- ابن عباس فارس يسرق أبيه والرجال يخافون من ليلى مراد
- تهديد وانسحاب و خناقة بين أنور وجدى وعقيلة راتب
يجيد الكثيرون من نجوم الفن ما يعرف بخطف الكاميرا أوسرقة الكاميرا ممن حولهم من الفنانين الذين يجمعهم مشهد واحد، فيستطيع أحدهم أن يكون الأبرز والأكثر لفتاً لانتباه المشاهد بأدائه وقدرته على أن يطغى بشخصيته على باقى زملائه، سواء بتصرف أو حركة معينة أو غير ذلك ،وهو ما أطلق عليه السينمائيون مصطلح سرقة الكاميرا.
ولا يستطيع أن يفعل ذلك سوى فنان ذو قدرات وموهبة كبيرة وعلى علم ودراية بفنون التصوير والإضاءة، لذلك أتقن فن سرقة الكاميرا عدد كبير من نجوم الزمن الجميل، خاصة وأن التصويرالسينمائى وقتها لم يكن يعتمد على الخدع أو التقنيات الحديثة كما هو معروف الأن وإنما كان يعتمد بشكل كبير على قدرات وموهبة فريق العمل من فنانين ومصورين ومخرجين.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1953 نشرت المجلة موضوعاً عن الفنانين الذين اشتهروا بسرقة الكاميرا والمواقف التى تعرضوا لها تحت عنوان:" عندما يسرق الممثلون الكاميرا"
وكان من أشهر الفنانين الذين عرفوا وقتها بقدراتهم على سرقة الكاميرا : محسن سرحان وكمال الشناوى وحسين رياض ويحيى شاهين وفاتن حمامة وشادية وهدى سلطان، التى تعلمت فنون سرقة الكاميرا من زوجها وحش الشاشة فريد شوقى الذى برع فى هذا الفن.
خناقة عقيلة راتب وأنور وجدى وقدرات ليلى مراد
وأشارت الكوكب إلى أن أنور وجدى من أشهر الممثلين الذين يعرفون فى الوسط الفنى بسرقة الكاميرا ولذلك كان يعمل له زملائه ألف حساب ويحتاطون جيداً حين يشاركونه أى أفلام أو مشاهد.
ومن بين المواقف التى حدثت بينه وبين الفنانة الكبيرة عقيلة راتب عندما كانا يتشاركان بطولة فيلم " الحياة كفاح" ، حيث كانت عقيلة عرفت عن أساليب وجدى فى سرقة الكاميرا، وكانا يستعدان لتصوير مشهد تثور خلاله فى وجه أنور متحدثة عن كفاح المرأة وقدرتها على أن تفعل ما لايستطيعه الرجل، لاحظت عقيلة راتب أن أنور وجدى يلتفت يميناً ويساراً وينظر للكاميرا بعد أن هيأ المصور الإضاءة استعداداً للتصوير، ليختارلنفسه الوضع المناسب أمام الكاميرا، فقالت عقيلة :"ياأنور بلاش الحركات دى"
وعندما بدأ تصوير المشهد وقف أنور وجدى أمام عقية راتب بطريقة جعلتها تشعر أنه يحاول لفت انتباه الجمهور، فحذرته مرة أخرى دون جدوى، وبعدها توقفت عن التمثيل وأصرت أن يحدد المخرج المكان الذى يقف فيه أنور وأن يلتزم هو بالحدود التى يرسمها المخرج، وبدأ التصوير مرة أخرى ولكن أنورلم يستطع أن يمنع نفسه من الحركة محاولاً كعادته سرقة الكاميرا، فما كان من عقيلة راتب إلا أن غادرت الاستديو، وتعطل العمل يومين حتى وافقت أن تعود بعد أن وعد أنور بعدم سرقة الكاميرا مرة أخرى.
وذكرت الكواكب أن الفنانين اللذين كانوا يؤدون أدوار الفتى الأول فى هذا الوقت لم يكونوا يخون الوقوف أما أى ممثلة سوى ليلى مراد التى كانت تجيد سرقة الكاميرا طوال الوقت،وهو أكثر ما تعلمته من أنور وجدى، بل أنها تفوقت عليه وهو ما ظهر فى العديد من الأفلام التى اشتركت فيها معه وتفوقت عليه فى سرقة الكاميرا.
وأشارت المجلة فى هذا العدد النادر إلى أنه حدث أن عرض مخرج أحد أفلام ليلى مراد ممثلاً مشهوراً للبطولة أمامها ولكنه رفض واعتذر عن الدور، ولما ألح المخرج لمعرفة السبب، قال الفنان المشهور أنه على استعداد لقبول الدور بشرط أن يتم تغيير البطلة واستبدال ليلى مراد بفنانة أخرى لأنها تسرق الكاميرا من كل فنان يقف أمامها، ولكن المخرج استبدل البطل وتمسك بليلى مراد فى بطولة الفيلم.
علقة فاطمة رشدى ليوسف وهبى
وكان الفنان الكبير يوسف وهبى معروفاً أستاذاً فى سرقة الكاميرا من زملائه، وحدث موقف طريق بينه وبين الفنانة فاطمة رشدى أثناء تصوير فيلم " بنات الريف"، وكان أحد المشاهد يتطلب أن تضربه فاطمة رشدى، وخلال البروفات لاحظت فاطمة أنه يحاول سرقة الكاميرا منها فشعرت بالغيظ واغضب ولكنها كتمت غيظها حتى حان وقت تصوير مشهد الضرب، فاندمجت فاطمة رشدى وهجمت على يوسف وهبى وأشبعته ضرباً ولكماً، ولم يستطع يوسف وهبى أن يتكلم أو يعترض أو يدافع عن نفسه خلال التصوير.
وبعدما توقف التصوير قال يوسف وهبى لفاطمة رشدى :" ايه ده، انتى كنتى بتضربى بجد"، واعتذرت فاطمة رشدى بأنها اندمجت فى التمثيل، ولكن يوسف وهبى لم يصدق هذا الادعاء، وقال لها :" مش معقول"، وهنا صاحت فاطمة رشدى :"أيوة مش معقول أسيبك تسرق الكاميرا" وضحك كل فريق العمل وهم يرون يوسف وهبى يتألم من شدة الضرب.
عضة كاريوكا للمليجى
وكان الفنان الكبير محمود المليجى من أبرع الفنانين فى سرقة الكاميرا، وفى أحد الأفلام كانت تشاركه البطولة الفنانة تحية كاريوكا، وكان أحد لمشاهد يقتضى أن تهجم عليه وتعضه فى يده، وكانت كاريوكا أيضا بارعة فى فن سرقة الكاميرا وطوال المشاهد التى جمعتهما كانا يتسابقان أيهما أبرع فى هذه السرقة، وحين جاء موعد تصوير مشهد المعركة بين كاريوكا والمليجى، كان الغيظ تملك من الفنانة الكبيرة فانقضت على المليجى وأطبقت على يده بين أسنانها بشدة وصرخ المليجى صراخاً شديداً من الألم، وبعد انتهاء المشهد ضحكت كاريوكا قائلة:" علشان تبطل تتحدانى وكل ما ايدك توجعك افتكر إنك ماتحاولش تعمل الحركات دى معايا"
صراع العمالقة زكى رستم وأمينة رزق
وكان الفنان الكبير زكى رستم خبير بأساليب سرقة الكاميرا ولكنه لم يكن يلجأ لذلك إلا حين يقف أمام فنان يستخدم هذا الفن، وحدث ذات مرة أن كان يعمل فى أحد الأفلام مع الفنانة الكبيرة أمينة رزق، ولاحظ أنها كانت تحاول ان تسرق منه الكاميرا فى بعض المشاهد، فاضطر أن يلجأ إلى طريقته فى سرقة الكاميرا، فصاحت أمينة رزق قائلة :"جرى ايه ياأستاذ انت جاى تعرج فى حارة المكسحين"، فابتسم زكى رستم وقال لها: " أعمل إيه وأنا شايفك بتبيعى المية فى حارة السقايين"، وردت الفنانة الكبيرة بقبول التحدى وقالت :"وهو كذلك"، وظل عملاقى الفن طوال المشاهد بينهما يتباريان فى القدرة على سرقة الكاميرا.
الابن يسرق أبيه
وكان من المشاهد الطريفة التى حاول فيها الابن سرقة الكاميرا من أبيه مشهد جمع الفنان الكبير عباس فارس بابنه الفنان جمال فارس ، وكان الأب طيباً يكتفى بقدراه الفنية فى التمثيل ويلتزم بما يقوله المخرج ولا يعرف شيئاً عن أساليب سرقة الكاميرا، بينما كان الابن الشاب جمال فارس قرأ وتعلم شيئاً عن فن سرقة الكاميرا، وحاول أن يطبق ذلك لأول مرة فى أحد المشاهد التى جمعته بوالده.
ولاحظ عباس فارس أن ابنه يخالف تعليمات المخرج فنبهه أكثر من مرة دون جدوى، فصاح الأب محاولا تنبيه ابنه بالخط والتعليمات التى قالها المخرج قائلا:" إيه ياولد ده مش تاخد بالك من الميزانسين" ، وكان المخرج قد تضايق من أسلوب جمال فارس وبلغ غضبه ذروته ، فصرخ قائلا:" معلشى ياأستاذ عباس خليه يتعلم فيك سرقة الكاميرا"
واندهش عباس فارس من هذه الكلام وصاح فى ابنه قائلاً :" بقى ياولد أول ما تتعلم السرقة تتعلمها فى أبوك"
المطربة المنتجة لفت الكاميرا بملاية
وذكرت الكواكب واقعة طريفة حدثت فى أحد الاستديوهات بسبب سرقة الكاميرا وذلك عندما أرادت إحدى المطربات أن تنتج فيلماً لحسابها حتى تقوم بدور البطلة لتشبع هوايتها السينمائية، وفى أول أيام التصوير همس المخرج فى أذنها، قائلا :" إوعى الممثل ده يسرق منك الكاميرا"
ولما كانت المطربة المنتجة تجهل المصطلحات السينمائية ظنت أن هذا الممثل الذى أشار عليه المخرج لصاً يسرق كاميرات التصوير، فنادت أحد أقاربها وقلت له :"هات ملاية ولف بيها الكاميرا وخدها البيت بعد ما نخلص تصوير النهردة علشان فى هنا حرامى عاوز يسرقها"
ونفذ قريب المطربة ما قالته ولف الكاميرا بملاءة وحملها للبيت سراً، ولما حان موعد التصوير بحث المخرج والمصور عن الكاميرا فلم يجداها، وظنا أن حادث سرقة وقع فى الاستديو ، وأمر المخرج بإغلاق الأبواب وتفتيش السيارات، ولما عرفت المطربة بالخبر همست فى أذن المخرج قائلة :" انت بتتعب نفسك ليه أنا بعت الكاميرا البيت لغاية الممثل ده ما يمشى"، وهنا لطم المخرج على وجهه، وشرح لها المعنى السينمائى لمصطلح سرقة الكاميرا، ولكن بعد أن تعطل تصوير الفيلم لأكثر من ساعتين حتى أحضروا الكاميرا من منزلها.
مناوشات هند رستم مع المليجى وفاتن حمامة
ومن النجمات اللاتى احترفن وبرعن فى فن سرقة الكاميرا الفنانة الكبيرة هند رستم والتى حكت ابنتها بسنت رضا فى حوار خاص أجريناه معها العديد من المواقف التى جمعتها بعمالقة الفن واستطاعت والدتها أن تسرق منهم الكاميرا.
وقالت ابنة الفنانة هند رستم : «كانت أمى تبتكر وتستطيع أن تخطف العين من أى فنان أمامها وهو مما حدث مع الفنان الكبير محمود المليجى "
وتابعت :"فى فيلم رحمة من السما كان لأمى مشهد مع الفنان محمود المليجى فى المستشفى وكان يحدثها بأن تقنع طفلة بأنها والدتها لأن الطفلة تعانى من صدمة بعد وفاة والدتها، فوجدت والدتى بجوار السرير فازة بها ورد فأخذت منها وردة، وهو يتكلم وظلت تقطع أوراقها ولم يكن هذا مكتوب فى السيناريو ولكن والدتى أتقنت المشهد، فقال المخرج «استوب هايل»
وتكمل الابنة ضاحكة: «بعد المشهد جرى الفنان محمود المليجى وراءها وهى تقول له «حرمت مش هاعمل كدة تانى»، فربت على كتفها وقال لها انتى ممثلة عظيمة لأنها استطاعت أن تسرق منه الكاميرا، وهذه شهادة كبيرة من فنان عملاق»
كما أشارت ابنة هند رستم إلى العديد من المناوشات التى حدثت بين والدتها والفنانة فاتن حمامة أثناء تصوير فيلم لا أنام بسبب قدرة هند على سرقة الكاميرا ، قائلة :"كان المشهد الشهير الذى يجمع والدتى بفاتن حمامة فى الفيلم بمثابة مبارزة فنية وهو المشهد الذى تخبر فيه الابنة زوجة أبيها أنها اكتشفت خيانتها، فتتحدث معها زوجة الأب فى تحد واستفزاز"
وأضافت :"وكان أمى تستطيع سرقة الكاميرا من أى فنان أمامها، وتبتكر وتضيف للسيناريو فأمسكت بحذائها أثناء التحدث مع ابنة زوجها فى الفيلم، فانبهر المخرج وأعجبه المشهد وبعد انتهائه اعترضت فاتن حمامة»
تضحك الابنة وهى تتحدث عن ذكاء والدتها وقوة شخصيتها قائلة : «ماما عملت المشهد واستبدلت حركة رفع الحذاء بنفخ دخان السيجارة فى وجه ابنة الزوج وقالت للمخرج اختاروا أى المشهدين الحذاء أو السيجارة ومش هاعيد تانى، فقرر المخرج اختيار مشهد الحذاء»
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة