الناعمة لتركيا”.

وفى النهاية يشعر الأوروبيون بقلق متزايد بشأن تداعيات التأثير التركى الإخوانى على أراضيهم. لكن التحدى القائم هنا هو أن هذا التأثير مدعوم من دولة قوية لها علاقات تجارية وسياسية وأمنية عميقة مع معظم الدول الأوروبية، ومن الواضح بشكل متزايد أن السفارات والمنظمات الدينية والشركات التركية، التى تعمل بالتنسيق مع شبكة واسعة نسبيًا من الكيانات المرتبطة بالإخوان، تسعى لتحقيق مصالح وترويج وجهات نظر داخل المجتمعات الإسلامية التى هى على مسار تصادم مع الحكومات الأوروبية، كما يشعر الأوروبيون بقلق متزايد أيضًا من استخدام “أردوغان” لسلاح اللاجئين إلى أوروبا دون إرادتها، وأيضًا ما يفعله فى البحر المتوسط والشرق الأوسط. فبالنسبة لتركيا، تعد ليبيا جزءًا من خط دفاعها العثمانى  الجديد واستراتيجيتها لتوحيد الأحزاب والحكومات والميليشيات الموالية للإخوان المسلمين فى  شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، فالعثمانية الجديدة تسعى إلى إحياء “تركيا الكبرى” التى  تجدد نموذجًا حضاريًا كلاسيكيًا للإمبراطورية العثمانية يرتكز على القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية بأراضٍ تمتد من شرق تراقيا (الآن جزء من اليونان)، إلى قبرص، شرق جزر بحر إيجه، وأجزاء من شمال سوريا وشمال العراق وكامل أرمينيا الحديثة وأجزاء من جورجيا وحتى إيران، هناك مراقبون يتوقعون حتمية الصدام مع “أردوغان” ومن خلفه الإخوان، وهناك من ينادى  بمعاقبة تركيا بصرامة، والعمل على توحيد معارضى الرئيس التركى معًا، وفك الارتباط الاقتصادى  والطرد من خلف شمال الأطلنطى.

من جهة أخرى، هناك رؤى أخرى ترجح العمل على استثمار هذا العداء المتصاعد ضد تركيا فى  الغرب لبناء تحالفات قوية قادرة على مواجهة تحالف تركيا الإخوان.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة