وجه العسكريون الليبيون المجتمعون في مدينة جنيف السويسرية، لطمة قوية للدول المتدخلة في الشأن الداخلى الليبي لإشعال الصراع، وذلك بالاتفاق على الوقف الكامل لإطلاق النار في البلاد، إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية في مدة 90 يوم، إعادة الوحدات العسكرية لمعسكراتها بالتزامن مع خروج المرتزقة، إيقاف التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية في مختلف الوسائط الإعلامية، إضافة إلى فتح الطرق والمعابر على كافة التراب الليبي.
واتفق العسكريون الليبيون بحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة على تشكيل غرفة أمنية من ضباط الأمن المشاركين في اجتماعات الغردقة للقيام بتأمين الطرق في المناطق التي تغادرها التشكيلات المسلحة، وتكليف آمر حرس المنشآت في القوات المسلحة الليبية وحكومة الوفاق بالتنسيق مع مؤسسة النفط لإعداد هيكلة هذه القوة.
ووقع العسكريون على اتفاق يقضي بحصر وتصنيف المجموعات المسلحة بجميع مسمياتها لدمجها وإيجاد فرص عمل لمن يرغب تركها والتعامل مع هذه المجموعات حسب تصنيفها ووفق ضوابط محددة، وإيقاف القبض على الهوية أو الانتماء السياسي، وتبادل المحتجزين المقبوض عليهم أثناء العمليات العسكرية أو بسبب الهوية، ولا يسري وقف إطلاق النار على المجموعات المسلحة المصنفة كمجموعات إرهابية من الأمم المتحدة.
وجرى الاتفاق على تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وإخراج أطقم التدريب الأجنبية إلى حين استلام الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها، وتشكيل قوة عسكرية محدودة من العسكريين النظاميين لتحد من الخروقات المتوقع حدوثها وتوفير احتياجات عملها، وإحالة الاتفاق لمجلس الأمن لإصدار قرار لكافة الأطراف للالتزام ببنوده.
ويرى مراقبون، أن الاتفاق على تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وإخراج أطقم التدريب الأجنبية تفشل المشروع العسكرى التركى الطامح لترسيخ الوجود بشكل كبير في المنطقة الغربية، ويقوض تحركات أنقرة داخل الأراضى الليبية وإفشال أجندتها التخريبية.
كانت الأطراف الليبية المتنازعة في ليبيا قد وقعت الجمعة، على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بشكل كامل في جميع أنحاء الدولة الليبية بعد محادثات استمرت خمسة أيام في مدينة جنيف السويسرية.
وجرت مراسيم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين وفدي اللجنة العسكرية فى مقر الأمم المتحدة بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني وليامز.
واعتبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنّ هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
وقالت ستيفاني ويليامز بالمناسبة، إنّ هذه اللحظة سيسجلها التاريخ بتحية الفرقاء الليبيين على شجاعتهم للمشاركة في المحادثات لاتخاذ خطوات ملموسة والتزامهم بالاجتماع للتوصل لاتفاق يوفر مستقبلا أفضل وأكثر أمانا وسلما للشعب الليبي.
فيما أكدت ستيفاني وليامز، إن اتفاق وفدي حكومة الوفاق والقيادة العامة في اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" خطوة نحو التسوية الشاملة للأزمة الليبية التي طال أمدها، داعية إلى تنفيذ الالتزامات الواردة في هذه الاتفاقية عبر تجسيد عمل اللجان الفرعية.
بدوره قال رئيس وفد القيادة العامة باللجنة العسكرية المشتركة التابع للجيش الليبي امراجع العمامي، إن اللجنة استطاعت أن تنجز ما يرنو إليه الليبيون والليبيات، مضيفا "سعداء بما أنجزنا، وأشكر البعثة الأممية على المجهودات التي تبذلها".
وتابع، خلال كلمة في ختام مراسم توقيع الاتفاق في جنيف، الجمعة، أن اللجنة استطاعت "إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار حقنا لدماء الليبيين، وبث روح السلام والأمن"، متعهدا بالالتزام باتفاق اللجنة حول وقف إطلاق النار الدائم، قائلا إنها "ستكون سندا لتنفيذ مقررات الاتفاق".
فيما دعا رئيس وفد حكومة الوفاق في اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة، أحمد بو شحمة، الضباط في الجيش الليبي إلى بذل جهودهم من أجل إعادة بناء المؤسسة العسكرية، وضرب من يريد زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا.
ووجه، في مراسم توقيع اللجنة اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في جنيف، الشكر إلى المشاركين من ضباط الجيش الليبي في اللجنة العسكرية على هذا الاتفاق، ومثنيا على دور بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، مطالبا السياسيين بأن يكونوا يدًا واحدة ولا تجذبهم التيارات، ويعملوا على تحقيق الاستقرار السياسي والعسكري في ليبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة