لطالما كان الخروج بالتعادل خارج الأرض من أفضل نتائج الأهلي والزمالك في البطولة الأفريقية وأقصى الأماني خاصة أمام فرق المغرب العربي، والذي يبقى جزءًا من خطة قائمة على الفوز داخل الديار مع الخسارة بنتيجة أقل أو التعادل في عقر دار المنافس سواء في الأدوار الإقصائية أو عندما تكون المواجهات بدور المجموعات.. ولكن الآن حدث خروج عن المألوف والمعتاد وتغيرت الأوضاع وبقيت الرفعة للفرق المصرية.
الأهلي فاز على الوداد بثنائية والزمالك هزم الرجاء بهدف نظيف على ملعب محمد الخامس، في مفاجأة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين، حتى ولو سبقها أمنيات وتحفيزات من أجل تحقيقها، ما جعل الفريقين أعلى حظًا في التأهل للمباراة النهائية في سابقة غير معتادة في مثل هذه المواجهات المصيرية، لاسيما أن الأندية المغربية في السنوات الأخيرة كانت متصدرة مشهد التنافس على الألقاب القارية، اذ لم تغب فرق نسور الصحراء عن نصف نهائي البطولة الأفريقية منذ 2015 .
وبما أننا أمام حدث جلل لم يحدث كثيرًا في السابق.. وجب طرح الأمر للمناقشة والرؤية، ليظهر تساؤلاً مهمًا حوله.. هل انتصارات الأهلي والزمالك خارج الأرض على حساب المغاربة ظرف طارئ أم تغيير ثوابت ستستمر مستقبلا؟.
الحكم على الموقف الحالي بأحد الاتجاهين يبقى صعبًا، خاصة أن قطبي المغرب واجها ظروفًا صعبة قبل مباراتي الأهلي والزمالك بسبب الإرهاق الشديد والضغوط العصبية والبدنية نظرًا لاستمرار التنافس على لقب الدوري المحلى بين ثلاث فرق حتى المباراة الأخيرة من الموسم قبل أن يحسمه الرجاء لصالحه في اللحظات الأخيرة التي دارت فيها الدائرة وتوزعت آمال التتويج بالدرع تارة هنا وأخرى هناك، ما أصاب اللاعبين بالتشتت النفسي بين نتائجهم وأدائهم ونتائج المنافسين ما قد يكون أنهك قواهم على كل مستوياتها، وبالتالي التأثير على مردودهم في مباريات أفريقيا.. كذا انتشار كورونا داخل صفوف الفريقين بشكل كبير ما أثر على استعدادات الفريقين وأصاب الأجهزة الفنية بتعطل التجارب التكتيكية أو القدرة على الوصول للتشكيلة التي ستخوض المنافسات الأفريقية.. هذا فضلاً عن غياب الجماهير التي تعد اللاعب رقم واحد للأندية المغربية وتأثيرها كبير للغاية على المنافسين ويفقدهم جانب أكبر من دوافعهم.
وإذا ما كانت هناك مسببات ربما تكون منطقية لخسارة الوداد والرجاء، إلا انه في المقابل، نجح الأهلي والزمالك في استغلال الظروف لصالحه من أجل تحقيق أهدافهم والخروج فائزين في عقر دار المنافس، وهو تغيير مهم وحيوي للغاية في فلسفة الأندية المصرية وطريقة التعامل الفني مع المباريات الخارجية، بالاعتماد على الهجوم المباشر دون الارتكان للدفاع البحت، والبحث عن تسجيل أهداف وليس مجرد الحفاظ على نظافة الشباك، وهى شيمة الكبار من فرق العالم في كل منافساتها، على أمل يبقى هذا من الثوابت وليس ظرفا طارئا.
*إذا ما تأكد تأجيل الكاف بشكل رسمى لمباراة الزمالك والرجاء إلى 31 أكتوبر، وبقاء موعد النهائى كما هو فى السادس نوفمبر، يبقى هذا ظلم لأى فريق يصعد من بينهما للمباراة النهائية وعدم لائحى بالمرة، فى ظل الفارق الزمنى الأطول الذى سيحصل عليه الصاعد من بين الأهلى والوداد، وهو ما يعطى أفضلية للفريقين الأخيرين إزاء عدم تكافؤ الفرص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة