فى كل عام خاصة فى 22 من شهر أكتوبر، يتجدد اهتمام العلماء بالتقدم الذى وصل إليه فراعنة مصر القديمة فى مجال الفلك، خصوصا تعامد الشمس أمس على المعبد الكبير للملك رمسيس الثانى، فى أبو سمبل بمحافظة أسوان، وبدأت الظاهرة المكتشفة منذ عام 1874 مع شروق الشمس، واخترقت الأشعة خلال عشرين دقيقة مدخل المعبد، حتى وصلت إلى حجرة صغيرة تضم عددا من التماثيل.
ظاهرة تعامد الشمس التى تتكرر أكثر من مرة بالمعابد والآثار المصرية الفرعونية، شهدتها البلاد فى منطقتين مختلفتين الأربعاء الماضى، حيث تعامدت الشمس على قدس الأقداس الإله آمون رع بـ معبد الكرنك، الواقع فى مدينة الأقصر جنوب مصر، إضافة لتعامد الشمس على قدس الأقداس بقصر قارون بمدينة الفيوم.
معبد الكرنك
تسمى هذه الظاهرة عند حدوثها بمعبد الكرنك، بـ"الانقلاب الشتوي" التى تحدث بالتزامن مع ذكرى ميلاد أهم الآلهة المصرية القديمة، الإله "رع" إله الشمس، ولم تكن حسابات المصرى القديم فى عملية بناء وتشيد الكرنك وتحديداً قدس الأقدس بالصدفة، بل اهتم المصرى القديم بوضع معايير معينة وحسابات فلكية محددة، لتعلن هذه الظاهرة من كل عام انطلاق فصل الشتاء.
ومجد المصرى القديم الإله رع، ببناء معبد الكرنك على محور شمسي، تخليداً لدوره فى التاريخ، واحتفالًا بيوم ميلاده مع يوم انطلاق فصل الشتاء من كل عام، وفى المعبد نفسه، وفى تمام الساعة "06:42" وقت غروب الشمس بالتوقيت المحلي، يشهد العالم ظاهرة الانقلاب الصيفي، على وجه الإله آمون فى يوم 21 يونيو، لترصد غروب الشمس من البوابات الشرقية لمعبد الكرنك.
معبد حتشبسوت
فى يوم الانقلاب الشتوى نفسه، يرصد الآلاف من السياح والمصريين ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد الدير البحري، أهم المعابد للملكة حتشبسوت، الواقع بالبر الغربى بالأقصر، ليتم رصد ظاهرة التعامد بزاوية مختلفة عن تعامدها عن قدس الأقداس بالكرنك.
ولم يكن يوم 21 ديسمبر من كل عام، هو اليوم الوحيد الذى تزور فيها الشمس المعبد التاريخى الشاهد على تاريخ حتشبسوت الملكة الفرعونية الأقوى فى تاريخ مصر القديمة، ولكن فى بداية الشهر نفسه وتحديداً يوم 8 ديسمبر، تتعامد أشعة الشمس على مقصورة قدس الأقدس لآمون رع داخل الدير البحري، ووفقاً لمشاهدات سنوية للظاهرة، يستمر التعامد لمدة 10 دقائق متواصلة.
معبد أبو سمبل
فى يومى 22 أكتوبر، و22 فبراير من كل عام، تتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، أعظم ملوك مصر القديمة، بمعبده الكبير أبو سمبل، الواقع فى مدينة أسوان جنوب مصر.
وكل عام يحرص السياح على الحضور لمشاهدة هذه الظاهرة الكونية وسط احتفالات مستمرة، التى تدخل فيها أشعة الشمس وتتعامد على منتصف وجه الملك الذى حكم مصر أكثر من 60 عاماً، فى نفس الموعد والتوقيت من كل عام، ومن خلال كتابات تاريخية، ومشاهدات علمية، تعتبر هذه الظاهرة من أكثر الظواهر التى تشير إلى عظمة القدماء المصريين فى تحديد تعامد الشمس فى يومى جلوس رمسيس الثانى على العرش 22 أكتوبر، ويوم ميلاده 22 فبراير.
معبد قصر قارون
تم رصد هذه الظاهرة الفلكية فى معبد قصر قارون، بمدينة الفيوم، وفى يوم 21 ديسمبر من كل عام تقام احتفالية كبرى لمشاهدة ورصد الظاهرة الكونية العظيمة التى فيها تتعامد الشمس على قدس الأقداس داخل معبد قصر قارون، ويعد معبد قارون من ضمن آثار الحقبة اليونانية الرومانية، وواحد من أهم الأماكن الأثرية التى تشهد تكرار الظاهرة الفلكية.
معبد دندرة
وامتدت هذه الظاهرة الطبيعية إلى معبد "دندرة" بمحافظة قنا، لتحدث الظاهرة بتعامد الشمس على مقصورة بيت الولادة الإلهية بمعبد دندرة، ومن كل عام يومي4 فبراير، و8 نوفمبر يشاهد مئات السياح تقديس الفراعنة للعلم، بتعامد الشمس فى عيد الإله حورس.
معبد هيبس
وبداخل قدس الأقدس بـ معبد هيبس الأثري، الموجود بـ الوادى الجديد، تسقط أشعة الشمس بشكل عمودى عليه فى يومى الـ 6 من سبتمبر، والـ7 من إبريل، سنوياً، لتظهر دقة الفراعنة فى البناء والتشييد لهذه المعابد المقدسة، وعبقريتهم فى تقديس الألهه والأماكن المقدسة.
تمثال أبو الهول
ولم يكن تشييد تمثال أبوالهول ناحية الشرق هو محض صدفة، بل أراد المصرى القديم أن يضبط التعرف على باقى فصول السنة، ليكن بمثابة تنبيه لبداية فصلى الربيع والخريف، حينما تحدث الظاهرة الكونية بتعامد الشمس على تمثال أبوالهول فى يومى 21 مارس، و23 سبتمبر من كل عام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة