أشارت دراسة أعدها المرصد المصرى، فى دراسة عن "دلالة احتدام المنافسة الانتخابية فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية"، إلى أن عام 2020 شهد بزوغ تحديات وتهديدات جمة للدولة المصرية مثل تفشى وباء فيروس كورونا الذى ضاعف ما تواجهه الدولة المصرية من تحديات داخلية وخارجية بمسرح مجالها الحيوي"
ولفتت الدراسة إلى أن الدولة المصرية، التى كانت فى الربع الثانى من العام على موعد مع استحقاقاتها الانتخابية التشريعية بمجلسين للتشريع (النواب + الشيوخ)، بدأت فى تأسيس استحقاقاتها الانتخابية فى أغسطس الماضى، حيث كان بداية الاقتراع لمجلس الشيوخ الذى أُقِر وجوده فى التعديلات الدستورية لعام 2019، ضمن صلاحيات ومهام محددة مثل: (مناقشة اقتراحات تعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور، مناقشة مشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، إقرار معاهدات الصلح والتحالف وجميع المعاهدات التى تتعلق بحقوق السيادة،مناقشة مشروعات القوانين ومشروعات القوانين المكملة للدستور التى تحال إليه من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب، مناقشة ما يحيله رئيس الجمهورية إلى المجلس من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة أو بسياستها فى الشئون العربية أو الخارجية).
وأضافت الدراسة التى أعدها عمرو حسنى، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه جاء الدور على الاستحقاق النيابى الأخير، والمكمل لاستحقاق مجلس الشيوخ، وهى الانتخابات البرلمانية لتجديد الدماء فى الحياة السياسية والنيابية التى تضرب فى جذور تاريخ الدولة المصرية المعاصرة، وبدأت فى الرابع والعشرين من أكتوبر الجارى الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية فى 14 محافظة هى (الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الوادى الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، ومطروح)، ومخصص لها 284 مقعدا، 142 بالنظام الفردي، و142 بنظام القائمة، ويتنافس فيها 2163 مرشحا بينهم 1879 مرشحا فرديا و284 بالقائمة بينهم 1416 مرشحا مستقلا و747 مرشحا حزبيا بينهم 348 امرأة.
ويختار الناخبون فى النظام الفردي، 143 نائبا من بين 1879 مرشحا بـ 71 دائرة، بواقع 25 نائبًا من 12 دائرة بالجيزة، 10 نواب من 4 دوائر بالفيوم، 8 نواب من 4 دوائر ببنى سويف، 16 نائبًا من 6 دوائر بالمنيا، 12 مقعدًا من 4 دوائر بأسيوط، نائبان من دائرتين بالوادى الجديد، 14 نائبًا من 8 دوائر بسوهاج، 9 نواب من 4 مقاعد بقنا، 3 نواب من 3 دوائر بالأقصر، و5 نواب من 4 دوائر بأسوان، 3 نواب من 3 دوائر بالبحر الأحمر، 16 نائبًا من 6 دوائر بالإسكندرية، 18 نائبًا من 9 دوائر بالبحيرة، ونائبين من دائرتين بمطروح.
وأشارت الدراسة إلى أن الجولة الأولى شهدت منافسة شرسة بالصعيد بين القائمة الوطنية "من أجل مصر"، و"نداء مصر"، وذلك لحصد المقاعد الـ100 الموجودة بدائرة قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، والتى تضم محافظات الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الوادى الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر.
كما ذكرت أن الصعيد شهد منافسة كبيرة بين المرشحين بالنظام الفردي، حيث أعلن رؤساء اللجان العامة المشرفة على انتخابات مجلس النواب بمحافظة سوهاج، النتائج غير النهائية لعمليات فرز الأصوات فى دوائر المحافظة الانتخابية الثمانية (قبل إضافة أصوات الناخبين بالخارج)، وجاءت بعض النتائج الأولية للانتخابية التى جرت بين 199 مرشحا على مستوى المحافظة، من بينهم 19 مرشحا لحزب مستقبل وطن على 14 مقعدا للفردى كالتالى:
فى الدائرة الأولى، ومقرها مركز سوهاج، والتى تضم مركز ومدينة سوهاج ومركز جزيرة شندويل وقسم حى الكوثر، وتنافس فيها 22 مرشحا على "مقعدين"، أظهرت نتائج عمليات الفرز تقدم المرشحين: حاتم مبارك "مستقل"، ومحمد فقير "حزب مستقبل وطن"، وحازم حمادى "حزب مصر الحديثة"، وأحمد عواجه "مستقل".
وفى الدائرة الثانية ومقرها مركز أخميم، وتضم مركزى أخميم وساقلتة، وتنافس فيها 26 مرشحا على "مقعدين"، أظهرت نتائج عمليات الفرز تقدم المرشحين: زكريا حسان (حزب مستقبل وطن)، وأحمد محمود العمدة "مستقل"، وعفيفى حافظ الشريف "مستقل"، ومحمد لبيب "حزب مستقبل وطن"، كما تقدمت قائمة التحالف الوطنى "من أجل مصر" على قائمة "نداء مصر"، فى نسب التصويت بجميع الدوائر الانتخابية بالمحافظة.
اأا فى محافظة الجيزة التى تصدرت إقبال الناخبين، كشف البيان الإحصائى للجنة الفرعية رقم 12 بدائرة الطالبية والعمرانية بمحافظة الجيزة، المقامة بمدرسة الدكتور أحمد زويل الرسمية للغات المؤشرات الأولية لنتائج فرز الأصوات، فى الانتخابات البرلمانية 2020، والتى أظهرت حصول القائمة الوطنية من أجل مصر على 372 صوتا، بينما حصدت قائمة نداء مصر 90 صوتا مع الوضع فى الاعتبار أن الهيئة الوطنية للانتخابات هى صاحبة الحق الأصيل فى إعلان النتائج النهائية للانتخابات .
وشهدت محافظات قطاع غرب الدلتا التى تضم الإسكندرية والبحيرة ومطروح، إقبالًا ملحوظًا من الناخبين على التصويت فى ثانى أيام انتخابات مجلس النواب، خاصة من السيدات، وشكلت جامعة دمنهور لجانًا من أساتذة الجامعة والطلاب أمام جميع لجان المحافظة لدعوة الناخبين للمشاركة فى الانتخابات من خلال الوجود أمام اللجان، كما شكلت الجامعة برئاسة الدكتور عبيد عبد العاطى صالح، غرفة عمليات مركزية لمتابعة سير العملية الانتخابية.
من جانبه، أكد محافظ البحيرة، اللواء هشام آمنة، أن غرفة العمليات الرئيسية المنعقدة فى مجمع دمنهور الثقافى لم تتلق أى شكاوى أو بلاغات عن مسار العملية الانتخابية، وأن جميع اللجان الانتخابية انتظمت فى موعدها، وتلاحظ تزايد أعداد الناخبين منذ الصباح الباكر، وتوفير وسائل نقل المواطنين للإدلاء بأصواتهم بمعرفة الوحدات المحلية بالمراكز.
وفى مطروح، تزايد الإقبال على التصويت فى جميع اللجان، وشهدت واحة سيوة إقبالا كبيرا على التصويت، خاصة من جانب من السيدات نظرا لوجود مرشحة ضمن القائمة الوطنية من الواحة للمرة الأولى.
ولفتت الدراسة إلى أنه تشير المنافسة المحتدمة فى الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية إلى عدة مؤشرات، وهى زيادة وعى المصريين بالعملية الانتخابية وأهمية مجلس النواب فى تمثيل تطلعاتهم ومصالحهم وآمالهم، الثقة فى مؤسسات الدولة المصرية وخاصة بعد الأداء الكبير للأجهزة الأمنية التى نجحت فى تحجيم الظاهرة الإرهابية وتجفيف منابع الإرهاب وتدعيم مخططات التنمية المستدامة بتوفير الجو الآمن المناسب للمشاريع القومية، ضح دماء جديدة فى الحياة السياسية والنيابية المصرية، لمواكبة التطورات بالداخل والخارج، والمساهمة فى تدعيم مكانة مصر إقليمياً ولاسيما بعدما نشطت السياسة الخارجية المصرية فى عدة دوائر مؤثرة، تعزيز صورة مصر كدولة مؤسسات تحظى بشرعية الأمة المصرية، حيث تخضع الانتخابات بكافة مراحلها لإشراف قضائى داخل اللجان كافة، كما تشارك فى متابعتها بعثة مراقبة دولية مكونة من 7 منظمات مدنية غير حكومية من دول أوربية وأفريقية، إضافة إلى وفد من البرلمان العربي.
وشهدت الجولة الأولى تنسيقاً بين وزارتى الدفاع والداخلية فى تأمين مقرات عمليات الاقتراع وتسيير الدوائر الأمنية والكمائن الثابتة والمتحركة، فضلاً عن توفير كافة الاحتياجات الوقائية للناخبين لإجراء عملية الاقتراع من دون التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا، بينما كان لافتا حالة التنافس والحشد بين مرشحى النظام الفردى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة