أكدت المحكمة الإدارية العليا ، الدائرة "السادسة تعليم "، أن المسئوليات الجسيمة المملوكة لهيئة الشرطة، جعلت المُشرع يفرد العديد من المواصفات والالتزامات لما أُسند إلى هيئة الشرطة من مهام، أخصها المحافظة على النظام العام والأمن، بحماية الأرواح والأعراض والأموال ومنع الجريمة قبل وقوعها، وكفالة الطمأنينة للمواطنين في كافة مجالات حياتهم، ومن ثم استلزم فيهم المشرع قدراً كبيراً من الأمانة ونزاهة القصد والبعد عن الريب والظنون، مما استوجب أن يتوافر في قبول الطالب بكلية الشرطة أن يكون محمود السيرة حسن السمعة.
والمُشرع لم يُحدد أسبابـًا لفقد حُسن السمعة والسِيرة الحميدة ، وأطلق لجهة الإدارة المجال فِي التقدير تحت رقابة القَضَاء الإداري الذي استقر عَلَى أن السِيرة الحميدة والسمعة الحسَنَة هي مجموعة من الصِفات والخصائص التِي يتحلى بها الشخص فتكسبهُ الثِقة بَين الناس وتجنبهُ قالة السوء وما يمس الخُلق، ومن ثم فهي لصيقة بشخصه ومُتعلقة بسيرته و سلوكه، وتُعتبر من مكونات شخصيته، ولا يؤاخذ عَلَى صلته بذويه إلا إذا كان فيما نُسب إليهم ما ينعكس عَلَى سُمعته وسيرته ، والمقصود هُنا بالأقارب هم الأقارب المُلاصقون لهُ، الذِينَ تربى بينهم ونشاء في كنفهم وهُم الأب والأم والأخوة . أي الأسرة بالمعنى الضيق، بُحسبان أن المبدأ العام المُهيمن فِي هَذَا الشَأن والواجب الأخذ به هو ألا تَزِرُ وازرة وِزرَ أُخرَى، وَأَن لَيسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى .
جاء ذلك في حيثيات حكم إلغاء قرار استبعاد طالب حاصل على بكالوريوس تربية رياضية عام 2016 / 2017 من أكاديمية الشرطة قسم الضباط المتخصصين، ومع ما يترب علي ذلك من أثار أخصها قبوله.
أفصحت الجهة الإدارية، بأن سبب عدم قبوله يرجع إلى عدم توافر شرط حُسن السُمعة والسيرة المحمودة استنادًا للمعلومات الجنائية المُسجّلة والواردة من إدارة البحث الجنائي ومصلحة الأمن العام والتي تُفيد سابقة اتهام زوج ابنة عمه فى عدد من القضايا، واتهام خاله بحادث سير إصابة خطأ، ومن ثم ينتفى فى حقه أحد الشروط المُتطلبة قانونًا للقبول بقسم الضباط المُتخصصين بأكاديمية الشُرطة.
ورأت المحكمة، أن هذه الاتهامات انقضي بعضها بمضي المدة وبالتصالح، وأن تلك الاتهامات فضلا عن عدم تأثيرها في توافر شرط حسن السمعة والسيرة المحمودة في الطاعن هي منسوبة لأقارب خارج الأسرة بالمعني الضيق والتى تشمل الأب والأم والإخوة حسبما استقر قضاء هذه المحكمة، وفي ضوء خلو الأوراق من أى شائبة تنال من توافر هذا الشرط في حق الطاعن فلا يجب الإدعاء بافتقاده هذا الشرط - ولا يستقيم منطقًا وقانونًا أن تقف هذا الاتهامات رغم انقضائها، عقبة كؤود فى مسيرة الطالب تحول دون تحقيق آماله ، وتلبية طموحاته وإلحاقه بالدراسة في المجال الذي يصبو إليه ، خدمة لوطنه ومجتمعه ، رُغم استيفائه الشروط المُقررة ، وتمتعه بالقُدرات المؤهلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة