- تجربة لقاح كورونا الروسى فى مستشفيات جامعة عين شمس وتجربة اللقاح الصينى بفاكسيرا بوزارة الصحة
أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة، أن مؤسسات الدولة تكاتفت للسيطرة على فيروس كورونا مثل تكاتف كل مؤسسات الدولة المصرية أيام حرب أكتوبر 1973، مشيرا إلى أنه فى مواجهة انتشار فيروس كورونا، كان هناك تكاتف وتعاون متواصل بين كل من رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء، ووزارتى الصحة والتعليم العالى والبحث العلمى، والمستشفيات، من أجل السيطرة على الفيروس.
وقال عوض تاج الدين فى تصريحات لــ«اليوم السابع»، إن جائحة كورونا أثرت على العالم أجمع فى جميع النواحى الاقتصادية، والاجتماعية، فى العالم أكثر من تأثير الحرب العالمية الأولى والثانية، موضحا أن هناك مبادرتين عالميتين توفران لقاحات فيروس كورونا فى العالم، وهما مبادرة مؤسسة «جافى»، ومبادرة كوفاكس التى أنشأتها منظمة الصحة العالمية، مضيفا «مأمنين مصر فى اللقاحات، ومصر مشتركة فى هذه المبادرات، وسنحصل على حصتنا من هذه اللقاحات بنسبة 20% من عدد السكان، مؤكدا أنه لا تستطيع أى جهة أن توفر اللقاحات لجميع السكان».
وتابع تاج الدين: «حتى لقاحات الأنفلونزا الموسمية حصلنا على احتياجاتنا والتى زادت هذا العام لتصل 5 أضعاف الكمية التى اعتدنا الحصول عليها، لتغطى الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وهم كبار السن، والعاملين فى القطاع الصحى، لأنهم هم من يعالجون الناس، إلى جانب أصحاب الأمراض المزمنة، والسيدات الحوامل، مؤكدا أنه لا يوجد تطعيم سيتم طرحه إلا بعد إجراء التجارب، ولكن لا بد من الاستمرار فى الوقاية من فيروس كورونا.
وقال مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، دعم المستشفيات بأجهزة التنفس الصناعى، والأجهزة الأخرى المساعدة، ولم يحدث ولو لمرة واحدة نقص فى الأدوية التى تساهم فى علاج الالتهابات الرئوية، أو الفشل التنفسى الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا، موضحا أنه تم توفير جميع الأجهزة بمستشفيات العزل والصدر ولم نعان من نقص فى الأجهزة أو الأدوية، لافتا إلى أن الإعلام كان له دور كبير فى نشر الوعى، والتنبيه على أن فيروس كورونا مرض معدى، وينتشر بين البشر، وكلنا يجب أن نتعاون لعدم تفشى الفيروس، ويجب أن نستمر فى الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار المرض، لأن حالات فيروس كورونا لازالت موجودة رغم انخفاضها.
وواصل تاج الدين: لا بد أن نسير فى اتجاهين، الأول بالتمسك بأساليب الوقاية، بارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعى، وغسيل الأيدى بالماء والصابون، وذلك لمنع انتشار الفيروس بصفة عامة، ومنع انتشار فيروس الأنفلونزا، أما الاتجاه الثانى فيتمثل فى استعدادات الدولة بكل مؤسساتها لأى احتمالية لزيادة الحالات بتدعيم المستشفيات، والقوى البشرية موجودة، وأجهزة التنفس الصناعى المتوافرة بالفعل.
واستطرد: «أوجه التحية لكل زملائنا الذين ساهموا بلا حدود فى علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا، ولدينا زملاء أصيبوا بفيروس كورونا، ومنهم من استشهد أثناء علاجهم للمرضى».
وأكد الدكتور عوض تاج الدين أن الوضع فى مصر مطمئن، لأننا استطعنا السيطرة على الوباء من البداية بدقة، وقبل أن ينتشر فى البلاد، لافتا فى الوقت نفسه إلى أنه لا تزال هناك حالات تصاب بفيروس كورونا فى مصر، وحالات أخرى تدخل الرعاية المركزة، وأخرى تتوفى بسبب الفيروس لذلك يجب ألا نتهاون، فهو وباء عالمى أثر على العالم كله، ولا يوجد أى بلد بعيد عنه، مشددا على أن مصر استطاعت السيطرة على وباء كورونا أفضل من دول أخرى كثيرة، فالولايات المتحدة، وكندا والاتحاد الأوروبى والهند، ودول جنوب شرق آسيا، والدول العربية تعانى من ارتفاع حالات فيروس كورونا، أما فى مصر فالوضع مطمئن والحمد لله، مشيرا إلى أن أهم أسباب نجاح مصر فى السيطرة على فيروس كورونا تتمثل فى البنية التحتية، والتى تشمل وجود المستشفيات، والأجهزة، والقوى البشرية الهائلة المدربة على كيفية التعامل مع هذه الحالات، وتقريبا كل فترة نقوم بعقد مؤتمر للتعامل مع هذه الأزمة.
وأضاف أن مصر مستعدة لارتفاع إصابات كورونا فى الشتاء، موضحا أن مصر تمكنت من السيطرة على انتشار الفيروس منذ البداية، ويتضح ذلك عندما أرسلت مصر طائرة لأخذ المصريين المقيمين بمدينة ووهان الصينية، وتم عزلهم بمستشفى عزل مرسى مطروح بعيدا عن السكان لمنع انتشار الفيروس بين المصريين، وتابع: تم عزل الحالات المصابة، واستطعنا تجهيز المدن الجامعية، ومراكز الشباب، وجهزنا 77 مستشفى صدر وحميات، و20 مستشفى للعزل، بخلاف المستشفيات العامة حوالى 600 مستشفى، مؤكدا أن جميع المستشفيات الجامعية كانت تساهم فى علاج هذه الحالات، بالإضافة لعلاج جميع الأمراض الأخرى العاجلة، وليست كورونا فقط، ولكن كان هناك توازن بين علاج حالات كورونا، وعلاج الأمراض الأخرى.
وقال إنه قبل ظهور أول إصابة فى مصر، خصص الرئيس السيسى 100 مليار جنيه، لدعم القطاع الصحى لمواجهة جائحة كورونا، وتم منح 700 مليون لوزارة الصحة والسكان و300 مليون للمستشفيات الجامعية، وتابع «أبلغت رئيس الجمهورية، عن أول لقاح فعال لفيروس كورونا هو لقاح أكسفورد والذى ستنتجه شركة استرازينيكا، وبدأت تظهر اللقاحات الصينية والأمريكية، ولكن اللقاحات التى وصلت إلى التجارب الأخيرة هى 9 لقاحات، وأهم اللقاحات فى العالم هما اللقاحان الروسى، والبريطانى»، موضحا أن أى دواء أو لقاح لكى يصل إلى البشر لا بد أن يمر بتجارب، للتأكد من أمانه وفاعليته، ولذلك عندما بدأوا التجارب كانت الأعداد قليلة، ثم زادت الأعداد، مؤكدا أن هناك مؤسستين لتوفير اللقاحات بالعالم، مثل مؤسسة «جافى» ومبادرة كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية، واتفقنا على كمية معينة لتوفير لقاحات كورونا فى مصر، واتفقنا أيضًا على توفير لقاحات الأنفلونزا أكثر بنسبة 5 أضعاف، لتطعيم الفئات الأكثر عرضة للخطورة، وهم العاملون فى القطاع الطبى، ثم الفئات المجتمعية الذين يعانون من الأمراض المزمنة، والسيدات الحوامل، وأصحاب الأمراض المناعية المزمنة، مضيفا أنه لن يتم طرح أى لقاح إلا بوجود اختبارات.
وأشار إلى أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا فى مصر أصبحت قليلة، وعدد دخول المستشفيات انخفض، كما انخفض عدد المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية المركزة، ونسب الوفيات، مؤكدا أنه لا يتم إخفاء أية معلومات عن حالات فيروس كورونا فى مصر، وهذا هو الموقف الحالى فعلا، ولكن هناك حالات مازالت موجودة، لذلك لا بد من التوعية، والحفاظ على عدم زيادة الحالات، موضحا أنه فى جامعة عين شمس يتم إجراء تجارب على اللقاح الروسى، ويتم إجراء تجارب على اللقاح الصينى فى فاكسيرا التابعة لوزارة الصحة.
وذكر الدكتور تاج الدين أن فيروس كورونا هو فيروس تنفسى، وقد يؤثر على القلب، والكلى، والمخ، والجهاز الهضمى، موضحا أن الفيروس يظل 9 ساعات على الجلد، مؤكدا على ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون، والتباعد مهم جدا للوقاية من الفيروس، فيما أوضح أن مصر أول بلد فى الشرق الأوسط قامت بعمل وحدات رعاية مركزة لأمراض الصدر، وأمراض الجهاز التنفسى، ودربت الأطباء على كيفية التعامل مع أجهزة التنفس الصناعى، والتى أصبحت منتشرة فى جميع مستشفيات مصر.
وأضاف أنه لا يوجد علاج لفيروس كورونا حتى الآن، والأدوية التى يتم تجربتها حاليا تستخدم لعلاج فيروسات، وأمراض أخرى، ويتم استخدامها فى علاج فيروس كورونا لعلاج الأعراض الناتجة عنه، مشيرا إلى أن هناك 6 لقاءات تجرى شهريا مع دول العالم، وهناك تواصل مع اليابان، والصين، وأمريكا، وبريطانيا، لتبادل الخبرات والمشاركة فى الآراء، موضحا أن جميع الأمراض الخطيرة أمراض فيروسية.
وأشار إلى أن هناك مجموعات لعلاج الفيروس وأخرى لعلاج المضاعفات، واستخدمنا العقار الذى يستخدم لعلاج الأنفلونزا، وثبت عدم فاعليته، وعقار ريميديسفير الذى يؤخذ عن طريق الوريد لتقليل نسب الوفيات بالمستشفيات، والعقار اليابانى، ولكن نتائجه لم تكن مرتفعة، كما نستخدم عقار «ديكساميثازون» للمرضى الذين يعانون من مضاعفات شديدة بالمستشفيات ناتجة عن مهاجمة الجهاز المناعى لخلايا الجسم، وهو ما يسمى بعاصفة السيكوتين، موضحا أننا نستخدم عقارا آخر يستخدم فى علاج مرض الإيدز.
وشدد مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة على أن مسؤولية منع تفشى الفيروس هى مسؤولية مجتمعية وليست مسؤولية الحكومة وحدها للسيطرة على الوباء، مضيفا أن التجارب السريرية لابد أن يظهر لها بعض الآثار الجانبية، وأى أثر جانبى من رصده، ويتم الإبلاغ عنه، ويتم وقف التجارب حتى التأكد من أنه ليس له علاقة باللقاح، لأن أمان الإنسان مهم جدا قبل طرح اللقاح، موضحا أن مدة فاعلية اللقاح ستظهر من خلال التجارب، مؤكدا أن تطعيمات الأنفلونزا هى للوقاية من أكثر من نوع من أنواع الأنفلونزا، وليس نوعا واحدا، فيما نفى أن يكون لتطعيم السل أو «الدرن» دور فى الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.