وجه رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، رسالة إلى شعبه، اليوم السبت، عقب تعرض البلاد لزلزال قوى، أمس الجمعة، لقى طفلين مصرعهما إثره، كما تناول رئيس الوزراء اليونانى أوضاع بلاده، فيما يتعلق بمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، معلنًا الإجراءات التى ستتبعها الحكومة اليونانية خلال المرحلة المقبلة للحد من تفشى الفيروس التاجى.
وقال رئيس وزراء اليونان، فى كلمة مصورة بالفيديو: "يظل التهديد الكبير الذى يحاصر البلاد والكوكب هو فيروس كورونا.. قبل شهر كنت قد أعربت عن أملى فى أن نتمكن من التعايش معه، مع اتخاذ احتياطات لا تؤدى إلى إحداث اضطراب كبير فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية.. ولسوء الحظ، لم تكن الأمور هكذا"، وذلك حسب ما نشره الموقع الرسمى لرئاسة الوزراء اليونانية، والصفحة الرسمية لرئيس الوزراء اليونانى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر".
وأضاف رئيس الوزراء اليوناني، "رسالتى اليوم هى ما أردت منذ البداية ألا أفعله.. لكن لا يُسمح لى بإغلاق عينى عن الواقع القاسى.. يجب أن أضع صحة اليونانيين وسلامتهم فوق كل الخيارات الأخرى.. هذا هو الدين الذى أدين به"، وتابع "بعد فترة طويلة من الاستقرار، تتزايد الحالات بشكل كبير فى بلادنا أيضًا.. ويحذر العلماء من أن الوباء الجديد سيهز قريبًا قدرة نظام الصحة الوطنى على الصمود.. واختبار ليس فقط المرضى، ولكن أيضًا الأطباء والممرضات لدينا".
واستطرد: "لذلك حان الوقت لاتخاذ قرارات سياسية.. وسأتحدث إليكم عنهم مرة أخرى، رغبة فى منع الأسوأ، الذى ينتشر بالفعل فى جميع أنحاء أوروبا.. وقبل يوم واحد فقط، فى المجلس الأوروبى الاستثنائى، أدركنا مدى صعوبة إدارة الموجة الثانية من Covid-19، حيث عاد الكابوس فى كل مكان أكثر حدة".
وأوضح: "كما فى الربيع تمكنا من صد الفيروس وفى الصيف أعدنا الاقتصاد والسياحة للسيطرة على الصعوبات، لذا علينا الآن التحرك بشكل استباقى مرة أخرى.. ومع وجود خطة ديناميكية فى نوفمبر للمطالبة بشهر ديسمبر أكثر تفاؤلاً.. مع حياة اجتماعية سلسة قدر الإمكان والمزيد من الحركة فى سوق عيد الميلاد والعطلات".
وأشار "لأنه فى الواقع، فى الربع الأخير ذهبنا بخصومات صغيرة فقط على عاداتنا اليومية.. تشير البيانات إلى أن اليونان، حتى اليوم، من بين البلدان التى لديها أقل حالات إصابة فى أوروبا.. ومع ذلك، سيكون من الخطأ الاستناد إلى هذا.. لأنه عندما تقودنا الصور الدراماتيكية للمستشفيات الكاملة إلى إدراك حجم المشكلة، فسيكون الأوان قد فات".
وقال رئيس وزراء اليونان، "للأسف فإن فيروس كورونا يعرف كيف يمر عبر شقوق إهمال قلة مما يقوض جهود الكثيرين.. والطقس الجيد لم يعد حليفًا لنا، حيث سنقضى قريبًا المزيد والمزيد من الوقت فى الداخل، ولهذا السبب يجب أن نتحرك الآن.. الآن، قبل أن تنحنى وحدات العناية المركزة تحت وطأة الأرواح المعرضة للخطر.. الآن، حيث لدينا القدرة على كشف الحالات وتتبعها.. الآن، نحن نعلم أنه عندما نتخذ إجراءً سريعًا ومستهدفًا، فإنه يؤتى ثماره، لأن هناك مدن تغلبت على الخطر فى غضون أيام قليلة، فى حين أن آخرين، الذين لم تكن لديهم مشكلة وكانوا غير نشطين نتيجة لذلك، يتعرضون للتهديد حاليًا".
وقال "يبدو أننا لم نتمكن من ترويض الرضا عن النجاح الجماعى للمرحلة الأولى، لكن الحرب على فيروس كورونا لم تنته بعد، والآن نحن مدعوون إلى معركة أخرى.. أيها المواطنون، من صباح الثلاثاء ولمدة شهر، يدخل برنامج حيز التنفيذ الذى بموجبه يتم تقسيم المنطقة الآن إلى منطقتين بدلاً من أربع: المراقبة وزيادة المخاطر".
وأوضح "الأول يشمل جميع المحافظات التى قدمت حتى الآن حالات قليلة نسبيًا، أى تلك الموجودة حتى اليوم فى "الأخضر" و"الأصفر".. وسيتم تطبيق الإجراءات المعروفة هناك، ويتم توسيع بعضها.. وهم: استخدم قناعًا فى كل مكان، فى الداخل والخارج، وتقييد حركة المرور من الساعة 12 ظهراً حتى الساعة 5 صباحاً.. و50% تطبيق العمل عن بعد فى القطاعين العام والخاص، وإكمال التعلم عن بعد فى الجامعات.. ولا تجمعات.. وبالطبع دائمًا المسافات والنظافة الشخصية".
ولفت إلى أن "منطقة المخاطر المتزايدة تشمل المناطق التى حتى اليوم ليست فقط باللون "الأحمر"، ولكن أيضًا باللون "البرتقالى".. وهذا يتضمن كل شمال اليونان وأتيكا، أيضًا بدءًا من الأسبوع المقبل.. خاصة هناك، فى الإعدادات السابقة، تمت إضافة ما يلى: "تم تعليق عمل جميع مناطق تناول الطعام، باستثناء توصيل الطعام إلى المنزل والإيصال من المتجر.. وينطبق الشيء نفسه على الأماكن الترفيهية والثقافية والرياضية: الحانات والمقاهى ودور السينما والمتاحف والمسارح، وكذلك الصالات الرياضية الداخلية.. وعلى عكس فصل الربيع، لا يُحظر السفر خارج المحافظة".
وأكد أنه "بعبارة أخرى، ستركز القواعد الجديدة، التى ستدخل حيز التنفيذ فى الساعة 6:00 صباح الثلاثاء، على تفشى المرضين اللذين تم العثور عليهما لصالح انتقال الفيروس: الترفيه والتنقل.. مع الحفاظ على تشغيل الصناعة والتجزئة والمدارس فى جميع أنحاء الإقليم.. وتظل الخدمات مثل الفنادق ومصففى الشعر مفتوحة.. لأن هناك البيانات تظهر أن المشكلة تحت السيطرة".
وشدد على أن "هذا تكيف ضرورى لدفاعنا، حيث يتجلى هجوم الفيروس فى موجات.. وعلينا التكيف مع الوقت.. مقارنة بالمرحلة الأولى، أصبحت حركة المرور الآن مجانية، دون الحاجة إلى إرسال رسائل.. ولا تزال متاجر البيع بالتجزئة مفتوحة، ويستمر الإنتاج دون انقطاع وتعمل المدارس بشكل طبيعى".
وأوضح "نحن لا نتحدث عن "تجميد" كامل للحياة اليومية.. فالإغلاق الشامل هو الخطوة الأخيرة، التى من شأنها أن تضر بالاقتصاد والمجتمع، وهذه إجراءات مماثلة لتلك التى سنتها فرنسا وألمانيا، لكنها تعرضت سابقًا لعشرات الآلاف من الحالات.. وهنا نطبقها مسبقًا، ونصر على مواجهة الفيروس بأسرع ما يمكن حتى يكون لدينا دائمًا مبادرة الحركات".
وقال "سيتم تقديم خطتنا الكاملة لشهر نوفمبر بالتفصيل من قبل الوزراء المختصين.. ومعه برنامج طوارئ لدعم الموظفين والشركات سيتم اختباره بالقيود الجديدة.. وأذكركم أن الدولة حتى يومنا هذا تعوض الخسائر التى خسرتها بسبب الوباء.. وتستمر فى تغطية رسوم التأمين لمن اضطروا إلى العمل بدوام جزئى.. وتم تعليق جميع الديون تقريبا.. وعزز النسيج الإنتاجى للبلاد بالعديد من الأدوات المالية".
وأوضح "سنفعل نفس الشىء الآن.. وقد حرصت الدولة على الحفاظ على الاحتياطيات، حيث تتجلى هذه الأزمة على عدة جبهات.. وسوف يقف إلى جانب أولئك الذين يواجهون مشاكل الآن.. مع تعويضات وقروض وإعفاءات وتسهيلات ستصل إلى 1.5 مليار.. لأنه إذا ظلت الحياة أولوية، فإن الاقتصاد لا يتوقف عن كونه هو الاقتصاد الذى يجب أن يظل حياً لخدمته".
واختتم بيانه، "أعلم أن هذه الإجراءات صعبة، خاصة لمن يعملون فى المطاعم والترفيه والثقافة.. أريدكم أن تعرفوا أننا سنكون معكم، تمامًا مثل الربيع الماضى.. ولن يترك أحد بدون حماية.. وإذا نجحت الإجراءات، فسنكون قادرين، فى أوائل ديسمبر، على العيش فى بيئة أكثر سلاسة.. وأكثر نضجًا ووعيًا"، وأضاف "أيها المواطنون، أغلقوا كما بدأتم.. منذ اللحظة الأولى أردت تجنب هذه الرسالة.. لكن الظروف تتطلب ذلك.. الكلمات تنتهى.. ومعهم آمل أن ينتهى التشكيك فى البيانات الحقيقية.. لذا يرجى ترك العلماء خارج أى جدل".