"ما أكثر دولة عربية محبوبة وغير محبوبة لديك؟"، كان هذا عنوان لتقرير تلفزيونى فى أحد القنوات التركية، استقبلته عبر تطبيق الواتس آب من صديقى الصحفى السعودى المرموق، عبد الله الطيارى، الذى استنكر ما جاء فيه من كراهية معلنة للعرب والمسلمين من الإعلام التركى الممول، فقد أعلن المشاركون فى التقرير صراحة أنهم يكرهون المملكة العربية السعودية ومصر، والإمارات العربية المتحدة وسوريا، ولا يحبون سوى قطر والجزائر وتونس.
بعد مشاهدة التقرير أحسست بمدى المؤامرة التركية على المنطقة العربية، فهذه الدول التى تفتح أسواقها أمام بضائع إسطنبول، وتساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة فى دعم اقتصادها، لا تحصد من الأتراك سوى كل كراهية وعداء، بل إن العثمانيين لا يحبون العرب على وجه الإطلاق، وقد ذكر بعضهم ذلك فى التقرير.
لم أتعجب من الفيديو الذى بثته القناة التركية، ولم أفاجأ عندما سمعت من الأتراك أن قطر هى أكثر دولة محبوبة لديهم، ليس لشيء أكثر من أنها مصدر للعملة الصعبة، إلا أننى ما زلت أتساءل كيف لإعلام أن يقدم هذه الصورة المشوهة، ويضرب بالمهنية عرض الحائط، ويقدم محتوى يحرض على كراهية الشعوب؟! فهذه صورة مشوهة ومشوشة فى الوقت ذاته، تُعمق من خطاب الكراهية، الذى يتبناه المتغطرس التركى "أردوغان".
"الأتراك والإيرانيون يكرهون العرب، ولا يتمنون لهذه المنطقة خيرا أو صلاحا، ويحاولون بين الحين والآخر إثارة الفتن في أوساط الشعوب العربية، لتخريبها والسيطرة على ثرواتها"، بهذه الكلمات أخبرنى الصحفى الصديق عبد الله الطيارى، الذى أكد أن الحل يكمن فى عمل عربى مشترك يقوم على التكامل الاقتصادى فى مختلف المجالات، بحيث لا تحتاج الدولة العربية إلى استيراد احتياجاتها من خارج العرب، كأن تتولى مصر على سبيل المثال إنتاج كل ما يتعلق بالأقمشة والمفروشات إلى الدول العربية، ويكون خلفها مئات الملايين العربية، التى تفتح أسواقها أمام تلك المنتجات، التي ستتمتع بجودة عالية وسعر تنافسى، وأن تكون السعودية مثلا فى مجال الصناعات التحويلية والبلاستيك وغيرها بحيث تكون المصدر لكل الدول العربية، والسودان والصومال في الإنتاج الزراعى والحيوانى، والمنتجات الغذائية، وكذلك كل الدول العربية، بحيث يتم الاعتماد على كل دولة في مجال صناعات تتميز به.
نعم يحتاج العرب إلى وحدة حقيقية لمواجهة التوغل التركى والإيرانى في المنطقة، خاصة أن هذه الدول تظهر لنا الكراهية دون حياء، وقد باتوا ليل نهار يخططون للنيل من وحدة العرب بين الحين والآخر، لذلك علينا أن نقدم حلولا عملية لهذه المؤامرة الكبيرة، وهذا لن يكون بالكلام فقط، بل من خلال خطوات على الأرض ومشروعات وشراكات حقيقية بين أطراف الوطن العربى كافة، بحيث نتمكن من صد هذا العدوان الصريح، ومحاصرة ما ينفث من كراهية تجاه الشعوب العربية.