أشبه برحلة صيد وسط الغابات والأدغال يبحث فيها النسر عن فريسة يلتهمها، يشبع بها جزءا من نهمه نحو غنيمة أكبر معتاد جمعها لكنها تأبى عليه منذ 7 سنوات كاملة.. أتوقعه سيناريو يدخل به الأهلى مباراة مضيفه الوداد.
أينعم المباراة على أرض الوداد ما يهيأ أن الأفضلية ستكون له لأسباب كثيرة ومختلفة، لكن الواقع عكس ذلك تماما وفقا لظروف المباراة من غياب سلاح الجمهور لأصحاب الملعب وما أدراك ما جمهور الوداد والمغرب بشكل عام الذى يمثل ضغطا رهيبا على المنافس والحكام، أضف إلى ذلك الحالة المتقلبة التى يعيشها الفريق المغربى فنيا ومعنويا.
ورغم اعتبار التعادل نتيجة إيجابية للأهلى أمام الوداد فى ذهاب نصف نهائى دورى الأبطال اليوم من منطلق أن اللقاء يقام خارج الأرض، وإذا ما حدثت ستكون مرضية لجماهيره، إلا أن معطيات افتراضية تجعل فرص الأهلى فى العودة إلى مصر فائزا كبيرة ومتاحة بقوة، ما يضمن تأهله مبكرا لنهائى تشامبيونز ليج.
الوداد فى الوقت الحالى ليس هو فريق الأمة المعروف طوال السنوات الماضية عندما توج فيها بطلا للقارة عام 2017 على حساب منافس اليوم الأهلى، وتأهل لدور قبل النهائى فى المرات الأربع الأخيرة.. فالفريق بات مهلهلا متبعثر الأوراق إذ تناوب على ولايته 4 مدربين فى موسم واحد، ما جعل من استقراره فنيا شيئا أشبه بالمستحيل بسبب اختلاف الرؤى التكتيكية بين مجموعة المدربين الذين تولوا قيادته وتأثير ذلك السلبى على فكر اللاعبين داخل الملعب.
الوداد يملك أسكواد أبسط ما يمكن أن يطلق عليها فى الوقت الحالى، السقوط إلى الهاوية بعدما وصل أغلب لاعبيه فى أغلب خطوطه إلى أوهن العمر الكروى مثل السعيدى صاحب الـ33 عاما الذى سيغيب عن لقاء اليوم من الأساس بسبب كورونا، وكذا وليد الكرتى الغائب عن مستواه منذ فترة طويلة، ومعه أيضا الكونغولى كازادى كاسينجو، حمزة أسرير وإبراهيم نجم الدين.. ويتبقى الثنائى الأكثر فعالية إسماعيل الحداد وبديع أووك، بإحكام الرقابة عليهما تتلاشى خطورتهما.
الوداد يدخل مواجهة الأهلى وهو محبطا معنويا بعد خسارة اللقب المحلى أمام غريمه الرجاء فى الجولة الأخيرة وهو أمر من شأنه إثارة روح انهزامية بصفوف الفريق تقلل من عزيمته فى البطولة القارية، فإذا كان لم يستطع الفوز فى مباراة محلية كان من الممكن أن يمتحه لقب الدورى فى بلاده فما بالك عندما يواجه الأهلى زعيم أفريقيا.
فى المقابل الأهلى يدخل المباراة مفعما بقوة دفع التتويج المحلى المبكر والمتحلى بكريمة الأرقام القياسية والابتعاد مسافات طويلة عن منافسيه، وهو ما يجعله عفيا عتيا أمام المنافسين من الخارج مهما كانت أسماؤهم، واسمه يجعل الجميع يخشاه.
كما يملك الأهلى ورقة رابحة خارج الخطوط ممثلة فى مديره الفنى الجديد الجنوب أفريقى موسيماني، فهو يمثل روحا جديدة مختلفة داخل القلعة الحمراء إزاء الطموح الكبير الذى ينتابه لتحقيق إنجازات تضاف لسجله التدريبى وتمنحه الشرف الرفيع مع نادى رفيع المستوى والإمكانيات والتاريخ، ما يجعل نتائجه محل انتباه من الجميع قاريا ودوليا مثلما يحلم أن يكون، وأيضا يمتاز موسيمانى بالخبرات الكبيرة فى دورى الأبطال ويستطيع التعامل مع فرق الشمال العربى، نظرا لكثرة المواجهات معهم عندما كان يقود صن دوانز.
هذا كله مع الوضع فى الاعتبار قيمة الأهلى وخبرات لاعبيه التى تؤهلهم للظهور فى المناسبات الكبرى محملة بروح الفانلة الحمراء وما أدارك ما اللون الأحمر الذى يثير شهية مرتديه ويثير القشعريرة فى نفوس منافسيه.
ويجتمع الأهلى مع موسيمانى على هدف واحد، وهو الثأر المشترك من الوداد، بعدما نجح الأخير فى التتويج بلقب الأبطال 2017 على حساب الفريق الأحمر، فيما أقصى الفريق المغربى المدرب الجنوب أفريقى من الأدوار الإقصائية مرتين 2017 و2019، ليبقى هذا عاملا إضافيا يزيد من دوافع الأهلى لهزيمة الوداد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة