أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 17 أكتوبر 1973.. السادات يشعر بكراهيته للروس بسبب ضيقه من 18 صورة قدمها رئيس الوزراء السوفيتى «كوسيجين» فى اجتماعهما

السبت، 17 أكتوبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 17 أكتوبر 1973.. السادات يشعر بكراهيته للروس بسبب ضيقه من 18 صورة قدمها رئيس الوزراء السوفيتى «كوسيجين» فى اجتماعهما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقى الرئيس محمد أنور السادات من مكتبه للشؤون العسكرية، تقارير أولية عما يجرى فى ميدان القتال، فى اليوم الحادى عشر للحرب ضد إسرائيل، وكان الأثر المبدئى لهذه التقارير، أن طلب «السادات» من رئيس الوزراء السوفيتى «كوسيجين» تأجيل اجتماعه به من الصباح إلى بعد الظهر يوم 17 أكتوبر، مثل هذا اليوم عام 1973، حسبما يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه: «أكتوبر 73.. السلاح والسياسة».
 
كان «كوسيجين» يزور القاهرة، ولم يكن «السادات» فى أحسن أحواله حين توجه للقائه بعد الظهر، بوصف «هيكل»، والسبب: «الثغرة التى استطاعت بها القوات الإسرائيلية اختراق الجبهة المصرية فى الدفرسوار لم تغلق، والعمليات فى المنطقة تتسع، والطيران الإسرائيلى يركز كل نشاطه على القوات المصرية، وأحس السادات أن هذه الحالة تضعف موقفه أمام كوسيجين، ولم يكن واثقا من حجم الحقائق التى توافرت لدى ضيفه من اجتماعاته واتصالاته فى الصباح».
 
رأى «السادات» أن أفضل طريقة لمواجهة «كوسيجين»، هى مواجهته بنقطتين، يذكرهما «هيكل»، قائلا: «الأولى، راح الرئيس السادات يلوم الاتحاد السوفيتى على تقصيره فى إمداد مصر بالسلاح، واستشهد مرات بالفارق الكمى والنوعى بين جسر الإمداد الأمريكى لإسرائيل، وجسر الإمداد السوفيتى لمصر، والنقطة الثانية، أن الرئيس السادات حاول التهوين من شأن الثغرة الإسرائيلية، مظهرا مقدرة القوات المصرية على التعامل معها وضربها، مع تسليمه بأن الأمر يحتاج إلى وقت أطول عما كان مقدرا».
 
لم يسترح «كوسيجين» لكلام «السادات»، وبدا نفاد الصبر على لهجته، وفقا لتأكيد «هيكل»، مضيفا: «ضايقه ما بدا له أنه محاولة لإلقاء اللوم على الاتحاد السوفيتى، وبدأ كلامه قائلا إنه يريد أن يتحدث إلى الرئيس بصراحة، ثم قال: إننا قبل هذه الأزمة كنا أصدقاء، وبهذه الأزمة ونحن فيها معا أصبحنا حلفاء، وقدمنا إليكم ما طلبتموه منا، وحتى هذه اللحظة فإن الجسر الجوى السوفيتى نقل إلى مصر أكثر من ستة آلاف طن من المعدات، وحاربتم بالمعدات السوفيتية فى الأيام الأولى من القتال بطريقة أثبتت كفايتها وكفاءتها، وبعد ذلك فإن إدارة المعركة كانت فى أيديكم، ولم نقترب منها، مع أنه كانت لنا ملاحظات على الطريقة التى دخلتم بها المعركة، وحققتم انتصارا مبدئيا شهد به العالم لكم، ثم توقفتم دون سبب مفهوم، وتركتم حلفاءكم فى الجبهة الشمالية حتى يضربهم العدو ثم يتحول إليكم».
 
أضاف «كوسيجين» لـ«السادات»: «لا أريد أن أدخل فى تفاصيل إدارة مجهودكم الحربى، لأن ذلك شىء يخصكم، لكنى اضطررت إلى إبداء ما أريد من الملاحظات إزاء ما قلتموه، والاتحاد السوفيتى ليس على استعداد لقبوله»، تكلم «كوسيجين» فى النقطة الثانية بطريقة أدت بـ«السادات» إلى شعوره بكراهية الروس، حيث قال «كوسيجين» طبقا لرواية «هيكل»: «صديقنا الرئيس السادات يقلل من الخطر الذى تواجهه القوات المصرية، وأنا مضطر أن أضع أمامه الحقيقة حتى يستطيع أن يقيم حساباته على أساس سليم».
 
يذكر هيكل: «التفت كوسيجين إلى أحد العسكريين من أعضاء وفده الذى رفع حقيبة كان يضعها تحت مائدة الاجتماع، وأخرج منها مظروفا كبيرا سلمه لكوسيجين الذى أخرج منه 18 صورة فوتوغرافية ملتقطة بالأقمار الصناعية، وقام كوسيجين من مقعده متجها إلى الناحية التى يجلس عليها الرئيس السادات من مائدة المفاوضات، ثم وضع أمامه الصور، راجيا منه أن يدقق النظر فيها، كانت الصور واضحة بطريقة مذهلة، وبدت فيها منطقة الثغرة وما حولها، وهناك علامات ودوائر مرسومة عليها تحدد مواقع القوات الإسرائيلية وطوابيرها، وراح كوسيجين يشرح: هذه الصور لا تشير إلى قوات صغيرة تمكنت من عبور الثغرة إلى الضفة الغربية من القناة، هذه الصور تظهر أنه حتى ساعة التقاطها ظهر اليوم، كان لإسرائيل فى الغرب 760 قطعة مدرعة ما بين دبابات وعربات مصفحة، وهذه قوة كبيرة وتعزيزها ما زال مستمرا، وأنتم أمام موقف خطير تفرض عليكم الظروف مواجهته، ووقفه عند حده، حتى تحافظوا على انتصاراتكم المبدئية».
 
يؤكد «هيكل»، أن «السادات» كان يستمع إلى «كوسيجين»، وإحساسه، كما قال بنفسه فيما بعد، أنه لم يشعر بكراهية الروس قط مثلما شعر بها فى هذه اللحظة، يضيف «هيكل»، أن السادات استمع بدون حماس إلى ما طرحه «كوسيجين» بعد ذلك، من أنهم فى موسكو يجرون اتصالات مع واشنطن للتوصل لقرار بالانسحاب الكامل، غير أن «السادات» قال إنه على استعداد لقبول قرار من هذا النوع إذا نص على الانسحاب الكامل، يذكر «هيكل»: «تضايق السادات حينما أبلغه كوسيجين أنه سيمد زيارته للقاهرة إلى الغد، 18 أكتوبر 1973» لإبلاغه بنفسه بنتائج الاتصالات بين موسكو وواشنطن».   









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة