دعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية فى العالم الإسلامى بعد وصفه بالهجوم على المسلمين من قبل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى استغلال واضح منه للأزمة، بعد محاولة فاشلة منه فى استغلال أزمة اللاجئين الفترة الماضية ضد الاتحاد الأوروبى، حسبما قالت صحيفة "الكونفيدنثيال" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه بعد جنازة أستاذ التاريخ صمويل باتى، الذى اغتيل على يد إرهابى من أصل شيشانى، قدم إيمانويل ماكرون خطته التى طال انتظارها للتعامل مع التطرف فى فرنسا، إلا أن الرئيس التركى سارع فى استغلال الأزمة لإثارة بروبوجاندا كبيرة، خاصة وأن فرنسا أعلنت أن من بين خطتها السيطرة على الأئمة الذين تمولهم جهات أجنبية تدعم الإرهاب فى أوروبا ومنها تركيا.
واعتبرت الصحيفة، أن إهانات أردوغان لماكرون بمثابة البنزين الذى أشعل النار فى العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وتركيا، خاصة وأن فرنسا نددت كثيرا باستخدام الإرهابيين الذين ترسلهم تركيا فى ليبيا أو حتى فى الصراع فى ناجورنو قرة باغ، بين أرمينيا وأذربيجان.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تركيا ترغب فى تعزيز دورها كقوة إقليمية، مع سيناريوهات توسع النفوذ التركى فى البحر المتوسط والذى آثار جدلا واسعا مع اليونان وقبرص، ولذلك انتقدت وكالة "أوروبا بريس" محاولات تركيا لتوسيع نفوذها فى شرق البحر الأبيض المتوسط منذ عدة سنوات، ووجهت الوكالة الأوروبية انتقادا حادا لتركيا وسياستها الخارجية الاستفزازية، وقالت إن التوصل إلى اتفاق دائم بين اليونان وتركيا سيكون صعبا دون حل مشكلة قبرص أولا.
وأشارت الوكالة إلى أن تركيا تتجه نحو العثمانية الجديدة، كما أكد وزير الخارجية اليونانى نيكوس دندياس فى كلمة ألقاها أمام البرلمان، مشيرا إلى أن بلاده لا تتسامح مع الادعاءات المنحرفة، ولا مع التهديدات بالحرب.
وشدد على أن اليونان ستدافع عن حقوقها السيادية بكل الطرق، وأضاف "نسير فى توسيع المياه الإقليمية مع ترسيم حدود الجرف القارى، والمنطقة الاقتصادية الخالصة باتفاقيات صادقة نوقعها مع كل جيراننا باستثناء تركيا التى ترفض الجلوس على طاولة المفاوضات".
ويثير الرئيس التركى رجب طيب أردوغان جدلا واسعا، وغضبا حادا فى أوروبا بسبب طموحاته التوسعية التى تنشر حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة، فى الوقت الذى تعانى تركيا من أزمات كثيرة منها أزمة مالية طاحنة تضرب اقتصاده بقوة، وقالت صحيفة "البوبليكو" الإسبانية إنه منذ "الانقلاب الفاشل فى عام 2016"، نقل الرئيس أردوغان القوات التركية إلى أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط، وذلك ضمن سعيه إلى دور مركزى لتركيا فى المنطقة، وهو موقف يثير رفض دول المنطقة وأوروبا التى ترى فى هذا التوسع تهديدًا لمصالحها.