قال الدكتور محمد مختار جمعة، إننا نحتاج إلى روح أكتوبر لمواجهة قوى الشر والإرهاب فى معركة البناء والتنمية، ولعل أهم ما يميز جيل أكتوبر هو التفاف الشعب المصرى حول رئيسه وجيشه وشرطته ومؤسساته الوطنية، كما قالوا حينئذ : "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".
جاء ذلك خلال انطلاق صالون الأوقاف الثقافى بمناقشة قضية من أهم القضايا، وهى: "روح أكتوبر وتعزيز الانتماء الوطنى، بحضور ومشاركة الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والكاتب الصحفى محمود مسلم رئيس تحرير جريدة الوطن، والإعلامى عمرو عبد الحميد، والإعلامى نشأت الديهى، وعدد من الأئمة والواعظات.
وأضاف جمعة:" نحن الآن أيضًا فى تحدٍ إقليمى أخطر بكثير من المرحلة التى كانت بها حرب أكتوبر، لأن الدولة فى حرب وجود مع أهل الشر، فيجب استعادة روح الالتفاف حول رئيس الدولة وجيشها وشرطتها ومؤسساتها الوطنية، لأن هذا أحد أهم دروس حرب أكتوبر المجيدة فلا يمكن لأى إنسان عاقل أن يتطاول على وطنه أو ينال منه أو يسب أهله ووطنه إلا إذا كان مأجورا أو عميلًا، وكما قال الشاعر:
بلادى وإن جارت على عزيزةُ... وأهلى وإن ضنوا على كرامُ
ويقول الشاعر الآخر
قومِى هم قتلوا أُمَيمَ أخى... فَإِذا رميتُ يُصِيبنِى سهمي
فمن رمى أهله بسهم يرتد السهم إليه، ومن يرمى وطنه بسهم يرتد السهم إليه.
ويقول محمد مهدى الجواهرى :
ولقد رأى المستعمِرونَ فرائساً... منَّا، وألفَوْا كلبَ صيدٍ سائبا
فتعهَّدوهُ، فراحَ طوعَ بَنانِهم... يَبْرُونَ أنياباً له ومَخالبا
مستأجَرِينَ يُخرِّبونَ دِيارَهُمْ... ويُكافئونَ على الخرابِ رواتبا
فلا يتطاول على وطنه إلا عميل أو خسيس، لا أصل له ولا معدن له، لأن حق الأوطان على الناس حق كبير.
وأكد وزير الأوقاف أنه سيتم إطلاق منتديين الأول: هذا الصالون الثقافى وسيكون لقاء شهريًا ثابتا بإذن الله تعالى، والثانى : هو منتدى الحوار الثقافى، لافتا إلى أنه رغم اختلاف مشاربنا الثقافية، إلا أننا نعمل معا على أرضية وطنية خالصة ؛ نقبل الرأى والرأى الآخر، والذى يجمعنا جميعًا هو مصلحة الوطن.
وتابع جمعة: "استطعنا بفضل الله تعالى من خلال هذه النخبة المحترمة من مثقفين وإعلاميين وكُتاب أن نكسر حاجز التقابلية الذى ساد طويلًا بين رجال الإعلام والفكر والثقافة والأدباء والسياسيين وبين بعض المنتسبين إلى العمل الدينى فى الوعظ أو الخطابة، لكن استطعنا الآن أن نعمل معًا على كسر هذه النظرة المتوجسة، من خلال الدفع بالشباب إلى تولى مناصب قيادية، ومن خلال الاستزادة من العلوم؛ حيث حصل عدد كبير منهم على الدكتوراه فى اللغات الأجنبية وفى مجال الدراسات الحديثة كعلم النفس وعلم الاجتماع، والكثير من الدورات التدريبية حتى نقضى على مسألة ضيق الأفق الثقافي"
وفى كلمته بين الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة أن حرب أكتوبر المقدسة والمجيدة غيرت المفاهيم بالكامل وأعادت لكل العرب والمسلمين العزة والمجد والكرامة فى كل أنحاء العالم، وأنه لا تعارض بين الدولة الوطنية والدين، مؤكدًا أن تغيير المفاهيم المغلوطة عند الغرب عن الإسلام والمسلمين، واجب من واجبات العصر، وهو ما تقوم به وزارة الأوقاف من خلال السلاسل التى تصدرها باللغات المختلفة ومنها سلسلة رؤية باللغة العربية واللغات الأجنبية التى تُعد من أحدث الإصدارات فى مجال الفكر المستنير، مشيدًا بجهود الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واصفه بأنه دائم النشاط وصاحب مبادرات خلاقة وبناءة، وأن فكرة الصالون الثقافى فكرة شديدة الروعة ؛ لاسيما موضوعها "روح أكتوبر وتعزيز الانتماء الوطني".
وفى كلمته أشار الكاتب الصحفى محمود مسلم إلى أن قضية بناء الوعى السليم من أهم القضايا فى المرحلة الراهنة، ومسئولية كبيرة يصعب أن تتحملها جهة واحدة، وإنما ينبغى أن تتكاتف جميع المؤسسات لتحقيق هذا الهدف السامى، فالتأثير والإقناع وتغيير السلوك من خلال الاتصال المباشر مهمة سامية من مهمات وزارة الأوقاف، تقوم بها الوزارة على أكمل وجه، مشيدًا بأفكار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف البناءة التى أسهمت فى إحكام وزارة الأوقاف سيطرتها على المساجد، حيث كانت الجماعات الإرهابية تستخدم المنابر لأغراضهم الخبيثة وتطويع الدين لتحقيق مآربهم، وقد أساءوا إلى الإسلام بتصرفاتهم وسلوكهم.
وفى كلمته أشاد الإعلامى نشأت الديهى بالدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذى يصدع بالحق دائمًا ولا يخشى فى الله لومة لائم، مؤكدًا أن هذا الوقت الذى تحيا فيه مصر هو وقت العمل والانتاج، والمتأمل يرى بعين الحقيقة هذا الكم الهائل من المشروعات التى يتم افتتاحها تباعًا دون توقف، مما أعاد لمصر دورها الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط.
وأشار الديهى إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية تحمل فكر الخوارج وهى جماعة مارقة خرجت بالدين عن جادته، وأن هذه الندوات والصالونات التى تتبناها وزارة الأوقاف هى طريق التنوير الحقيقى وتكشف زيف هذه الجماعة وفساد منهجها.
وفى كلمته أكد الإعلامى عمرو عبد الحميد أن حرب أكتوبر كانت بمثابة المصل الذى كانت تحتاجه العرب لحماية هويتها العربية بعد فقدها نتيجة هزيمة حرب 1967م، مشيرًا إلى أنه من واجبنا أن نرسخ الفخر بهذا النصر ؛ لأنه هو الذى يحصن الأجيال القادمة من فقدان الهوية، وأن بعض دول العالم تجعل يومًا للاحتفال بجيشها وقواتها الباسلة لما قدموه فى ذلك اليوم من تضحيات باسلة فى سبيل رفعة الوطن
وأشاد عبد الحميد، بفكرة الصالون الثقافى الذى تقيمه وزارة الأوقاف، متمنيًا تكرار هذا الصالون الثقافى لأننا فى أمس الحاجة إلى مثل هذه الصالونات الفكرية، لأن ما يتم طرحه فيها من أسباب رفع الوعى لدى المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة