حلم الأمومة يراود الفتيات منذ نعومة أظافرهن كما نسمع دائمًا فكانت ياسمينا واحدة من الفتيات اللاتي يحلمن بالأمومة، فمنذ طفولتها كانت تختار أسماء أطفالها وتحلم بملامحهم وتسمع نبرة صوتهم، حتى وصلت لعمر الـ15 عامًا وهنا قررت أن تتبنى أطفالاً من دور الرعاية حتى لو تزوجت وأنجبت لتنقذهم من حياة اليتم التى يعيشونها، ولكن للقدر رأى آخر فلم يتحقق الحلم كاملاً فلم تتزوج ولكنها أصبحت أم بالتبني لتكون "أنسة بدرجة أم".
ياسمينا الحبال أو "أم غالية" وهى طفلتها بالتبني تبلغ ياسمينا 40 عامًا، 25 عامًا منهم كانت تحلم بالأمومة منذ أول مرة زارت فيها دار أيتام فى رحلة مدرسية، وعن الحكاية قالت ياسمينا لـ"اليوم السابع": الحكاية بدأت عندما زرت أطفالاً في دار أيتام وأنا فى المدرسة وأول حاجة جت فى بالى إزاى الأطفال دى كلها عايشة من غير أب ولا أم يبقوا معاهم، دارت الأيام واتعلمت واتخرجت واتخطبت ومكملتش، لغاية ما وصلت 40 سنة وحسيت أنى لازم أخد خطوة الكفالة، وبدأت أدور وأروح الدور، شفت حوالى 8 أطفال قبل غالية ومحستش بأى حاجة ناحيتهم لغاية ما واحدة صحبتى بعتتلى صورة غالية وقالتلى دى فى السويس وتعالى شوفيها، اول ما بعتتلى الصورة قلبى اتخطف وحبتها جدًا واستغربت إزاى ممكن أحب حد من صورة".
وأضافت: "روحت على طول وزورتها وأول ما شفتها كانت بتعيط وأول ما أخدتها منهم سكتت ونامت فى حضنى حسيت أنها كمان محتاجة لى ساعتها حسيت إن قلبى فوت دقة، استلمنا غالية وكان معايا اتنين أصحابى وجيت البيت لقيت كل أصحابى عاملين لى مفاجأة وسبوع وكان أجمل يوم فى حياتى".
وتابعت: "إحساس الأمومة صعب وجميل اللى هو تعبانة ونفسى أنام بس لازم اطمن على بنتى، نفسى اعمل حاجات كتير بس غالية أهم، أكيد محتاجة تاكل أو تنام وكل دة وأنا مبسوطة وكل يوم مختلف عن اللى قبله".
وعن حكاية وجود غالية فى دار أيتام قالت ياسمينا: "الحكاية اللى اتقالتلى إن أهل غالية كانوا فى عربية ميكروباص ومامتها كانت حامل فيها وعملوا حادثة كبيرة واتنقلوا المستشفى، وماما غالية دخلت فى غيبوبة وولدوها قيصرى وماتت بعدها بيومين وكل اللى كانوا فى الحادثة ماتوا ومكنش معاهم أى إثبات حالة عشان كد اضطروا يودو غالية لدار رعاية".
وأضافت: "كان نفسى أرضع غالية طبيعى واتبسطت لما عرفت أنه ينفع عن طريق بروتوكول معين وأدوية بيكتبها الدكتور بتساعد على نزول الحليب فى الثدى واستخدام جهاز ضخ اللبن، لأن الرضاعة الطبيعية بتقرب الأم والطفل لبعض وكمان بتديهم مناعة، أول مرة رضعت منى كان إحساس جميل أوى ومختلف وفعلاً حسيت ساعتها إن الأمومة مش ساهلة لكن مستاهلة".
وأنهت حديثها قائلة: "أنا من زمان كان نفسى يكون عندى بنت واسمها غالية عشان كدة سميتها غالية ولو كان عندى بنت مكنتش هحبها زيها كدا، عمرها دلوقتى 4 شهور وعاشت معايا شهر منهم بس حاسة إن الوقت فات بسرعة، وحلم حياتى أنى أكبرها وأعلمها وأشوفها أحسن واحدة فى الدنيا، غالية وهى غالية دى بنتى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة