تسير مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية على قدم وساق لسرعة الانتهاء من تشكيلها، وسط دعوات بضرورة تعاون القوى السياسية لتشكيل حكومة إنقاذ، وفى هذا السياق قال رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، إن الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية التى يعيشها اللبنانيون على وقع اشتداد وطأة الأزمات التى يشهدها لبنان حاليا، تقتضى عملا صادقا من الجميع من أجل الحفاظ على البلاد فى مواجهة التحديات الراهنة وإنقاذها من المخاطر المحدقة بها.
وقال رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، اليوم الأربعاء، إن الحكومة اللبنانية الجديدة "قد ترى النور خلال 4 أو 5 أيام إذا استمرت الأجواء الإيجابية".
ونقل مكتب برى عنه قوله فى بيان إن "الحكومة العتيدة قد تبصر النور فى غضون أربعة أو خمسة أيام إذا ما بقيت الأجواء إيجابية تسير على النحو القائم حاليا".
وأكد برى - فى رسالة وجهها إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، أهمية صون حقوق الإنسان في لبنان بما يصنع الحياة الكريمة بعيدا عن قلق المواطنين على مستقبلهم، لاسيما وأن حب الأوطان من الإيمان.
من جانبه دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، القوى السياسية في لبنان إلى التعاون مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، بما يسهل مهمته في تشكيل حكومة إنقاذية تكون قادرة على إخراج البلاد من الانهيار الاقتصادي الذي يهدد لبنان ويضرب الاستقرار، مشددا على أن أحدا لن يهب لمساعدة اللبنانيين إذا لم يساعدوا أنفسهم في هذه الظروف المصيرية غير المسبوقة.
وقال المفتي دريان ، في رسالة وجهها إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، إن القوى السياسية أمام مسئولية إنقاذ لبنان من براثن الأزمات التي أُغرق فيها، معربا عن ارتياحه للمُناخ الإيجابي السائد حاليا والذي يشير إلى قرب تشكيل حكومة تتألف من فريق عمل متجانس بعيدا عن المناكفات السياسية، وتبدأ بحل مشاكل اللبنانيين المتراكمة.
وأشار إلى أهمية أن تستعيد الحكومة الجديدة عقب تشكيلها، ثقة اللبنانيين عبر إعادة النهوض بلبنان اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا وإنمائيا، بمساعدة ودعم الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، مؤكدا أن اللبنانيين يتطلعون إلى عمل جاد ومخلص وتعاون بناء على صعيد مؤسسات الدولة الشرعية وانطلاقا من التزام أحكام الدستور والقوانين.
وأضاف: "لا نريد بعد الآن أن نسمع خطابات طائفية أو مذهبية أو مناطقية من هنا وهناك، ولا نريد لأي فئة أن تعتبر هذا الموقع حكرا عليها، فالوطن للجميع، وآن للمواطن اللبناني أن يستريح بعد هذه المعاناة الطويلة التي لم يتسبب بها ولم يسع إليها، ولا بد أن يشعر المواطنون أن أُولي الأمر، في المجالين الاقتصادي والسياسي، يحسون بالأزمة، ويسعون لإخراج البلاد والعباد من أهوال هذه الكارثة أو التخفيف منها".
وتابع قائلا: "آن لنا بعد 100 عام من تأسيس لبنان أن نبني وطن العدالة والمساواة والرقي، لجميع أبنائه من دون تمييز أو تفريق بين اللبنانيين الذين يستحقون الحياة والسلام والازدهار والعيش بكرامة وأمن واستقرار".
وأكد المفتي دريان أن لبنان يحتاج إلى "عناية مشددة ليتعافى" وأن هذا الأمر لا يكون إلا بإعادة الثقة التي تُترجم بالإصلاحات الموعودة من الحكومة، والتي يطالب بها الشعب اللبناني والدول الشقيقة والصديقة المتحمسة لرؤية إصلاحات حتى تفي بوعودها في تقديم المساعدات التي يحتاج إليها لبنان للخروج من أزماته.
وقبلها أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية عن إحراز تقدم على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، في ظل أجواء من التفاهم بين رئيس البلاد ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.
وأشارت الرئاسة اللبنانية أن عون والحريري استعرضا مجددا التطورات المتعلقة بملف تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك خلال الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء المكلف إلى قصر بعبدا الجمهوري.
ويعد اللقاء بين الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء المكلف، هو الثالث في غضون 4 أيام لبحث الملف الحكومي المُحاط بتكتم شديد حول تفاصيله سواء في ما يتعلق بشكل الحكومة المنتظرة وعدد أعضائها وآلية توزيع الحقائب الوزارية السيادية والخدمية على الطوائف.