اكتشف علماء الفلك بشكل مذهل أن مجرة درب التبانة ومجرة المرأة المسلسلة تصادمتا بالفعل، قبل أربعة إلى خمسة مليارات سنة من اندماجهما المتوقع، ولوحظت عمليات اندماج المجرات التى تشمل مجرتين أو أكثر فى جميع أنحاء الكون، ومثل حادث سيارة يعاد بالحركة البطيئة، يمكن للمجرات أن تلتصق ببعضها البعض من خلال سحب جاذبيتها.
ويُعتقد أن مجرتنا درب التبانة استهلكت مجرة قزمة منذ نحو 10 مليارات سنة وتتجه حاليا نحو تصادم مباشر مع مجرة المرأة المسلسلة (M31) أو كما تعرف باسم أندروميدا.
وأوضح عالم الفيزياء الفلكية نيل دى جريس تايسون، فى حلقة من سلسلة A Spacetime Oddysey، فى عام 2014، كيف سيتم هذا الاندماج، قائلا: "باستخدام قوانين الجاذبية الأولى لنيوتن، يمكننا نحن علماء الفلك أن نتوقع بثقة أنه بعد عدة مليارات من السنين من الآن، مجرتنا درب التبانة، ستندمج مع مجرتنا المجاورة، أندروميدا، ونظرا لأن المسافات بين النجوم كبيرة جدا مقارنة بأحجامها، فإن القليل من النجوم فى كلا المجرتين، إن وجدت ستصطدم بالفعل".
وأضاف: "أى حياة فى عوالم ذلك المستقبل البعيد يجب أن تكون آمنة، لكن سيتم التعامل معها فى عرض ضوئى مذهل يمتد لمليار عام".
لكن التصادم قد لا يكون بعيدا جدا، وفقا لدراسة جديدة تشير إلى أن المجرتين تتلامسان بالفعل، وتفصل مجرة درب التبانة عن مجرة المرأة المسلسلة مسافة بنحو 2.5 مليون سنة ضوئية، وتسيران باتجاه بعضهما البعض عدة مئات الآلاف من الأميال فى الساعة.
ووجدت دراسة سابقة نشرت هذا الصيف، أن منطقة مظلمة من الفضاء تحيط بمجرة المرأة المسلسلة تمتد بعيدا بما يكفى لتلمس مجرة درب التبانة.
وتُعرف هذه المنطقة باسم الهالة المجرية، وهى منطقة من الغاز والنجوم والغبار يصعب اكتشافها إلى حد ما.
ورسم علماء الفلك الهالة حول المجرة بفضل تلسكوب هابل الفضائى التابع لناسا ومشروع AMIGA، خريطة امتصاص الغاز المؤين فى أندروميدا، والتى أطلق عليها اسم "الدراسة الأكثر شمولا لهالة فى مجرة مجاورة".
ووجدت الدراسة أن هالة أندروميدا الخافتة تبدو أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا، حيث تصل إلى 1.3 مليون سنة ضوئية باتجاه درب التبانة.
وإذا كان من الممكن افتراض نفس الشيء حول مجرة درب التبانة، والتى هى بنفس حجم وشكل أندروميدا، فمن المنطقى أن المجرات اتصلت بالفعل.
وقالت سامانثا بيريك، الباحثة المشاركة فى الدراسة بجامعة ييل بالولايات المتحدة: "إن فهم الهالات الضخمة للغازات المحيطة بالمجرات أمر بالغ الأهمية. يحتوى خزان الغاز هذا على وقود لتشكيل النجوم فى المستقبل داخل المجرة، بالإضافة إلى التدفقات الخارجة من أحداث مثل المستعرات الأعظمية".
وأضافت: "إنها مليئة بالأدلة المتعلقة بالتطور الماضى والمستقبلى للمجرة، وقد تمكنا أخيرا من دراستها بتفصيل كبير فى أقرب مجرة جارة".
ومع ذلك، فإن مراكز المجرة فى درب التبانة وأندروميدا لن تلتقى لمليارات السنين.
وإذا كانت البشرية ما تزال على بعد نحو خمسة مليارات سنة من الآن، فإن منظر السماء ليلا سيكون مذهلا للغاية. وهذا لأن أندروميدا ستنمو تدريجيا بشكل أكبر وأكثر إشراقا فى سمائنا الليلية وستشكل المجرتان فى النهاية كيانا بيضاويا واحدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة