عشق آثار وتاريخ مصر القديمة، كان دائما حريصاً على زيارة المعالم الأثرية والكتابة والحديث عنها، فهو رائد القصة والراوية، الكاتب الكبير جمال الغيطانى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 18 أكتوبر2015، بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة دخل على إثرها فى غيبوبة تامة نتيجة توقف قلبه لمدة 15 دقيقة، ما منع وصول الأكسجين إلى المخ.
من الحكايات التى يكاد لا يعرفها أحد أن الروائى الكبير خاض تجربة مثيرة للغاية داخل الهرم الأكبر، حيث قرر أن يقضى يومًا بداخله ليعيش التجربة وتدوينها فى مقال له، وهذا ما كشف عنه الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار الإسكندرية، والذى كان ضمن المجموعة التى خاضت التجربة معه.
قال الدكتور حسين عبد البصير، الكاتب الكبير جمال الغيطانى كان من أكثر المهتمين بالآثار المصرية، وما يدور حولها، وكان يسمع كثيرًا عن الذين يذهبون للأهرامات للتعبد، وممارسة طقوس روحية معينة، فقرر "الغيطانى" وقتما كان رئيس تحرير أخبار الأدب فى التسعينيات، وعدد كبير من فريق العمل وكنت واحدا منهم، بخوض تجربة قضاء يوم داخل الهرم.
وأضاف، بالفعل سمح الدكتور زاهى حواس عالم الآثار الكبير مدير منطقة الجيزة آنذاك، بالسماح بذلك لتخصيص عدد خاص يصدر عن أخبار الأدب يتحدث عن الأهرامات، وكتبنا مقالات داخل العدد، لتنفى ما كان يقال حول أن الأهرامات مرتبطة بمخطط بالسماء، من قبل روبرت بوفان وهان كويك عن طريق نجوم "الإورون"، وكانوا يريدون أن يقولوا أن الأهرامات تم بناؤها من الفضاء الخارجى، ولهذا واجهنا ذلك وكتبنا دراستنا داخل العدد التى تنفى هذه الخرافات ومخالف للحقيقة العلمية، ومن يكتب ذلك فهو يدونها للمتاجرة بها فى الغرب، ومازال يمارس عدد من الكذبين عن ذلك لوقتنا الحالى، كما كتب الراحل جمال الغيطانى مقالة رائعة، كما أشاد بى بدرجة كبيرة باعتبارى باحث وأديب.
وأكد الدكتور حسين عبد البصير أن الراحل جمال الغيطانى وفريق الصحفيين قضوا ليلة داخل الهرم للإحساس بالتجربة، كما كتب الغيطانى بطريقة صوفية رائعة وربط بين مصر القديمة ومصر الفرعونية، وكتب "متون الأهرام" و"البوابات"، وكتب عن مصر الفرعونية بشكل صوفى متميز.
وأشار الدكتور حسين عبد البصير أن الراحل جمال الغيطانى كان يعشق هرم سقارة، والآثار الموجود بالمنطقة، ودائما من زوار المناطق الأثرية القديمة، فكان ضليع فى الآثار الإسلامية والقاهرة التاريخية وعاشق لمصر القديمة بشكل كبير وتاريخها الفرعونى.
وتابع الدكتور حسين عبد البصير، أن الراحل أشاد برواية "البحث عن خنوم" وأشاد فى كلمة طيبة بروايتى فى عدد من أعداد أخبار الأدب، وحرصت على وضعها على غلاف الكتاب عام 1998، وكان أول من نشر لى فى أخبار الأدب وبدأت معه مشوارى الصحفى.
غلاف كتاب البحث عن خنوم
ولد الغيطانى في بمحافظة سوهاج، تخرج من مدرسة العباسية الثانوية الفنية التى درس بها فن تصميم السجاد الشرقى وصباغة الألوان، وتخرج عام 1962، واستبدل الغيطانى عمله فى عام 1969 ليصبح مراسلا حربيا فى جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفى عام 1974 انتقل للعمل فى قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عاما فى 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبى بأخبار اليوم، قام الغيطانى بتأسيس جريدة أخبار الأدب فى عام 1993، حيث شغل منصب رئيس التحرير.
غلاف الكتاب
حاز "الغيطانى" على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، منها "جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، جائزة سلطان بن على العويس، عام 1997، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وسام الاستحقاق الفرنسى من طبقة فارس عام 1987، وجائزة لورباتليو لأفضل عمل أدبى مترجم إلى الفرنسية عن روايته التجليات مشاركة مع المترجم خالد عثمان فى 19 نوفمبر 2005، بالإضافة لجائزة الدولة التقديرية (مصر) عام 2007 والتى رشحته لها جامعة سوهاج، وتشرفت الجائزة بقيمة الكاتب الكبير، كما حصل على جائزة النيل عام 2014.