يواجه العاملون فى صناعة الطيران تحديًا كبيرًا أثناء تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث يميل كثير من المسافرين الآن إلى التقليل من لمس الأسطح لتجنب الإصابة بالفيروس التاجى، لذا تعمل شركات الطيران على تغيير ذلك فى المستقبل القريب من أجل توفير الراحة اللازمة للركاب.
ويشتمل "السفر دون لمس" على مجموعة كبيرة من التغييرات فى البيئة حولنا، مثل إفراغ المرحاض فى حمامات الطائرات دون استخدام اليدين، إلى بوابات المسح الآلى، والتحكم بنظام الترفيه على الطائرة عبر الجهاز اللوحى أو الهاتف، وغيرها من الأدوات والأجهزة التى تعتمد على اللمس.
من جهته، أشار دانيال بارون، الذى يدير استوديو "LIFT Aero Design" لتصميم مقصورات الطائرات، إلى أن الحمامات فى المقصورات من المناطق الواعدة لإجراء تغييرات عليها، موضحًا أنه: "حتى قبل فيروس كورونا، تردد العديد من الركاب من استخدام المراحيض بسبب صورتها السلبية، وبعبارة أخرى، الاضطرار إلى لمس الأسطح المتسخة، والآن، يشهد القطاع تحسينات تدريجية على مدار العقد الماضى، والتى تتجسد فى صنابير المياه دون لمس على سبيل المثال".
ويقول تقرير نشرته شبكة "CNN" الإخبارية، إنه بسبب وجود العديد من لوائح السلامة، يمكن أن تكون إضافة ميزات جديدة إلى المقصورات أمراً معقداً، وأنه لحسن الحظ، أصبحت بعض هذه الأعمال فى طور التنفيذ.
وتُعد "Independent Aircraft Modifier Alliance" مجموعة من الشركات التى تطبق هذه الأنواع من التطبيقات من أجل شركات الطيران، كما كانت تضغط منذ عدة أعوام من أجل تنسيق وتوضيح اللوائح الوطنية المختلفة.
بدورها، أكدت المديرة الإدارية لـ"IAMA "، نيكول نواك، أن "التكنولوجيا جاهزة"، وقالت: "قبل كوفيد-19، كان عائد الاستثمار هو التحدى الرئيسى.. ولكن، فى ظل الوضع الطبيعى الجديد، قد تصبح تلك التكنولوجيا حاسمة لإعادة ثقة الركاب فى السفر الجوى مرة أخرى".
وفى المطارات، أصبحت التقنيات التى تعمل دون لمس تتطور، وقال كبير مسئولى الإبداع فى شركة "Tangerine" للاستشارات التصميمة فى لندن، مات راوند: "كانت المطارات أسرع فى تبنى السفر بدون اللمس مقارنةً بكابينات الطائرات"، مضيفاً أننا "نشهد بالفعل إجراءات أمان دون لمس، وأصبحت المزيد والمزيد من العمليات تنتقل من البنية التحتية للمطارات إلى العالم الرقمى، وهى بالتالى تقلل من نقاط الاتصال فى المطار".
ويقول التقرير "عند تطبيق هذه التكنولوجيا، فهى سترافقك عبر نطاق واسع من رحلتك"، وكانت عملية الصعود على متن الطائرة بدون لمس موجودة منذ فترة، ومع ذلك، كانت عملية تحديث هذه الأنظمة من أجل توفير عملية صعود متباعدة جسدياً فى ظل جائحة "كوفيد-19" معقدة فى بعض الأماكن.
وأضاف "سواءً كان الأمر بسبب لوائح محلية، أو مجرد حقيقة أن معظم تكنولوجيا المعلومات الخاصة بشركات الطيران تقتضى جعل العديد من الأنظمة القديمة تعمل معاً، تكون أى تقنية جديدة معقدة عند تقديمها".
وفى السياق ذاته، كشف متحدث من شركة "لوفتهانزا" عن إطلاق خدمة ذاتية تُستخدم فى الحالات النادرة التى يتم فيها التأخر فى تسليم الحقائب، وخلالها، ترسل شركة الطيران رسالة نصية إلى المسافر لإعلامه بأن التسليم قد تأخر.
وقال المتحدث، إن "الخدمة توفر الوقت.. والآن باستخدام الخدمة الذاتية الجديدة للإبلاغ عن الحقيبة المتأخرة وإعطاء تعليمات لشركة الطيران بمكان تسليمها، يُمنح (الركاب) وسيلة لمغادرة المطار دون المزيد من الانتظار"، كما قالت شركة الطيران إنها تعمل أيضاً على تطوير خيارات للخدمة الذاتية بدون لمس للرحلات المؤجلة، أو الملغاة، وتتضمن الخدمة إصدار قسيمة ضمان تلقائياً، واستخدام بطاقة الصعود الرقمية إلى الطائرة كقسيمة وجبات فى المطار على سبيل المثال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة