أكرم القصاص - علا الشافعي

قرأت لك .. "الثعلب" كيف نظرت الحضارات المختلفة إلى الحيوان المكار

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020 07:00 ص
قرأت لك .. "الثعلب" كيف نظرت الحضارات المختلفة إلى الحيوان المكار غلاف الكتب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقرأ معا كتاب "الثعلب" لـ مارتن والن، الصادر عن "المجمع الثقافى - كلمة" لهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث، والذى ينطلق من فكرة أن الثعالب تقريباً تظهر فى كل مكان فى العالم ولهذا السبب يمكنها أن تشكّل نقطة محورية للتجارب المشتركة، فى الوقت نفسه أظن أن القراء سيفاجأون حين يعلمون درجة اختلاف ثقافات وعصور أخرى إلى الثعلب. 
 
كتاب الثعلب لمارتن والن
والكتاب يستعرض الصفات التاريخية للثعلب ومنها الحُنْكة والذكاء مع كثير من الخِداع والمكر، والذى صبَغ "الطابَع العام" للثعلب بمدلول "الشر" فى التراث الثقافى لكثير من الشعوب، التى شكَّلَ الثعلبُ عنصرًا مؤثِّرًا فى أساطيرها وحكاياتها "الفلكلورية" الشعبية، ويبحث هذا الكتاب فى طبيعة الثعلب الخاصة، والتى جعلته مخلوقًا بغيضًا لكثير من المخلوقات الأخرى، وعلى رأسها الإنسان؛ حيث يرى الكاتب أن كلَّ هذه التسميات والتصنيفات الذامَّة للثعلب تعود "إلى مَيل الثعلب للإخلال بالنظام السائد، ورفْضه الانصياع إلى تعريفنا المنهجى للطبيعة، وتعود أيضًا إلى تقليد قديم ينظر إلى الثعلب ككائن خبيث وشرير.
 
 يقول الكتاب قد يبدو الثعلب سهلَ الدراسة والبحث كأى حيوان آخر، لكنه يشتهر بظهوره فى أمكنة غير متوقَّعة، أو بوجوده حيث لا يجب أن يكون، وبتغييره للسلوك والعلامات التى تُميِّزه للتكيف مع المواقف المختلفة واستغلالها، وعلى الرغم من شيوع وجوده فى جميع أنحاء الأرض، ما زال ما نعرفه عن الثعلب بعيدًا عن اليقين العلمي، وما محاولات علماء الطبيعة المتكررة لكبْح جِماح هذا الحيوان وفَهْمه إلا دَلالة على هَوَسهم وميلهم لمحاولة تعريف ماهية الطبيعة نفسها، التى تُشابِه الثعلب فى غموضها وقُدرتها على التملص، وفى جوهر محاولتنا لفَهْم الطرق التى استخدمها علماء الطبيعة لتعريف الثعلب وتصنيفه قد نرى المبادئ الرئيسة التى تَمَّ تعريف الطبيعة على أساسها.
 
 يقول الكتاب: 
"يشتهر الثعلب بذكائه، وهو يستحق هذه السمعة التى اكتسبها، وما يقوم به الذئب مستخدِمًا القوة البحتةَ، يقوم به الثعلب بحذاقة، ليُحقِّق فى كثير من الأحيان نجاحًا أكبر من الذئب، وهو يَعتمِد على الذكاء أكثر من الحركة، ويَحتفِظ بموارده كلها داخل نفسه؛ ولأنه حاد الذهن ومتأنٍّ، وذكى وحكيم، يقوم الثعلب بتنويع سلوكه، محتفظًا دائمًا ببعض الحيل للظروف الطارئة".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة