أحمد إبراهيم الشريف

ومنين بييجى العنف

الجمعة، 23 أكتوبر 2020 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تريدون أن تفهموا ما قامت به المرأة العراقية، التى نقلت وكالات الأنباء والشاشات حكايتها، بعدما ألقت طفليها فى نهر دجلة؟ راجعوا تاريخ العنف الذى تعرض له العراق على مدى الثلاثين عاما الأخيرة، التى ربما هى عمر المرأة.
 
دائما ما نتحدث عن الحروب التى تحل بالبلدان، ونعيد ونزيد فى الخراب، لكننا نتعامل مع ذلك بوصفه حوادث، ونعامل الضحايا بوصفهم أرقاما، ونرى تدمير الأحياء بوصفه أثار الحروب، ولا نلقى بالا للنفوس المحطمة والأرواح المدمرة.
 
وخطورة الحروب أنها تقتل الإنسان تحوله إلى "زومبى" يعد الأيام فى انتظار الأسوأ، بالطبع لا أريد أن أبرأ المرأة العراقية من فعلها، لكن أريد أن أدين العالم الذى راح يشاهد الحرب على العراق من أمام شاشات التلفزيون.
 
هل تريدون أن تعرفوا مستوى الغضب الذى نعيش فيه نحن الأفارقة؟ اقرأوا ما نشر منذ أيام فى المواقع الإخبارية، حيث لقى لاعب أوغندى يدعى "تشرشل أواسى" مصرعه عن عمر يناهز الثانية والعشرين عامًا، على يد زملائه فى الفريق بسبب خطأ دفاعى ارتكبه فى إحدى المباريات الودية.
 
قتلوه لأنه أحرز هدفا فى نفسه فى مباراة ودية، حاولوا أن تبحثوا عن أى منطق فى هذا الحدث لن تجدوه، لكن حتما سوف تجدون تاريخا من العنف الكامن فى النفوس، يبحث عن أى فرصة للظهور.
 
وفى أوروبا، وهى القارة التى تقدم نفسها نموذجا للعالم، سوف تجد العنف بكل صورة، وما يحدث فى فرنسا خير دليل على ذلك، فقصة مدرس التاريخ وقاتله، تكشف طبقات من العنف كامنة فى الجميع.
 
الموضوع أكبر مما يبدو لنا، إنه مرتبط بتاريخ طويل من الثقافة القائمة على "تحقير" الإنسان نفسه، وبالتالى سوف يفرغ كل منا غضبه فى الآخرين.
ونحن بالطبع نريد أن ينجو أبناؤنا وأبناء العالم كله من ذلك، ألا يصبح مستقبلهم طبقات وطبقات من الغضب الذي يبحث عن شعلة ليتحول  إلى جحيم، ولكي يحدث ذلك علينا بخطة ثقافية حقيقية تقوم على "عزة" الإنسان ومنحه مساحة من احترام  نفسه واحترام الآخر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة