قبل 25 يناير 2011 كانت الأحزاب والكيانات المعارضة تتودد للمصريين، وتتخذ خطابًا ناعمًا لاستمالة الناس، ومحاولة إقناعهم بأفكارهم، وبعد 25 يناير ظهرت حركات وائتلافات، وتشكلت نخب جديدة، لا تجيد قراءة الواقع المصرى، وتجهل خريطة التركيبة السكانية، وعادات وتقاليد المصريين، فدشنوا خطابًا وقحًا وشتام وبذاءات، وتصادم بعنف مع قيم وتقاليد الشعب المصرى، فكان الفشل مدويًا، ونفر الشارع من هؤلاء، نفور المؤمن من المعصية.
وصار من كان يتحدث بلغة حميمية، مغلفة بالقيم الدينية والأخلاقية، قبل 25 يناير 2011 يتحدث بعدها بلغة جافة، فيها استعلاء وغرور، فى انقلاب جذرى، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية التى أظهرت وجهها القبيح، بكل سفور، يوجهون إهانات هنا ويطلقون تهديدات هناك، لأشخاص وكيانات ومؤسسات، واستفحل الخطاب البذىء والتكفيرى، دينيًا وسياسيًا، فى العام الأسود من تاريخ مصر 2012 فكان الرد قويًا وصارمًا من المصريين عندما طردوا هؤلاء جميعًا من المشهد العام فى 30 يونيو 2013 شر طردة.
ومنذ أكثر من شهر تقريبًا، وتحديدًا بعد 20 سبتمبر الماضى، فوجئ المصريون بحملة شتائم وقحة، من الهاربين خارج البلاد، لا لشىء سوى رفض دعوات هؤلاء للخروج وتخريب بلادهم، وإسقاطها فى وحل الفوضى.
وهل من المنطق أن يصدق المصريون، أعضاء جماعة قال مؤسسها حسن البنا نصا: «أنا لا أنتمى لوطن».. أو ينسوا ما قاله رمز الجماعة الفكرى، المقبور "سيط قطب": و«ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن».. أو ما قاله مهدى عاكف، مرشد الجماعة السابق، عندما أهان مصر قائلا: «طززز فى مصر».. وهل يثق المصريون فى محمد بديع المرشد المحبوس وهو الذى قال: «الجماعة فوق الجميع».
هذه المقولات، تأسيسًا على مشروع وكيان وهمى لجماعة الإخوان الإرهابية، يطلق عليه «أستاذية العالم».. وتعنى السيطرة على العالم بأكمله بعد عملية متدرجة تبدأ بتربية الفرد الإخوانى، ثم الأسرة الإخوانية، ثم المجتمع، يعقبهم، المرحلة الأممية، مع التأكيد على أن تحقيق حلم أستاذية العالم لن يمر إلا من خلال إحياء مشروع الخلافة، وهو ما كان يسعى إليه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قبل أن يندلع فيضان تسونامى 30 يونيو فى مصر ليغرق هذا المشروع الوهمى..!!
نعم، جماعة الإخوان الإرهابية تؤمن بضرورة أن تصير «سيدة الأرض»، وهى الفكرة المستمدة من أدبيات اليهود، بأنهم «شعب الله المختار»، وفى تعريف مبسط لـ«أستاذية العالم» هى عبارة عن سلطة مركزية تدير شؤون العالم وتتحكم فى مدخلاته ومخرجاته!!
وحسن البنا يعترف بوضوح بأن هدف الجماعة تشكيل كيان وهمى يطلق عليه أستاذية العالم فيه الباكستانى، وعضو بجماعة الإخوان، أفضل من المسلم المصرى، وليس عضوًا بالجماعة، ويقول نصًا: إن الإخوان فى كل مكان جماعة واحدة يجمعها النظام الأساسى، وأهدافها تحرير الوطن الإسلامى بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامى وقيام الدولة الإسلامية».. وصارت هذه الرسالة بندًا رئيسيًا من بنود لائحة الجماعة الداخلية!!
وعلى ضوء كل ذلك، نسأل من يتدثر بعباءة جماعة الإخوان الإرهابية، ومن يسير على دربهم، قناعة أو تعاطفا، أو تملقا، إذا كنتم بكل هذه الوقاحة، وأنتم تخاطبون الناس لتعضيد أفكاركم البالية، وتتوددون إليهم لدعمكم، فما البال إذا وصلتم للحكم..؟! الحقيقة أن أقنعة وجوهكم قد سقطت، وتعرت خلال السنوات الماضية، وتحديدا فى 2012.. لذلك اندثرت مصداقيتكم، وتواجدكم فى الشارع، اندثار الديناصورات، ولم يتبق لكم سوى البكاء على اللبن المسكوب، وترويج الأكاذيب ونشر الشائعات، والتشكيك فى كل إنجاز أو قرار..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة