أكرم القصاص - علا الشافعي

"التجلى الأعظم" مشروع يعيد الاعتبار لسانت كاترين.. المدينة المقدسة غابت عن الخريطة السياحية لضعف البنية التحتية وعدم وجود استراتيجية ترويج واضحة.. والحكومة تعمل على توسعة المطار وزيادة طاقة الفنادق لخدمة الزوار

الإثنين، 26 أكتوبر 2020 07:00 ص
"التجلى الأعظم" مشروع يعيد الاعتبار لسانت كاترين.. المدينة المقدسة غابت عن الخريطة السياحية لضعف البنية التحتية وعدم وجود استراتيجية ترويج واضحة.. والحكومة تعمل على توسعة المطار وزيادة طاقة الفنادق لخدمة الزوار "التجلى الأعظم" مشروع يعيد الاعتبار لسانت كاترين
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سانت كاترين تلك المدينة المقدسة فى قلب سيناء التى وطأتها أقدام الانبياء والقديسين منذ قديم الازل، والتى تشعر فور وصولك لها بأجواء روحانية لن تجدها إلا هنا، فهنا فقط تجلت الذات الإلهية لتحاور نبى الله موسى، وهنا أقدم دير للعبادة فى العالم، وهنا الطبيعة الساحرة التى تتوافق مع ما شهدته تلك الارض من معجزات.
 
وعلى الرغم من كل المقومات الطبيعية والدينية والبيئية التى تتفرد بها المدينة إلا انها لم تحظى بمكانة تليق بها سياحيا، وهذا لأسباب عديدة فى مقدمتها صعوبة الوصول للمدينة حيث تعانى من عدم وجود طرق سياحية تربطها بالمدن المحيطة فى ظل غياب المطار لاستقبال طيران مباشر وداخلى، مما جعل مكان منعزل فى قلب الصحراء تفكر مرارا قبل زيارته.
 
 
كذلك لايوجد فى سانت كاترين طاقة فندقية كافية لاستقبال السياح والزائرين، فكل ما ستجده من فنادق يمكن حصره على أصابع اليد الواحدة، وبالتالى تم حصر زيارة المدينة فى رحلات اليوم الواحد التى تأتيها من شرم الشيخ أو دهب أو باقى المدن الساحلية المحيطة بها.
 
وبخلاف البنية التحتية غير المؤهلة بالمدينة، فإن الازمة الكبرى التى حالت دون حصول سانت كاترين على نصيبها العادل من السياحة لمصر خلال العقود الماضية فهو عدم وجود استراتيجية واضحة من القائمين على الملف السياحى لكيفية الترويج الصحيح للمدينة، واستغلال ما بها من امكانيات يمكن ان تجذب آلاف الوفود السياحية يوميا.
 
مؤخرا بدا بعض النور فى نهاية النفق، بعد أن اظهر الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتماما خاصا بمشروع "التجلى الأعظم فوق أرض السلام" فى محيط جبلى موسى وسانت كاترين، والذى كلف عدد من الوزراء بسرعة تنفيذه لتعظيم المقومات السياحية العالمية الفريدة التى تتميز بها المنطقة، ولخروج المشروع على نحو يتسق مع تاريخ تلك البقعة المقدسة من أرض مصر.
 
 
توجيهات الرئيس بثت الامل فى عدد من المستثمرين السياحيين المهتمين بمنطقة جنوب سيناء عموما، معتبرين انها ستكون ميلاد جديد للمدينة المقدسة وبداية لوضعها على الطريق الصحيح.
 
وستشمل عملية التطوير كافة المحاور السابقة لتنمية البنية التحتية للمدينة بما يضمن اقامة مشروع سياحى متكامل فى تلك البقعة، وفى مقدمتها خطة تطوير شاملة لمطار سانت كاترين وتوسعته ورفع كفاءة صالة المطار، وتهيئته ليعمل على مدى الـ24 ساعة، على أن يتم التنسيق مع وزارة الاتصالات لتغطية محيط المطار وطريق المطار بخدمات جيدة للتليفون المحمول.
 
بحث اقامة فنادق بحيث تراعى عدم المساس بموقع الوادى المقدس، وكذلك الجزء الرئيسى من المحمية الطبيعية والتأكيد على عدم إقامة أى مبان بهذه المواقع، حفاظا على قدسية وأثرية هذه المواقع، وجارى تطوير منطقة وادى الدير بوضع نظام إضاءة مناسب وإزالة الأعمدة الكهربائية من باب السلسلة حتى مدخل الدير وإنشاء بوابة أمن للحقائب والأفراد وغرفة مراقبة أمنية وكاميرات مراقبة بكافة أنحاء الدير.
 
كذلك هناك أعمال لتطوير دير سانت كاترين المسجل على قائمة التراث العالمى منذ عدة سنوات بالتعاون بين كل الجهات المعنية بالمنطقة، ويجرى حاليا ترميم الجزء الغربى من مكتبة دير سانت كاترين، المكتبة الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها وتضم 4500 مخطوط، إلى جانب ترميم بعض الكنائس داخل الدير مثل كنيسة اسطفانوس ويوحنا ووضع نظام إطفاء تلقائى وتحذير ضد الحريق شامل.
 
 وعملية التطوير خارج أسوار الدير يهدف إلى الحفاظ على حرم الدير طبقًا للقرار رقم 508 لسنة 1997، ويضم أربعة مناطق تشمل جبل موسى وحديقة الدير لتصبح مزارا خاصا لما تتمتع به من أشجار نادرة وثلاثة آبار وثلاثة عيون تاريخية ومنحل عسل ومعصرة زيتون، وكانت ضمن المعايير الذى سجلت منطقة سانت كاترين تراث عالمى باليونسكو 2002.
 
 
ويتم المشروع ايضا دراسة المخاطر البيئية من الزلازل والسيول وكيفية مواجهتها على أن يتم التطوير بالحفاظ على الطبيعة البدوية للمكان ورعاية مصالح أهل المنطقة، كما سيشمل التطوير توفير سيارات كهربائية صغيرة جولف لنقل الزوار من منطقة انتظار السيارات إلى الدير إلى جانب وجود طريق للمشاة وطريق للجمال كوسيلة انتقال إلى الدير والدخول إلى المنطقة عبر أبواب منزلقة وليست كهربائية.
 
وسيتم إقامة بازارات لبيع المنتجات السيناوية والأعشاب الطبية وتوفير لافتات إرشادية وسلال قمامة وعمال نظافة بالموقع مع عدم السماح بإنشاء مقاهى الموقع ويمكن السماح للقرية البدوية بممارسة هذا النشاط داخل القرية.
 
 سيتم أيضا تركيب كاميرات حرارية أعلى قمم الجبال وربطها بالأكمنة لكشف حركة الأجسام عن بعد وتطوير أماكن الجذب السياحية حول الدير وتطوير طريق وادى حبران دير سانت كاترين وهو طريق تاريخى حيث عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادى المقدس، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين
 
كذلك جارى التنسيق بين محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فوده ووزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة لبدء العمل بمسجد التجلى بمدينة التجلى الأعظم بسانت كاترين، حيث تم عمل الجسات تمهيدًا لانطلاق العمل فى المسجد، حيث خصصت وزارة الأوقاف ومحافظة جنوب سيناء مبلغ 30 مليون جنيه مناصفة بينهما لإتمام هذا الصرح بمدينة سانت كاترين.
 
ولكن تبقى الخطوة الاهم فى صياغة استراتيجة موحده للتسويق لتلك المدينة بشكل مختلف عما جرت عليه الامور فى السابق، لضمان وضعها فى مكانها الصحيح على الخريطة السياحية.
 
 وهو ما اكد عليه عاطف عبداللطيف أحد مستثمرى جنوب سيناء، مشيرا إلى أن مدينة سانت كاترين مليئة بالأماكن الطبيعة الخلابة التى يجب أن يتم الترويج لها عالميا لأنها قادرة على جلب سياح أكثر من أى مدينة سياحية، فهى مليئة بالمقاصد السياحية والدينية التى لا يوجد لها مثيل حول العالم بأكمله مثل دير سانت كاترين وجبل سانت كاترين وجبل موسى والمكان الوحيد بالعالم الذى تجلى فيه الله سبحانه وتعالى بنوره على سيدنا موسى عليه السلام وتتميز كاترين أيضا بوجود نباتات طبية لا يوجد لها مثيل بالعالم وكذلك وديان رائعة وبها رحلات سفارى ومناظر طبيعية.
 
وأشار إلى أنه مع توسعة المطار وتأهيله لاستقبال رحلات الطيران من مصر والعالم وكذلك ما يتم من بنية تحتية من طرق ومستشفيات وتطوير منطقىة وادى الراحة التاريخى سيجعل سانت كاترين قبلة السياحة الدينية والثقافية والعلاجية والاستشفائية من مختلف دول العالم وتسلق الجبال.
 
وأوضح أنه من الممكن عمل برامج سياحية جديدة تشمل السياحة الثقافية والدينية والشاطئية وتسلق الجبال تجمع مدن دهب وطابا ونويبع وشرم الشيخ مع سانت كاترين فى برامج مختلفة.
 
وأكد عبد اللطيف أنه مع توجه الدولة لتنمية سانت كاترين سيتم فتح شهية المستثمرين لاقامة المشروعات السياحية والفندقية بالمدينة الواعدة ولابد من وضع خريطة استثمارية محددة المعالم وبها الاماكن التى سيتم عليها انشاء مشروعات ونوعية الانشطة التى تحتاجها المدينة.
 
ونوه عبد اللطيف إلى أنه يمكن استغلال مدينة سانت كاترين فى السياحة العلاجية لما تتمتع به من جو معتدل ونظيف ونقى، نظرا لارتفاعها عن سطح البحر هذا بخلاف تمتعها بنباتات طبية وعشبية نادرة وتكثر بها ينابيع المياه والزراعات المثمرة، كما توجد بعض آبار المياه ذات الأهمية التاريخية مثل بئر الزيتونة وبئر هارون.
 
ونوه عبداللطيف بضرورة عقد مؤتمر موسع بمدينة سانت كاترين برعاية من اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء؛ لطرح الفرص الاستثمارية والسياحية أمام المستثمرين بما يتناسب مع مدينة سانت كاترين على أنها محمية طبيعية، من خلال قيام الحكومة بطرح الفرص الاستثمارية السياحية بالمدينة والبيئية والاستشفائية والعلاجية وأيضا السياحة الدينية، مؤكدا أنه لا يوجد بسانت كاترين سوى 4 فنادق، والتى يجب التوسع فى إنشاءها.
 
وأشار إلى أنه إذا أحسنا استغلال مدينة سانت كاترين فيمكنها وحدها أن تسهم بدخل سياحى يماثل ضعف ما تحققه السياحة المصرية مجتمعة؛ فهذه المدينة مقدسة ويجب أن يكون تسويقها على أساس ما تملكه من تفرد دينى يجعل الملايين حول العالم يرغبون فى زيارتها.
 
ونوه بضرورة التسويق لسانت كاترين أيضا على أنها مسجلة ضمن المحميات الطبيعية بالتراث العالمى بمنظمة اليونسكو، وهذه نقطة غائبة عن برامج التسويق للمدينة رغم أهميتها.
 
وعن نوعية السياحة التى تزور سانت كاترين حاليا، قال إنها من نوعية عشاق زيارة الأماكن المقدسة، خاصة أن سانت كاترين مقدسة فى الأديان السماوية الثلاث؛ ما يزيد من نسب الإقبال عليها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة