أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا هو وزوجته ميلانيا ترامب، الأمر الذى سيكون له تأثير كبير للغاية على الأقل على الأسبوعين القادمين فى وقت هام جدا للحملة الانتخابية لسباق البيت الأبيض، وأصبح السؤال الشاغل الآن هو ماذا يحدث لو أمرض الفيروس الرئيس أو أصبح هو ونائبه مايك بنس مريضين فى نفس الوقت؟
وكالة بلومبرج الامريكية قالت فى تقرير سابق لها بعد أنباء عن مخالطة ترامب ونائبه مايك بنس لمصاب بكورونا فى هذا الوقت، إن النتيجة يمكن أن تكون أى شىء يتراوح ما بين تعطيل مؤقت إلى أزمة دستورية كاملة وربما تنازع على الرئاسة، والمهم بحسب ما قال الخبراء، هو أن تكون هوية القائد العام للبلاد واضحة فى أى موقف.
وتتوقف التداعيات الاقتصادية والسياسية على مدى شدة المرض، ومدى قدرة ترامب على القيام بمهامه.
ولو أصبح ترامب مريضا للغاية، هناك عملية استخدمها رؤساء سابقون للتخلى عن السلطة بشكل مؤقت. فالمادة الـ 25 من الدستور الأمريكى تسمح لترامب بتسليم الأمور لنائب الرئيس، ثم استعادتها بمجرد أن يعلن نفسه قادرا على أداء مهامه، وقد فعلها جورج دبليو بوش مرتين أثناء رئاسته عامى 2000 و2007، عندما خضع لعمليتين جراحيتين، وفعلها رونالد ريجان لإجرائه جراحة فى القولون عام 1985.
وحتى فى حالة غياب الرئيس ونائب الرئيس وعدم قدرتهما على القيام بإدارة البلاد، هناك خط واضح لتولى السلطة بحسب ما تقول إيليا سولمين، أستاذ القانون بجامعة جورج ماسون، حيث تتولى رئيسة مجلس النواب، وهى نانسى بيلوسى، السلطة. لكن بعض الخبراء الدستوريين حذروا من أن الفوضى قد تحدث لو أصبح كلا من ترامب ونائبه مايك بنس غير قادرين، لان القانون لا يوفر كثير من الوضوح بشأن هذا السيناريو.
من جانبه، قال معهد بروكينجز الامريكى إن إعلان إصابة الرئيس بكورونا فى حد ذاته ليست سببا لحالة طوارئ، فملايين الناس حول العالم أصيبوا بالفيروس بدون أعراض أو بأعراض بسيطة، ومن المرجح أن يستطيع الرئيس مواصلة أنشطته اليومية وإدارة المنصب دون تعطيل او بتحديات بسيطة.
وفى تقرير لمركز الأبحاث الأمريكى نشره فى يوليو الماضى، قال إن تشخيص إصابة الرئيس بالفيروس يؤدى إلى بعض التحديات لمن يعملون معه، فالحاجة إلى حماية الخدمة السرية على مدار 24 ساعة ستضع العملاء فى خطر الإصابة بالفيروس. لكن فى ظل التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يخضع الرئيس للعزل ويبتعد بشكل كافى عن أغلبية وإن لم يكن جميع مساعديه.
وهناك إجراءات احتياطية يجب أخذها حتى لو كان الرئيس بلا أعراض. فيجب حماية من هم فى خط تولى السلطة وإبقاء نائب الرئيس مايك بنس ورئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى وأعضاء الحكومة منعزلين عن الرئيس. وضمان أن يكون لنائب الرئيس اتصال محدود مع الأفراد بشكل عام للحد من فرص إصابته هو أيضا.
وأكد أنه من المهم أن يواصل الرئيس الأمريكى التواصل مع الشعب الأمريكى، لا سيما لو كان بأعراض بسيطة أو بلا أعراض.. وأن يقول للعالم أن الرئيس لا يزال بخير لإدارة بلاده.
وذكر المعهد بأنه فى عام 1919، عانى الرئيس الامريكى ودرو ويلسون من سكتة دماغية، وأبعدت أقرب مستشاريه عنه، خوفا من أن يجدوه غير قادرة على أداء مهامه، ومما يدخل البلاد فى أزمة قيادة. وهذا السيناريو غير ممكن اليوم، لكن غياب الرئيس لفترة طويلة خاصة فى ظل وباء سيثير أسئلة خطيرة ويصبح عامل تقويض استقرار فى السياسة والاقتصاد.
وفى حال احتاج الريس لعلاج لكورونا مثل جهاز التنفس الصناعى أو غيره من العلاجات التى يمكن أن تؤثر على قدرته على التواصل. هناك إجراءات بسيطة يمكنه القيام بها للتعامل مع الموقف، فبموجب القطاع الثالث للتعديل الـ 25 للدستور الأمريكى، يمكن أن ينقل الرئيس لمجلسى النواب والشيوخ إعلانات مكتوبا بأنه غير قادرعلى أداء سلطات وواجبات منصبه.
وفى حال تراجع حالة الرئيس بشدة واستخدامه لهذا البند، يمكن لنائب الرئيس أن يرسل إشعارا إلى مجلسى الشيوخ والنواب بشأن عدم قدرة الرئيس على إدارة منصبه وقيامه هو بمهام الرئيس، وبمجرد تعافى الرئيس بإمكانه أن ينقل للكونجرس أنه سيستعيد صلاحياته ما لم يخبر نائب الرئيس وأغلبية الحكومة الكونجرس أن الرئيس لا يزال عاجزا، وقتها سيجرى الكونجرس تصويتا فى هذا الشأن حول قدرة الرئيس.