يكذبون كما يتنفسون، هكذا يعيش أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، الكارثة في أنهم يكذبون ويعرفون بأنهم يكذبون، يقولون عكس ما يعلمون، ويرفعون شعارات يؤمنون بعكسها، إنهم يمارسون الـ"تقية" والتي تعنى في مفهومها الديني إخفاء معتقد معين خشية الضرر المادي أو المعنوي.
لنعترف بداية أن الإخوان نجحوا فى تضليلنا أو تضليل غالبيتنا، إن أردنا الدقة، قالوا لنا إنهم جماعة دعوية خدمية لا تستهدف السلطة، كرروا الادعاء وصدقناهم وتصورنا أن تواجدهم بين الناس وتوزيع المساعدات عليهم من أموال الاشتراكات التي يدفعها أعضاء الجماعة ومن عائدات المال، الذى يغسلونه تارة، ويحصدونه من مضارباتهم في البورصات العالمية تارة أخرى، وعوائد شركات أسسوها في الداخل والخارج تارة ثالثة، ما هو إلا وسليلة للتقرب إلى الله، وليس لكسب أصواتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، إلى أن وصلوا سدة الحكم في مصر.
وفى الحلقة الأولى من سلسلة حقيقة فكر الإخوان نحاول الإجابة على السؤالين التاليين:
•
هل الإخوان جماعة دعوية أم سعت منذ نشأتها للوصول للسلطة؟
•
هل الإخوان تعبر عن المنهج الذى يعتنقه عامة المسلمين أم لها إسلاما مغايرا؟
والحقيقة أن ثورة 30 يونيو 2013 كانت كاشفة لعقيدة الإخوان الحقيقية، عندما تشبثوا بالسلطة والرئاسة، وأعلنوا الحرب حتى على من انتخبهم، وهددوا بالعنف والإرهاب كل من عارضهم، وتساءلنا: لماذا يتمسكون إلى هذا الحد بالرئاسة والبرلمان؟ أليسوا جماعة دعوية في الأساس هدفهم خدمة الناس التي لا تحتاج أن يتولوا قيادة الوطن حتى يحققوا خدمتهم للمصريين؟
يبدو أن الأمر ليس بالبساطة التي تصورناها، فالصراع على السلطة لابد أن يكون له أساس عقدى، أو مرجع ثقافى، وكانت الطامة الكبرى، عندما تبين لنا أن حسن البنا مؤسس هذا التنظيم الذى خرج للعلن فى 1928 ومرشد الجماعة الأول، اعتبر محاولة الوصول للسلطة من أركان الإسلام، أمر مثير للدهشة، لأن عقيدة الإخوان تعنى أن أركان الإسلام ستة وليست خمسة كما نعرف نحن عموم المسلمين، وهى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، ولا يوجد ركن سادس هو السعي للسلطة.
إنهم يدعون لدين جديد على ما يبدو وهذا يعنى أن الإخوان يخالفون عموم المسلمين في جوهر وأساس العقيدة، في محاولة لتطويع الدين كى يصب فى مصلحتهم اللذين يسعون لتحقيقها بكل وضوح وهى الوصول للسلطة.
يقول حسن البنا فى إحدى رسائله التي قدمها لأنصار حركته: هذا الإسلام الذى يؤمن به الإخوان يجعل الحكومة ركنا من أركانه، هكذا بشكل واضح لا يقبل اللبس، وبمنتهى البساطة يضيف حسن البنا ركنا جديدا على الخمسة التي جاء بها الدين وعاش بها المسلمون.
هذا يعنى ببساطة أن الإخوان يتبنون إسلاما غير الذى نؤمن به وبالتالي نحن في نظرهم كفارا أو في أحسن توصيف مارقون أو فاسدون، فلا نؤمن بركن الإسلام الجديد وهو السعي للوصول للسلطة، ولما كان الأمر كذلك وجب على الإخوان نشر دعوتهم في البداية وقتال من لا يطيعهم ويرفض فكرهم ولا مانع مطلقا في شرعنة الحرب على كل ملك أو رئيس أو قائد حكومة يطبق نظام سياسى يخالف توجهاتهم وأيدولوجيتهم وهو ليس كلاما بلا دليل لكن ستفاجأ عندما تعلم أن حسن البنا نفسه قال نصا فى رسائله رسائله: نحن لا نعترف بأي نظام حكومي ولا بهذه الأشكال التقليدية، وما دام الإخوان لا يعترفون بكل هذه الأشكال المطبقة في الحكم فلابد من شن حرب عليها حتى إذا عادت لصوابها وأمنت بالخلافة وجب مهادنتها، لكن طالما لا تعتنق عقيدة الخلافة فهى فى عداء مع إسلام الإخوان المتطور ذو الأركان الستة.
وإقامة الخلافة بطبيعة الحال يحتاج حربا على الأنظمة القائمة في الحكم حتى تفئ إلى رشدها وهذه الحرب تحتاج قوة عسكرية من قائد وجنود وهذه القوة تمارس العنف والإرهاب والقتل لتحقيق الغاية المنشودة وهذا التصور طبقه على أرض الواقع ليس أحد قادة الإخوان المعاصرين بل مؤسسها لأول حسن البنا وهو ما نكشفه بالدليل والبرهان في حلقة لاحقة من سلسلة حقيقة فكر الإخوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة