أيام وتهل علينا أفضل المناسبات الروحانية وهى الاحتفال بذكرى مولد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وهو أفضل الأنبياء وخاتمهم وأكملهم بلاغًا ونصحًا، ولابد من انتهاز هذه الذكرى العظيمة وأن نراجع أنفسنا بأننا هل فعلا نتبع أوامره ونجتنب نواهيه؟ وهل نقوم بإحياء سنته والسير على نهجه واقتفاء أثره؟.. بلا شك سوف نجد أننا كلنا مقصرون إلا من رحم ربى.
وإن من الأعمال الصالحات دائما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، وقال النبى صلى الله عليه وسلم من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشرًا ويجب علينا أيضا التخلق بأخلاقه والتحلى بآدابه والتأسى به فى كل أفعالنا ومعاملاتنا لأنه لا يصح أن نحتفل بالرسول يوما ونعرض عنه بقية حياتنا، ونتذكره أول أيام حياته وننسى حياته كلها.
كما يجب أن أذكركم وأذكر نفسى بأنه لابد أن نجتهد كلنا قدر الإمكان فى طاعة الله ورسوله وبذل الجهد فى اتباع النبى وسنته الشريفة ومجاهدة النفس للعمل على ترك المعاصى والإكثار من الحسنات والتوبة إلى الله فى كل وقت وحين، وأن الله سبحانه وتعالى يحب العبد التواب الأوَّاب الرجَّاع إليه فى كل حين كما فى قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} وقد وعد الله المستغفرين التائبين بالمغفرة والثواب العظيم فقال {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} وإننا لا نعلم متى ينقضى الأجل ربما بعد لحظة أو يوم أو شهر لكن من المؤكد أنه سوف ينقضى عاجلا أم آجلا، وسوف نحاسب وأدعو أن يغفر لنا جميعا ويدخلنا الفردوس برحمته.
ولذا ما أحوجنا هذه الأيام بعد انتشار أخبار الرشوة والفساد وعقوق الوالدين وقطع صلة الأرحام وغيرها أن نحتفل بذكرى رسول الله بأن نؤدى الفرائض التى فرضها الله علينا وسنن رسول الله صل الله عليه وسلم والعمل نشر المحبة والتعاطف والتراحم بين الناس للحد من القلق والتوتر الذى ساد معظم النفوس والدعوة إلى ترك ما يغضب الله ورسوله والعمل على تماسك وتلاحم الشعب المصرى وانصهاره فى بوتقة واحدة ضد أى متآمر أو عميل أو خائن أو مخرب يريد النيل من أمن واستقرار مصر، وهكذا يكون الاحتفال فعلا وليس كلاما.