تبدأ غدا الأربعاء، فى مقر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى بلدة الناقورة الحدودية جنوبى لبنان ، مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أمريكية وأممية ، فيما شدد الرئيس اللبنانى ميشال عون ، على أن المفاوضات "تقنية" والبحث يجب أن ينحصر فى هذه المسألة.
وكانت رئاسة الجمهورية اللبنانية أعلنت، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس اللبنانى ميشال عون تابع تحضيرات انعقاد الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مشيرة إلى أن المفاوضات تقنية والبحث يجب أن ينحصر فى هذه المسألة تحديداً.
وقال عون خلال استقباله الوفد اللبنانى الرسمى الذى سيتولى غداً التفاوض التقنى لترسيم الحدود الجنوبية: "للتوصل إلى حل يحمى الحقوق السيادية للشعب اللبناني".
وقال مراقبون ، إن هناك تجاذبات سياسية بين الأطراف اللبنانية المختلفة ، حيث إن البعض يريد أن يعطى لوفد ترسيم الحدود مع إسرائيل طابعا تقنيا عسكريا محصورا بعملية ترسيم الحدود، والبعض الآخر يريد أن يعطى له طابعا سياسيا حتى يكون له وزن ودور فى هذا الشأن".
وأوضحوا أن نزاعا بين البلدين على حقول الغاز فى البحر المتوسط ، وأيضا الضائقة الاقتصادية والتفكك السياسى، وأسباب أخرى، دفع لبنان للتفاوض على ترسيم حدودها الجنوبية البحرية مع إسرائيل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لم تحظى المبادرة الفرنسية التى طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون ، بعد إنفجار مرفأ بيروت الكارثى ، على توافق الأطراف اللبنانية المتنازعة ، رغم إعلان رئيسا الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه برى عن التزامهما الثابت بالمبادرة الفرنسية بشأن بلادهما.
فى هذا الصدد ، يرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية حققت تقدما فى لبنان من باب الوساطة فى إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ، لافتين إلى أن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لمبادرة أمريكية فى لبنان بخلاف المبادرة الفرنسية والتى مازال أطرافا لبنانية فاعلة فى المشهد السياسى تنادى بضرورة تحقيقها حتى تخرج لبنان من أزمتة.
وكان لبنان قد أعلن الاثنين الماضى ، أسماء وفده الذى سيجرى محادثات غير مباشرة غداً مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين.
وأتى إعلان مكتب عون عن تشكيل الوفد بعد أسبوعين من توصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاق حول إطار عمل للمحادثات التى تتوسط فيها الولايات المتحدة.ولا توجد علاقات دبلوماسية بين لبنان وإسرائيل.
وتطالب كل من لبنان وإسرائيل ، بحوالى 860 كيلومتراً مربعاً من البحر المتوسط ضمن مناطقهما الاقتصادية الخالصة.
وقال مكتب عون إن الوفد اللبنانى المكون من أربعة أعضاء سيرأسه عميد فى سلاح الجو اللواء بسام ياسين. والأعضاء الثلاثة الآخرون هم العقيد البحرى مازن بصبوص والمسؤول النفطى اللبنانى وسام شباط وخبير الحدود نجيب مسيحي.
من جهته، سيترأس وزير الطاقة الإسرائيلى يوفال شتاينتس الوفد الإسرائيلي، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
