المعلومات والوثائق التى خرجت من تسريبات البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون، تكشف أجزاء من الصورة، وتمثل صدمة لكثيرين ممن شاركوا ببراءة فى الربيع العربى، ويكتشفون أن الشعارات التى أعلنها أوباما وهيلارى وساركوزى وديفيد كاميرون، عن مساندة التغيير ومساندة أحلام الشعوب، كانت فى جزء منها مساندة لأحلام داعش والإخوان، ونهب متعمد لثروات ضخمة كان أحد محركات التدخل من قبل قوات حلف شمال الأطلسى.
وتكشف تسريبات جديدة أفرجت عنها الخارجية الأمريكية عن معلومات جديدة تتعلق بالأسباب التى دفعت الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى للتدخل فى ليبيا من أجل الإطاحة معمر القذافى عام 2011، والذى كان للمفارقة أحد كبار الداعمين لحملة ساركوزى الانتخابية، وقدم أموالا لا تزال محل تحقيق فى فرنسا.
إحدى الوثائق المسربة من بريد هيلارى كلينتون، تكشف أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، أمر بالتدخل فى ليبيا آنذاك من أجل الحفاظ على نفوذ بلاده فى المنطقة، ومن أجل كميات من الذهب تقدر بحوالى 143 طنا، ومثلها من الفضة، بل إن الوثيقة تؤكد ما سبق وتم إعلانه من أن الإسراع بالتدخل لمساندة الميليشيات لإسقاط القذافى، أن العقيد كان ينوى إنتاج عملة أفريقية من الذهب، تواجه اليورو والدولار، وأنه كان ينوى فرضها فى الدول الناطقة بالفرنسية وهو ما كان يهدد العملات الأوروبية عموما، وبصرف النظر عن منطقية هذه الخطوة، لكنها تؤكد تقارير حول العملة وأنها كانت أحد أسباب الإطاحة بالقذافى.
وتشير الوثيقة المؤرخة فى أبريل 2011، إلى أن مخزون الذهب والفضة لدى ليبيا كان أحد أهم أسباب فرنسا للتدخل فى ليبيا من أجل الإطاحة بالقذافى بالإضافة إلى المخزون الليبى الهائل من النفط.
وتؤكد الوثيقة الدور الفرنسى المشبوه، وأن فرنسا تلقت تقارير من مصادر مقربة للقذافى، أنه كان يحتفظ 143 طنا من الذهب ومثلها من الفضة تقدر بأكثر من 7 مليارات دولار فى البنك المركزى الليبى، تم نقلها آخر مارس 2011 من خزائن البنك المركزى الليبى فى طرابلس، إلى مدينة سبها، جنوب غرب ليبيا فى اتجاه الحدود الليبية مع النيجر وتشاد.
وقد اكتشف ضباط المخابرات الفرنسية تفاصيل العملية بعد فترة وجيزة من بدء الحرب من الميليشيات ضد القذافى، وأن الرئيس ساركوزى سارع بالتدخل، واللافت للنظر أن محققين فرنسيين يحققون مع أعضاء فى المافيا التركية ضبطت معهم دولارات قادت إلى 160 مليون دولار تم نهبها من ليبيا عن طريق الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وأن هذه الملايين جزء من أموال ضخمة تم نهبها فى أعقاب قتل القذافى.
وتدعم هذه الوثيقة تقارير عن أن الرئيس الفرنسى كان يهدف الى مواجهة نفوذ القذافى فى أفريقيا، والدول الفرانكفونية، بالإضافة الى الحصول على حصة أكبر من النفط الليبى، وتحسين وضعه السياسى الداخلى وسمعته فى فرنسا، فى وقت كانت هذه السمعة تتعرض لهزات من جراء تقارير حول فساد وتلقى رشاوى من ليبيا نفسها لحملته الانتخابية.
ومن خلال عملية ربط للخيوط مع تسريبات بريد هيلارى، تتضح عملية توزيع أدوار وتشابك بين الدور الفرنسى والأمريكى فى دعم التنظيمات الإرهابية فى ليبيا ودول الربيع العربى، وأيضا أن الدور التركى والقطرى فى عمليات التخريب والنهب واضح، وتقدم هذه الوثائق إجابات عن دور أردوغان وتميم فى لعبة الهدم الكبرى، وقد تكون صدمة لكل من صدقوا شعارات هيلارى وساركوزى عن مساندة التغيير بينما الهدف هو توطين الرهاب والتطرف، ليتموا عملية الهدم والنهب.