قائمة طويلة من وقائع الاختطاف الوهمى أحدثت جدلًا مؤخرًا، حيث شهدت منصات التواصل الاجتماعى مؤخرًا قصص واهية اختلقها البعض لأسباب متعددة، لكن الأجهزة الأمنية كشفت حقيقتها سريعًا واتخذت الإجراءات القانونية تجاهها، منعا لبث الفزع في نفوس المواطنين.
آخر هذه الحوادث المزعومة، ما تم تداوله حول شروع امرأة في خطف أطفالًا بمدينة نصر، وهو الأمر غير الصحيح، ووقائع أخرى مثل فتاة الميرغنى التى اختلقت قصة محاولة اختطافها بمصر الجديدة لاستجداء التعاطف، وآخر فى منطقة أوسيم بالجيزة اختلق واقعة خطفه ليتهم خصومًا، ونستعرض فى التقرير التالى أبرز هذه الجرائم.
شقيقتان وراء شائعات اختطاف الأطفال من محلات تجارية بالقاهرة
قبل أيام، تدُاولت صفحات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورة لإحدى السيدات، والزعم بقيامها بخطف الأطفال من داخل المحلات التجارية في مدينة نصر، لكن أجهزة الأمن والنيابة العامة كشفت حقيقة المنشور، واتضح أن هذه السيدة تم التشهير بها بما لم ترتكبه، وتصويرها من غير علمها.
وكشفت أجهزة الوزارة ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة مدينة نصر أول بمديرية أمن القاهرة، من إحدى المواطنات بتضررها من سيدة قامت بنشر صورتها على فيسبوك أثناء تواجدها داخل أحد المحال التجارية الكائنة بدائرة القسم، والإدعاء بأنها تقوم بخطف الأطفال من داخل المحلات التجارية.
التحريات كشفت قيام إحدى السيدات مقيمة بدائرة قسم شرطة القطامية وبصحبتها شقيقتها مقيمة بذات العنوان بتصوير (المبلغة) حال تواجدها داخل المحل، وهى من قامت بنشر الصورة على مواقع التواصل.
وعقب تقنين الإجراءات، أمكن ضبطهما لادعائهما على إحدى المواطنات بدون سند ونشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة وعللا قيامهما بذلك لتشككهما فى المجنى عليها.
وقررت "النيابة العامة" حجز المتهمتين لحين ورود تحريات "قطاع الأمن الوطني" حول الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات.
فتاة الميرغنى.. زعمت محاولة تعرضها للخطف لاستجداء التعاطف
واقعة أخرى لفتاة كتبت مؤخرًا منشورًا ادعت فيه محاولة اختطافها بشارع الميرغنى بمصر الجديدة، ما أحدث جدلاً على السوشيال ميديا، بعد انتشار البوست بشكل كبير.
لكن أجهزة الأمن كشفت كذب ادعاء الفتاة التي تبلغ من العمر 22 سنة والمقيمة بشارع أحمد خليل بمنطقة جسر السويس بالزيتون، وبمراجعة الكاميرات بالمنطقة محل الواقعة، تبين عدم صحة ما ادعته، وباستدعاء الفتاة التى تدعى إيمان، اعترفت أن بوست تعرضها للخطف، اقتبسته من جروب خاص بالفتيات، وقالت إنها تمر بحالة نفسية سيئة بعد 3 أشهر على وفاة والدها، وبُعد أصحابها وأقاربها عنها.
وبررت الفتاة نشرها البوست لاستجداء تعاطف المحيطين بها، فاعتقدت أن متابعته ستقتصر على أصدقائها لكنها عندما استيقظت فوجئت بزيادة عدد المتابعين لها ولـ"البوست"، وتم اتخاذ اللازم قانونيًا ضدها نحو البلاغ الكاذب.
خطيب فتاة وراء شائعة محاولة اختطافها
واقعة أخرى حدثت مؤخرًا حول تعرض فتاة للاختطاف بالقاهرة، لكن بالفحص تبين إن خطيب الفتاة كان وراء كتابة "البوست" بعدما أبلغته خطيبته بشعورها بشخص يسير خلفها لكن تبين عدم صحة راويتها.
وزعم شاب تعرض خطيبته لمحاولة اختطاف عبر السوشيال ميديا، وتبين عدم صحة الواقعة، حيث كشفت أجهزة الأمن حقيقة تداول منشور على موقع فيس بوك يتضمن الزعم بمحاولة اختطاف فتاة بالقاهرة، عن طريق قيام أحد الأشخاص بملاحقة إحدى الفتيات ومحاولة اختطافها، ووضع صورة له بالمنشور حال سيرهما بدائرة قسم شرطة المرج بالقاهرة.
باستدعاء الفتاة أنكرت تعرضها لأى محاولات خطف أو مضايقة من قِبل الشخص الظاهر بتلك الصور، وأضافت بقيامها بإخبار "خطيبها" بشعورها بقيام أحد الأشخاص بتتبعها خوفاً من الإيذاء، إلا أنها فوجئت بقيام خطيبها بنشر الواقعة على موقع التواصل الاجتماعى على خلاف الحقيقة، وتم استدعاء خطيبها وسؤاله أيد ما سبق، وأضاف بتحصله على الصور من أحد المحال التجارية بمحل الواقعة وقيامه بنشرها خشية من تعرض ذلك الشخص للفتيات بالمنطقة سكنهم، وتم التوصل لذلك الشخص الموضح بالصور وتبين أنه "عامل ومقيم بالجيزة، وباستدعائه اعترف بأنه المتواجد بالصور، ونفى قيامه بأى أفعال تضر بالفتاة، ولم يعلل سبباً لإدعائهما عليه بذلك.
فى أوسيم.. شاب ادعى خطفه ليتهم خصومه
تلقى مركز شرطة أوسيم، بلاغا يفيد تعرض شاب للخطف على يد 5 أشخاص أثناء سيره بالشارع، وإطلاقهم أعيرة نارية في الهواء، وعقب مرور عدة ساعات على الواقعة، حضر الشاب إلى مركز الشرطة، وادعى أن الجناة أخلوا سبيله، ووجه اتهاما لـ 3 أشخاص بارتكاب الواقعة.
لكن التحريات كشفت كذب رواية الشاب؛ إذ اختلق شاب بمنطقة أوسيم بالجيزة واقعة اختطافه، بعد الاستعانة بـ5 أشخاص من أفراد عائلته، والاتفاق معهم على خطفه، أثناء سيره بالشارع، وإطلاق أعيرة نارية في الهواء، وتوجيه اتهام لـ 3 أشخاص للانتقام منهم بسبب خلافات مالية، وألقى رجال المباحث القبض على المتهم، وباشرت النيابة التحقيق.
وهناك الكثير من "البوستات الكاذبة" التى سببت حالة بلبلة الفترة الماضية، مثلما حدث في قصة "فتاة الإسكندرية"، التى قد هربت من منزلها بسبب المعاملة السيئة التي كانت تلقاها من والدتها ووالدها والذين كانا يعتديان بالضرب عليها، وغيرها من القصص التى كشف الأمن حقيقتها.
رسالة النيابة العامة لمروجى الشائعات
وفى إطار التحقيقات التى نفت ما تم تداوله حول شروع امرأة في خطف أطفالًا بمدينة نصر، أكدت "النيابة العامة" تصديها بحزم لمثل هذه الصور من الشائعات والأخبار الكاذبة ومروجيها، التى كثر تداولها فى مناخ افتراضى خالٍ من الرقابة، مليء بما يكدر صفو الناس وأمنهم وسلامهم ويُلقي الرعب والفزع في نفوسهم، دون تثبت أو تحقق مما يتم تداوله.
وتحذر "النيابة العامة" أيضًا من صور هذه الإشاعات والأخبار التي يتم تداولها، ما بين مذاع عمدًا لأغراض إجرامية، أو بدعوى توعية أو تحذير غير مكترث صادر عن غير أهل الاختصاص، يضر ولا ينفع، ويُفزع ولا يُؤمِّن، مؤكدة ضرورة إحالة كل ما يثير الشبهات في نفوس الناس من وقائع إلى المؤسسات العامة الرسمية المختصة بتحقيقها وكشف ما وراءها وعلى رأسها "النيابة العامة"، وعدم الاندفاع إلى أفعال تشكل في حد ذاتها جرائم معاقب عليها قانونًا.
