وزير الأوقاف: مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ من مقاصد الأديان

الخميس، 22 أكتوبر 2020 03:40 م
وزير الأوقاف: مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ من مقاصد الأديان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أننا أمام قضية فى غاية الأهمية وهى قضية "صناعة الوعى وبناء الذاكرة الوطنية"، وأن أى دور إيجابى مهما كان إما أن يزيد مساحة الخير أو يُحجم مساحة الشر، والأصل أن عملية بناء الوعى والفكر والذاكرة عملية ديناميكية متجددة، مؤكدًا أهمية المشاركة الايجابية بالانتخابات البرلمانية الحالية وعلى الاستحقاقات الوطنية، لأن ذلك مما يسهم فى بناء الدولة ويعزز الانتماء الوطنى.

جاء ذلك خلال صالون الأوقاف الثقافى الثانى بعنوان "صناعة الوعى وبناء الذاكرة الوطنية "، بمشاركة الدكتور سامى عبد العزيز – عميد كلية الإعلام الأسبق – جامعة القاهرة، وعبد الرازق توفيق – رئيس تحرير صحيفة الجمهورية ، والشيخ خالد الجندى – عضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وحضور عدد من الأئمة والواعظات والإعلاميين والصحفيين مع التزام إجراءات التباعد الاجتماعى والإجراءات الوقائية والاحترازية .

وأضاف جمعة، أن مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ من مقاصد الأديان، وبناء مؤسسات الدولة جزء من بناء الدولة، وكل ما يقوى الدولة الوطنية هو جزء من مقاصد الدين، والعدل والإنصاف يقتضى أن نقول لمن أخطأ أخطأت، ولمن تميز وأصلح وبنى وعمّر أصلحت، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِى الشَّيْبةِ المُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرآنِ غَيْرِ الْغَالى فِيهِ والجَافى عَنْهُ، وإِكْرَامَ ذِى السُّلْطَانِ المُقْسِطِ".

وبين وزير الأوقاف، أن من القضايا الهامة فى بناء وصناعة الوعى القضية السكانية، وأن الزيادة السكانية فى مصر تبلغ نسبتها 1.8%، أى مليونًا و800 ألف، وهذه الزيادة تمثل إجمالى العدد الفعلى للسكان فى بعض الدول على أرض الواقع، وهى تقتضى من الناحية التعليمية زيادة نحو 2000 مدرسة، و40 ألف معلم، و900 ألف وحدة سكنية، وغير ذلك من المرافق، وما يلزم لقيام كيان دولة بالكامل والزيادة السكانية فى مصر معناها إنشاء دولة كاملة بمرافقها وجميع متطلباتها، مؤكدًا أن قضية تنظيم الإنجاب أصبحت ضرورة شرعية ووطنية فى مصر، وأن هذه القضية قد تخطى الكلام فيها من حيث الحِل والحرمة إلى حالة الضرورة نظرًا لخطورتها الكبيرة على مقدرات وبرامج التنمية، وأن هذا الحكم يختلف من دولة لأخرى ومن نظام إلى آخر كل حسب احتياجاته وموارده .

وفى كلمته قال الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق، إن وزير الأوقاف وزير جرئ ودائم المصارحة، مؤكدًا أن الوعى أن يملك المتحدث المعرفة الكافية لما يتحدث فيه، وأن المكون الأول فى الوعى المعرفة ، وأن واجبنا الوطنى يحتم علينا جميعا الإسهام بقوة فى رسم الصورة الذهنية التى تليق بمصرنا العزيزة وديننا الحنيف ، ولا توجد مؤسسة على تفاعل يومى مع المجتمع مثل الأوقاف ، وأن المشكلة تكمن فى اللا وعى، فنسبة التحرش وكل السلوكيات غير السوية فى المجتمع تأتى من خلال أسر فيها زيادة سكانية لا يستطيع فيها الأب تنشئة أبنائه على الأخلاق السوية الحميدة.

كما أكد عبد العزيز، أن دور الدعاة كبير ومهمتهم عظيمة لأنهم أكثر المؤسسات التى تتفاعل بشكل يومى وأسبوعى، مشيرًا إلى أننا بحاجة إلى ترتيب أولويات القضايا فى هذا البلد، فلو أننا وفرنا المدخلات الحقيقية والواقعية لتغير مدى وعى المواطن بأهمية القضايا التى يجب معالجتها، ولا بد أن يتسم الخطاب بالمصداقية والشفافية لأن الناس لا يحركهم إلا شعورهم بالعائد عليهم ، وأن المزاج العام هو أحد الخلفيات الثقافية التى تبنى وعى الإنسان ، وكذلك الأحوال المعيشية والإعلام ، والتوعية بالإنجازات تتسبب فى إحداث حالة مزاجية جيدة لدى المواطن، والطريق إلى هذا يبدأ من النجاح فى التسويق الجيد لإنجازات هذا البلد، مؤكدًا أن الأمة التى أمنها النفسى معتل، أمنها القومى مختل .

وفى كلمته أعرب عبد الرازق توفيق عن شكره للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، مؤكدًا أننا فى حاجة لوضع رؤية واستراتيجية إعلامية لصناعة الوعى حتى نستطيع العمل عليها، وأن مصر تواجه حربًا شرسة من حروب الجيل الرابع ، ليست ساحتها ميادين القتال ، وإنما ميدانها هو العقل، واستطاعت مصر فى 30 يونيو تدمير المخطط الذى كان يستهدف تفكيكها بفضل إرادة الشعب ووعيه وبفضل القيادة الحكيمة.

وقال توفيق، إن مصر شعب واحد لديه بنيان من الوعى، وأن مصر تواجه تحديات غير مسبوقة فى كافة الاتجاهات، وتتحمل وزارة الأوقاف جزء كبير من قضية الوعى بما تملكه من دعاة مخلصين ينشرون صحيح الدين، ويصححون المفاهيم الخاطئة والأفكار المغلوطة، مؤكدًا أنه لا بد أن تعمل وسائل الإعلام على أكثر من محور، منها عرض إنجازات الدولة للرد على أبواق الهدم والفساد ، وفضح نوايا الكيانات الظلامية التى تريد أن تستقطب الشباب إلى مخططاتها الإرهابية ، بالإضافة إلى النزول إلى أرض الواقع ومشاركة المجتمع فى مواجهة حملات التشكيك والكذب الممنهج ، والتواصل مع الشعب حتى يكون المواطن على علم بالتحديات التى تواجه مصر، مؤكدًا أن محاولات ضرب الروح المصرية وبث الاحباط واليأس تمس الأمن القومى

وفى بداية كلمته، أكد الشيخ خالد الجندى، أن جماعات الظلام قد غيرت المصطلحات والمفاهيم فجعلوا كل من منحاز إلى وطنه وإلى رئيسه وإلى جيشه منافقًا ، وكل من لم يردد كلامهم فهو منافق أيَضًا، وأصبحت هذه الكلمة تطارد الدعاة.

وأكد الشيخ خالد الجندى، أن العالم كله أصبح وحدة واحدة يحكمه القانون، وأن القرآن الكريم قد فرق بين العلم والخبرة فقال تعالى :"الرحمنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا"، وأن الله قيض لنا أناسًا خبراء تحركوا فى وقت مناسب فنقلت المواطن من حال إلى حال، وكل إنجاز لا بد له من وعى.

وقد ذكر القرآن الكريم قضية الوعى بعد ذكر سفينة سيدنا نوح (عليه السلام) قال تعالى: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِى الْجَارِيَةِ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ" فالله سبحانه لم ينقذ سيدنا نوحًا (عليه السلام) ومن معه من خلال ملائكة وإنما من خلال السفينة التى صنعها سيدنا نوح (عليه السلام) ، فسفينة النجاة لهذا الوطن لن يصنعها إلا أبناء هذا الوطن من خلال الوعى بقضايا الوطن،  ولابد من أن يقدم الشعب العون للقيادة من أجل تنمية الوطن، ودور الإمام دور توعوى لابد فيه من النزاهة والشفافية .

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة