دعم كبير تقدمه الجهات الخارجية، ومخابرات الغرب لجماعة الإخوان الإرهابية على مدار التاريخ، من أجل أن تكون الجماعة الإرهابية أداة لهم يحركونها وقتما يريدون، وهو ما كشفته تسريبات هيلاري كلينتون الأخيرة، خلال توليها وزارة الخارجية بتمويل ما سمى بالربيع العربى عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون، وهو ما كشفته عدد من الكتابات والمؤلفات لعدد من الكتاب الشهيرين في أوروبا، وقال الكاتب الشهير روبرت دريفوس، فى كتابه "لعبة الشيطان.. كيف أطلقت أمريكا الأصولية الإسلامية"، الصادر عام 2006، تناول فيه خطة أمريكا المجهولة لدعم وتمويل -سرا وأحيانا علنا- الإسلاميين المتشددين، ومنها جماعة الإخوان الإرهابية.
وكشف دريفوس في مقدمة كتابه :"أنفقت الولايات المتحدة عقودا فى رعاية الإسلاميين ودعمهم، والتلاعب بهم وخداعهم، باستخدامهم كحلفاء لها فى الحرب الباردة، لكن السحر انقلب على الساحر بعد أن تحول هؤلاء الأئمة والملالى والدعاة لوحوش، ليس فقط ضد الولايات المتحدة، بل ضد حرية الفكر والعلوم الإنسانية القومية واليسار وحقوق المرأة، بعضهم إرهابيون، لكن أكثرهم متعصبون لأفكار تعود للقرون الوسطى ويتمنون العودة للقرن السابع الميلادى".
وفى كتاب آخر تحت مسمى:"مسجد فى ميونخ: النازيون ووكالة المخابرات المركزية وصعود الإخوان المسلمين فى الغرب"، لمؤلفه الصحفى الكندى إيان جونسون، والذى كشف فيه عن أبعاد أخرى لتحالف الإسلاميين والغرب الذى لم يقتصر، حسب وثائق المؤلف، على الولايات المتحدة وبريطانيا، فالولايات المتحدة استثمرت وبنت على مخطط ألمانى نازى بدأه هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، لتوظيف الإسلاميين لضرب الاتحاد السوفيتى.
ويوضح الكاتب الكندى فى كتابه كيف استطاع الأمريكيون سرقة مشروع "شبكة فون مندى" وتسليمها للقيادى الإخوانى سعيد رمضان لمساعدته فى تكوين شبكة من التنظيمات الإسلامية بدعم من أمريكا وبريطانيا، وكان مسجد، تحول لاحقا للمركز الإسلامى فى جنيف 1961، هو نواة هذا المشروع.
واتضح فيما بعد، أن المركز الإسلامى كان مجرد بداية، ففى عام 1962، ساعد سعيد رمضان فى إنشاء رابطة مسلمى العالم التى أصبحت الجهاز العصبى المركزى للحركة الإرهابية فى العالم، وتمويل بناء مساجد ومراكز مختلفة بطول شمال أفريقيا وآسيا الوسطى، وحتى خارج العالم الإسلامى.
وكشفت قصة سعيد رمضان، أحد أكثر فصول العلاقة بين الإسلاميين، خصوصا الإخوان، وأجهزة الاستخبارات الغربية غموضا وإثارة، لأنه يعد هو الذراع اليمنى لمؤسس جماعة الإخوان الشيخ حسن البنا، وزوج ابنته ووزير خارجية الجماعة الذى تولى تأسيس فروع الجماعة فى الخارج والتنظيم الدولى للإخوان.
وربطت الإخواني سعيد رمضان علاقات وطيدة بالغرب بداية عام 1953، حين دعاه البيت الأبيض مع 5 أشخاص من دعاة وعلماء المسلمين من دول مختلفة للقاء مع الرئيس الأمريكى آيزنهاور، وجاء اللقاء كجزء من مؤتمر إسلامى فى الولايات المتحدة.
وكشفت حينها وثيقة سرية أمريكية، وقعت فى يد روبرت دريفوس، أن الهدف المؤتمر هو تجميع عدد من الأشخاص، من ذوى النفوذ فى تشكيل الرأى العام فى البلاد الإسلامية فى قطاعات مختلفة مثل التعليم والعلم والقانون والفلسفة، ما يعزز بشكل غير مباشر النفوذ السياسى للولايات المتحدة فى المنطقة.
فى العام الماضى، صدر كتاب للمؤرخ والكاتب الصحفى الفرنسي الشهير عالميًا تيري ميسان، (حروب مزيفة وأكاذيب كبرى: من 11 سبتمبر إلى دونالد ترامب) باللغتين الفرنسية والإنجليزية، والذى تحدث عن جماعة الإخوان عن العلاقات المشبوهة في الخارج خاصة أمريكا.
ويقول ميسان في كتابه في الفصل الخاص بالإخوان وصعودها، إن تعطيل العالم العربي وإصابته بالشلل تمامًا كان الهدف عندما تم وضع الدول العربية تحت سيف الإخوان والتنظيمات المنبثقة منه مثل القاعدة وداعش، واصفًا في كتابه أن الإخوان مجموعة من القتلة.
وتحدث ميسان فى كتابه عن تأسيس الجماعة على يد حسن البنا فى عشرينيات القرن الماضى، وكيف أن قدراتهم على حشد الناس وتحويلهم إلى قتلة قد أسرت الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن السى أى إيه نظم مؤتمر فى جامعة برينكتون حول موقف المسلمين فى الاتحاد السوفيتى، وكان فرصة لواشنطن لاستقبال وفد من الإخوان بقيادة سعيد رمضان، أحد قادة الفرع المسلح.
وأوضح ميسان في كتابه، الذي تضمنه الكثير من الوثائق واعترافات شهود، أن الإخوان وضعوا أنفسهم في خدمة مخططات الغرب منذ البداية، واصفًا أن عملية إنشاء جماعة سرية وهي الإخوان بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الأجهزة السرية البريطانية، واستخدام عناصر الإخوان من قبل MI6 لتنفيذ الاغتيالات السياسية في مصر التي كانت تحت الاستعمار البريطاني.
وقال إنه في عام 1951، كونت أجهزة المخابرات البريطانية مجتمعًا سياسيًا سريًا يسمى الإخوان المسلمين، وفي البداية استخدموه كأداة للقتل واغتيال الشخصيات التي قاومتهم، ثم ابتداءً من عام 1979، عمل الإخوان كمرتزقة ضد السوفييت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة