ظهر مشهد سريالي خلال فوز آرسنال على رابيد فيينا في الدوري الأوروبي مساء الخميس الماضي، حيث نشر النجم الألماني مسعود أوزيل تغريدة بعد المباراة التي لم يتمكن من اللعب فيها بعد أن فشل حتى في الدخول لقائمة الجانرز للمنافسة الأوروبية، وقال أوزيل فى رسالة عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، "هذه رسالة يصعب إرسالها إلى جماهير أرسنال التى لعبت لها على مدار السنوات القليلة الماضية، أشعر بخيبة أمل شديدة حقًا من حقيقة أننى لم أسجل فى الدورى الإنجليزى الممتاز فى الوقت الحالى"، وتابع النجم الألمانى "عند توقيع عقدى الجديد فى 2018، تعهدت بالولاء للنادى الذى أحبه، أرسنال ، ويحزنني أن هذا لم يتم الرد عليه بالمثل، كما اكتشفت للتو، من الصعب الحصول على الولاء في الوقت الحاضر"، وأكمل جناح أرسنال "لقد حاولت دائمًا أن أبقى إيجابيًا من أسبوع لآخر أنه ربما تكون هناك فرصة للعودة إلى الفريق قريبًا مرة أخرى، لهذا السبب التزمت الصمت حتى الآن".
إذا كان هناك أي شيء يمكن أن يلخص الحالة العبثية لكرة القدم الحديثة فهو هذا الحال، أصبح مسعود أوزيل مدير وسائل التواصل الاجتماعي الأعلى أجراً في العالم حيث قام بالتغريد المباشر على فوز آرسنال على رابيد فيينا في الدوري الأوروبي، وهي مباراة ومنافسة لا يستطيع اللعب فيها بعد أن فشل حتى في دخول القائمة.
ماذا حدث لأفضل صانع ألعاب في العالم؟!
كان من المضحك بلا شك أن نرى أحد أعظم المواهب في كرة القدم على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، يتحول إلى إصدار استطلاعات الرأي على حسابه بموقع "تويتر" لمعرفة أي من زملائه هو رجل المباراة، وهو ما يلخص إهدار الأموال وكذلك المواهب في كرة القدم في 2020، للاعب مبدع يتقاضى 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا يجلس على تويتر طوال المساء بدلاً من المساهمة في الملعب.
بعد أن أصدر بيانًا جادًا على "تويتر" يوم الأربعاء يوضح استياءه من الاستبعاد من قوائم فريق آرسنال الأول لكل من أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز، وقال "من الصعب الحصول على الولاء في الوقت الحاضر"، بدأ أوزيل بتقديم دروس متقدمة في التغريد السلبي عبر تويتر.
ما كان واضحًا بالتأكيد إذا لم يكن قادرًا على لعب كرة القدم، فمن الواضح أن أوزيل سيكمل مسيرته التالية كمؤثر اجتماعي، أو ربما ينتقل بأموال كبيرة إلى إيطاليا ليصبح مشرف على صفحة نادي روما، بعدما مازحته الصفحة بالفعل بعرض عليه إمكانية تولي الحساب الرسمي للنادي ، وجاء الرد من النجم الألماني: " شكرًا روما، أعتقد أنا وتوتي يمكن أن نكون ثنائيًا رائعًا".
حرب نفسية ضد إدارة أرسنال
في الفترة الأخيرة بدا أن أوزيل يشن حربًا نفسية ضد إدارة النادي الذين قرروا بالاتفاق مع ميكيل أرتيتا مدرب الفريق تهميشه من أجل الضغط عليه للرحيل في يناير المقبل وعدم دفع المبلغ المتبقي من عقده حتى نهاية الموسم والمعروف أنه العقد الأكبر في الفريق، وهي الخطوة التي نفذتها إدارة الجانرز في عام 2018 وندمت عليها كثيرًا.
شائعات أخرى انتشرت أن إدارة أرسنال تلقت ضغوطًا من الصين بتهميش الألماني بسبب دعمه لضحايا الايجور، ولكن من الواضح أن أوزيل لم يستجب بشكل صحيح للمطالب التي وضعها ميكيل أرتيتا على كل لاعب في فريقه، ودعونا لا ننسى أن أوناي إيمري كان محبطًا أيضًا من أوزيل، الذي لم يقدم مستوى مقنع منذ رحيل ارسين فينجر.
إدارة أرسنال تدفع الثمن
ولكن إذا كانت أي من النظريتين صحيحة: أن أرسنال إما يبقيه خارج الفريق بسبب ضغوط من الصين بسبب دعمه للأويجور، أو أن إدارة أرسنال مستاءه من راتبه الضخم الذى يتقاضاه رغم عدم لعبه، في الوقت الذي رحل فيه 55 موظفا من النادي بسبب عدم قدرة ادارة الجانرز على دفع أجور لهم.
في كلتا الحالتين، لا يمكنك الهروب من الاستنتاج القائل بأن هذا قبل كل شيء هو فشل كبير في الإدارة التي منحته عقدًا ضخمًا من البداية، وعدم إيجاد طريقة للاستفادة منه بأقصى قدر، حيث يقضي ليلته في التغريد على "تويتر" مثل مدون صفحة أرسنال حول مباراة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة