تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأحد، العديد من القضايا الهامة أبرزها، عدم انتهاء فصول المنافسة الشرسة بين أكبر قوتين اقتصاديتين بالعالم أمريكا والصين، فالأولى لا تريد فقط المحافظة على مركزها الأول كأكبر اقتصاد عالمي بل تسعى لهذا الهدف بكبح جماح نمو الصين وتوسعها بالتجارة الدولية والتضييق على شركاتها خصوصاً المتخصصة بالتكنولوجيا.
إياد أبو شقرا
إياد أبو شقرا: التعايش وقبول الآخر همٌ مشترك... من أمريكا إلى لبنان
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، جميلة جداً الكلمة التي ألقتها رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آردرن، بعد قيادتها حزب العمال النيوزيلندي الحاكم، أمس، إلى انتصار ساحق في الانتخابات العامة، يكفل لها فترة حكم ثانية بغالبية مطلقة مريحة. جاءت هذه الكلمة نموذجاً للتعقل والأخلاق حبذا لو يصار إلى تصديره لبلدان العالم قاطبة... كبيرها وصغيرها.
آردرن (40 سنة)، قادت نيوزيلندا خلال السنوات القليلة الفائتة عبر اختبارين صعبين؛ هما مجزرة مسجد مدينة كرايستشيرتش في مارس 2019، وجائحة "كوفيد – 19". وبفضل مزيج من الحزم والعطف نجحت في لجم الفتنة، وطمأنة الناس، وضرب التطرف وحفظ الأمن في بلد غالبية سكانه من المهاجرين. ثم كرّرت نجاحها مع الجائحة جاعلة من بلدها الصغير الأكثر نجاعة في العالم على صعيد احتواء الفيروس القاتل.
قالت الزعيمة الشابة محتفلة بالنصر: "إننا نعيش اليوم في زمن أكثر استقطاباً من أي وقت مضى، وعالم فقد فيه الناس القدرة على رؤية وجهات نظر الآخرين. أملي أن تكون هذه الانتخابات قد بيّنت أننا في نيوزيلندا لسنا من هؤلاء، بل بيّنت حقيقة أننا كأمة قادرون على الإصغاء وتبادل الرأي.
وفي النهاية، نحن أمة أصغر من أن نتغافل عن منظور الآخرين. وصحيح أن الانتخابات ليست دائماً وسيلة لجمع الناس، لكن لا يجوز أن تكون وسيلة للتفرقة والنزاع".
محمد سليمان العنقرى
محمد سليمان العنقري: المواجهة الأصعب قادمة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الجزيرة السعودية، لم تنته فصول المنافسة الشرسة بين أكبر قوتين اقتصاديتين بالعالم أمريكا والصين، فالأولى لا تريد فقط المحافظة على مركزها الأول كأكبر اقتصاد عالمي بل تسعى لهذا الهدف بكبح جماح نمو الصين وتوسعها بالتجارة الدولية والتضييق على شركاتها خصوصاً المتخصصة بالتكنولوجيا، ويبدو أنها تحضر ملفاً خاصاً لتحميل الصين مسؤولية تبعات تفشي فيروس كورونا خصوصاً الاقتصادية، ولذلك فإننا نشهد مراحل أولية في فصل سيكون أكثر حدة في هذه المواجهة التاريخية والتي سيكون العالم بعدها منقسماً بين قوتين عظمتين وقد يستمر ذلك لنهاية القرن الحالي أو إلى أن ينكسر أحد الطرفين.
فهذا العام سيخلف أضراراً اقتصادية كبيرة عالمياً رصد لمعالجتها من قبل مجموعة العشرين 11 تريليون دولار أمريكي، وستسجل جل الاقتصادات الكبرى انكماشاً باستثناء الصين التي يتوقع أن تحقق نمواً طفيفاً بأقل من 2 بالمائة وهي التي لم ينخفض نموها عن 6 بالمائة منذ قرابة الخمسون عاماً، فأمريكا تحديداً سجلت عجزاً بموازنتها غير مسبوق مع نهاية سنتها المالية الشهر الماضي بما يفوق 3 تريليونات دولار بسبب جائحة كورونا أي ضعف ما سجل في عام الأزمة المالية قبل 12 عاماً وبالوقت الذي يتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق الصين نمواً بالعام القادم يفوق 8 بالمائة فإن أمريكا سيكون نموها بحدود 3 بالمائة وذلك قياساً بعام 2020 م الاستثنائي بسلبيته على العالم وأمريكا تحديداً التي ما زال معدل البطالة فيها مرتفعاً عند قرابة 8 بالمائة بعد أن كان قد قارب 3 بالمائة قبل حدوث أزمة كورونا أي العام 2019 م، ولا يتوقع أن تنخفض البطالة بسهولة بل ستظهر التبعات على المنشآت الصغيرة والمتوسطة بعد أن تنتهي المحفزات التي قدمت لها والتي تضمنت إعانات للعمالة وأسرهم.
رضوان السيد
رضوان السيد: لبنان.. لا استشارات ولا حكومة!
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، بعد استقالة حكومة حسان دياب قبل شهر، تريّث رئيس الجمهورية لأسبوعين إلى أن ارتأى تعيين استشاراتٍ للنواب من أجل اختيار رئيس جديد للحكومة. وعندما تكاثرت المطالبات على الرئيس باعتبار أن تريُّثه مخالفٌ للدستور، وبخاصة أن البلاد بحاجةٍ إلى حكومة، أي حكومة، حدَّد تاريخ الاستشارات بيوم الخميس في 15/10/2020. إنما مساء الأربعاء في 14/10/2020 عمد رئيس الجمهورية إلى تأجيل الاستشارات من أجل تكليف شخص بتأليف حكومة الإنقاذ أو حكومة المهمة، كما سماها الرئيس الفرنسي ماكرون! ولا استشارات، يعني لا حكومة! فكيف حدث الأمر؟ ولماذا؟
منذ تحديد موعد للاستشارات أقدم الرئيس سعد الحريري على ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة باعتباره رئيس أكبر كتلةٍ سنيةٍ في البرلمان. إنما الطريف أنه ترشّح في مقابلةٍ تلفزيونيةٍ وليس عن طريق التشاور مع الكُتَل النيابية التي من المفروض أن تمضي إلى القصر الجمهوري وقد قرّرت مَن ترشّح للتكليف بترؤس حكومة الإنقاذ. الحريري يقول إنه اختار هذه الطريقة للترشح لأن الحكومة التي يراد تأليفها ليست حكومةً سياسيةً كالعادة، بل إنه ملتزمٌ بالمواصفات التي حدَّدها الرئيس الفرنسي وهي: حكومة اختصاصيين مستقلّين غير سياسيين: تُجري إصلاحات جذرية في الإدارة والمال، وتفتح المجال لحوارٍ مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على مساعدات، ويعينها الرئيس الفرنسي بمؤتمرٍ في باريس آخر شهر نوفمبر لإعادة إعمار المرفأ وما تهدّم من بيروت في انفجار 4 أغسطس الماضي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة