لازالت واقعة وفاة "رضيع طوخ" الذى لم يتعد عمره الـ 4 أشهر، والذى تركه والداه وحيدا داخل الشقة لمدة 9 أيام دون ونيس أو طعام أو شراب، ليعانى الأمرين الوحدة لرضيع في عمره، وشدة الجوع الذى أودى بحياته، حديث الشارع المصرى، فهى واقعة غريبة دخلت إلينا لا تمت إلى رحمة أو أمومة، بل عبرت عن جحود تمثل في شكل زوجين، لم يقدرا نعمة الله التى وهبها الخالق إياهم.
السرير الذى شهد وفاة الطفل
واليوم توالت التفاصيل الجديدة للواقعة حيث أمر قاضى المعارضات بمحكمة طوخ الجزئية، بتجديد حبس والدي رضيع طوخ، الذي توفي نتيجة الجوع الشديد؛ إذ تركه والداه مدة 9 أيام بمنزلهما بقرية كفر الفقهاء، مركز طوخ، 15 يوما على ذمة التحقيقات في الواقعة.
الزوجان المتسسبان بوفاة رضيعهما
ووجهت نيابة مركز شرطة طوخ، لوالدى رضيع طوخ الذى توفى نتيجة الجوع الشديد حيث تركه والداه مدة 9 أيام، 4 اتهامات الأولى القتل العمد بدون سبق الإصرار والترصد، والإتهام الثانى التسبب خطأ في موت شخص نتيجة إهمال ورعونة وعدم احترام، والثالث تعريض طفل للخطر، والرابع تعريض طفل للخطر لم يبلغ 7 سنوات بتركة بمكان خالى من الآدميين.
الصالة والفاكهة التى اشتراها والد الطفل فور عودته
فيما أكد صبرى عثمان، مدير خط النجدة بالمجلس القومى للأمومة والطفولة، أن المجلس يتابع قضية وفاة رضيع طوخ بالقليوبية، وأنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحصول الوالدين على عقابهما الرادع جزاء لما قاما به.
باب شقة الزوجين من الخارج
وأضاف "عثمان" فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن المجلس القومى للطفولة حصل على تعهد من جدة رضيع طوخ الذى توفى من الجوع، حتى يتم إيداع حفيدها الآخر مروان "شقيق الرضيع المتوفى" بحضانتها وتحت رعايتها، بدلا من إيداعه بدر رعاية حفاظا على الطفل.
سرير الطفلين
ومن ناحيته، روى "طه ح" الشقيق الأكبر لوالد الرضيع تفاصيل الحياة الزوجية لشقيقه منذ بدايتها ومنذ أن وطأت قدم زوجة شقيقه للمنزل وبدأت الخلافات والمشاكل، فهما متزوجين منذ ما يقرب من 4 سنوات، ولديهما طفلان الأكبر "مروان" عامان، والأصغر "أنس" صاحب الـ 4 أشهر الذى مات من شدة الجوع.
سرير الواقعة للطفل
وأكد "طه" لـ "اليوم السابع"، أنه وأشقاءه الثلاث بما فيهم شقيقه الأصغر "عاطف" والد الرضيع المتوفى، كانوا يدا واحدة فى كل شئ في عملهم ومنزلهم، لكن سرعان ما تغير الحال ما أن وطأت زوجة أخيه الأصغر منزل العائلة، قائلا "كنا شغالين مع بعض وكل حاجة إحنا الأربعة مع بعض، وجهزنا الشقة لأخونا الأصغر علشان نفرح بيه زينا، لكن أخويا وبيتنا مشافش يوم فرح من يوم زوجته ما دخلت البيت".
سرير الواقعة
وتابع، "أول ما دخلت مرات أخويا الأصغر البيت وبدأ أخويا يتجنبنا، حتى كنا مع بعضنا في عملنا بالمحمصات، فتركنا ليذهب بعدها يعمل عاملا بالأجر بمحمصة أخرى، وبدأت تفرق ما بين أخونا وباقى أخواتى، وأجبرته على المكوث بعمله طوال أسبوع ليوفر مصروفات التنقل يوميا ويعطيها لها، مشيرا إلى أنها كانت تحصل على راتبه بالكامل فور عودته وتتحكم هى بمصروفات منزلها وكانت لا تشترى به شيئا وعندما يسألها شقيقى ترد عليه "صرفته".
واستطرد، "يوم الواقعة كانت الخلافات على أنه طلب تسيب له 50 جنيها فكه يذهب بها لعمله، فرفضت وصاحت في وجهه، وتركت المنزل قبل أن يذهب لعمله بدقائق مدعية أنها ستذهب لملئ احتياجات المنزل من المياه من محطة التنقية الموجودة بالقرية، وبناء عليه تحرك شقيقى وترك باب الشقة مفتوحا ظنا منه بأنها ستعود، لكنها توجهت برفقة نجلها الأكبر إلى أسرتها بقرية مجاورة ولم تعد".
غرفة الأطفال بالشقة
وكشفت التحقيقات، أن الزوجين تركا طفلهما الرضيع 9 أيام وحيدا داخل الشقة دون إطعام حتى مات من الجوع وأن الزوجين وصلت الخلافات بينهما لحد العناد، حيث أكدت الزوجة فى أقوالها أن زوجها دائم التعدى عليها بالضرب والتقليل مما تقوم به وكذلك الزوج الذى أكد أن زوجته دائمة الطلبات ودائمة الشكوى من العيشة معه.
ووصل العناد بينهما لدرجة دفعت الزوجة إلى ترك منزل الزوجية واصطحبت معها ابنها الأكبر "مروان" مدعية أنها ستحضر بعض طلبات المنزل إلا أنها توجهت لمنزل أسرتها وتركت الرضيع لزوجها إلا أن الزوج توجه هو الأخر لعمله الذى يمكث به لمدة أسبوع وتركا الطفل وحيدا بالمنزل لمدة تخطت الأسبوع دون طعام ليلقى ربه جوعا.
كانت إحدى قرى مركز طوخ شهدت واقعة مأساوية حيث تركا أب وأم طفلهما الرضيع وحيدا لمدة تخطت الأسبوع بدون اطعام فى منزل الزوجية حتى مات من الجوع.
وتلقى العميد تامر موسى مأمور مركز طوخ بلاغا من "ع ح" عامل باكتشافه وفاة نجله الطفل "أنس" 4 أشهر داخل الشقة سكنه وعدم تواجد زوجته والدة الطفل وتدعى "ا ش ع " 24 عاما ربة منزل، مؤكدا فى بلاغه أنه توجد خلافات مع زوجته وقيامه بالمبيت بمحل عمله لعدة أيام متواصلة على إثر تلك الخلافات ولدى عودته لمسكنه اكتشف وفاة نجله وأتهم زوجته بالإهمال وترك نجلهما دون رعاية والتسبب فى وفاته.
مكان تحلل جثة الطفل على السرير
وانتقل العميد خالد المحمدى رئيس مباحث المديرية، وبالفحص وإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين عدم صحة ما جاء بأقوال المبلغ، وأنه بتاريخ 17 من شهر أكتوبر الجارى حدث خلاف بينه وبين زوجته، قامت على إثرها بالخروج من المنزل وبرفقتها نجلها الطفل الأكبر "مروان" بحجة إحضار بعض المشتريات إلا أنها توجهت لمنزل أهليتها بذات الناحية دون علمه.
وأوضحت تحريات المقدم محمود إسماعيل رئيس مباحث مركز طوخ، أنه لدى تأخرها قام المبلغ بالتوجه لعمله تاركًا نجلهما الطفل المتوفى داخل الشقة بمفرده وباب الشقة مفتوح اعتقادا منه بعودتها عقب الانتهاء من شراء متطلباتها، ولدى عودته من العمل اكتشف وفاة نجله.
بسؤال والدة الطفل المتوفى رددت مضمون ما جاء بالفحص وعللت عدم الاطمئنان عن نجلها خلال تلك الفترة ظنًا منها بتواجد والده برفقته ورعايته بمواجهة المبلغ بما أسفرت عنه التحريات، وأقر بصحتها وتحرر محضر بالواقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة