وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، اليوم الجمعة، أن مبادرة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لشلل الأطفال الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام، ويشكل مناسبة للتوعية بضرورة تآزر الجهود الدولية لاستئصال هذا المرض نهائياً.

وتأتي حملة الإمارات للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في إطار برنامج المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، بغية مد يد العون والمساعدة الإنسانية لأبناء الشعب الباكستاني ودعم جهودهم التنموية نحو تحقيق المستقبل الأفضل، وقدمت الحملة منذ إطلاقها 483 مليون جرعة تطعيم، ووصلت إلى 86 مليون طفل في شتى مناطق باكستان بفضل تضافر جهود 106 آلاف عامل وممارس وطبيب وممرض وممرضة، وأكثر من 25 ألف فرد من أطقم السلامة والأمن.
وتصل الحملة عادة إلى ما يقرب من 16 مليون طفل باكستاني شهرياً، وبينما تأثرت هذه الأرقام بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، يتوقع البرنامج العودة إلى هذا المعدل قريبًا جدًا.


ووفقا لـ"وام"، تقدم الإمارات منذ العام 2014، الكثير من مواردها وخبراتها ميدانياً في باكستان من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال؛ حيث وفرت أمصال التطعيم والمساعدات إلى المناطق النائية هناك، والتي كان يتعذر الوصول إليها في السابق.


وشملت الإجراءات الاحترازية لفرق التطعيم أثناء تنفيذ الحملة إجراء الفحوصات الشاملة لهم والتأكد من سلامتهم من الإصابة بفيروس "كورونا" قبل المشاركة في الحملة، ومنع مشاركة من يتجاوز عمره 50 عاما في الحملة، وكذلك منع مشاركة أي مصاب بأمراض مزمنة، وعدم زيادة عدد أي فريق تطعيم عن فردين، ومنعهم من لمس الأطفال مباشرة أثناء التطعيم، وحماية الأمصال من اللمس من أي طرف آخر، بالإضافة إلى إجراء وقائي آخر موجه لآباء وأمهات الأطفال يتعلق بتعقيم أيديهم قبل تطعيم أطفالهم، وتوزيع الكمامات المجانية عليهم.


وبالرغم من انخفاض الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 99 بالمئة في جميع أنحاء العالم منذ العام 1988، يبقى خطر عودة المرض وبأعداد كبيرة قائمًا، حيث شهدت باكستان ارتفاعًا كبيراً في عدد الحالات العام الماضي والتي وصلت إلى 147 حالة فيما تم تسجيل 77 حالة حتى الآن في عام 2020، ما يتجاوز السنوات الأربع الماضية مجتمعة.


وتعتبر باكستان وأفغانستان الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان سجلتا حالات إصابة بشلل الأطفال، رغم تواتر أنباء بشأن احتمالية عودة ظهور المرض في بلدان أخرى.


ولم تنجح جهود البشرية في القضاء التام على أي مرض سوى داء الجدري، لذلك، سيكون القضاء على شلل الأطفال إنجازاً تاريخياً، وستساعد جهود حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في تراكم الخبرات التي تدعم مساعي القضاء على أي أمراض أخرى مستقبلاً.


وتبذل الجهود الدولية للقضاء على المرض تحت مظلة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وهي شراكة بين القطاعين الحكومي والخاص تتبناها الحكومات الوطنية بالتعاون مع خمسة شركاء أساسيين: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها /الولايات المتحدة/، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.


ويعتبر "شلل الأطفال" من الأمراض شديدة العدوى تحدث الإصابة به بسبب أحد الفيروسات، ويهاجم الجهاز العصبي، ويمكن أن يُسبب شللاً في غضون ساعات، وينتشر شلل الأطفال عن طريق الاتصال بين الأشخاص.