قلق متزايد، وتردد لا ينقطع تشهده حكومات الدول الأوروبية ما بين استمرار تخفيف قيود الإغلاق، أو العودة للإجراءات المشددة في مواجهة وباء كورونا القاتل، مع اتساع دائرة انتشاره مجدد في دولاً أوروبية عدة بحلول فصل الخريف، وسط مخاوف من العودة لنقطة الصفر في مكافحة الوباء في الشتاء المقبل، وارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم إلى 34.8 مليون حالة، في حين بلغ عدد الوفيات 1.030 مليونًا، وفقًا للإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
وتنتشر الإصابات جغرافيا بواقع 17 مليون حالة في أمريكا، وجنوب آسيا 7.33 مليون وأوروبا 6.18 مليون، ومن حيث معدل الوفيات، تأتي أمريكا في الصدارة بأكثر من 568000 حالة وفاة ، في حين أن أوروبا هي التي تليها عدد الوفيات ، والتي بلغت 240.000.
وتحاول الدول الأوروبية تكثيف معركتها ضد الوباء، فى محاولة للسيطرة على انتشار العدوى، وتتجه عدة دول إلي اتباع إجراءات جديدة أكثر حدة.
وفى أسبانيا، تواجه مدينة مدريد وتسع بلديات كبيرة في المجتمع يوم الاثنين يوم العمل الأول لحظر دخول وخروج الأشخاص من هذه المراكز الحضرية، باستثناء سبب وجيه، لاحتواء الانتشار العالي لفيروس كورونا، وستضع القيود المطبقة في منطقة مدريد، والتي قررتها الحكومة، كما أنه تم حظر تداول السيارات في منطقة كبيرة ذات كثافة سكانية عالية ، يبلغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة.
وبحسب معطيات رسمية ، تجاوزت إسبانيا 32 ألف حالة وفاة وتواصل قيادة الاتحاد الأوروبي في الإصابات المتراكمة بحوالي 800 ألف ، ومع 269.5 إصابة جديدة لكل 100 ألف ساكن في 14 يومًا.
ووفقًا لتقرير وزارة الصحة يوم الجمعة الماضي ، فإن معدل الإصابة أعلى 2.4 مرة في منطقة مدريد (647.9 حالة) ، متجاوزًا فقط حالة نافارا (692.1).
تم إعلان باريس منطقة تأهب قصوى ، بعد أن تجاوزت جميع الحدود التي فرضتها الحكومة وأظهرت تدهورًا ملحوظًا في الوضع الصحي، وغدا الثلاثاء ، 6 أكتوبر ، ستدخل قيود جديدة حيز التنفيذ في العاصمة الفرنسية وفي ثلاث مقاطعات مجاورة.
وستظل المطاعم مفتوحة ، ولكن يجب إغلاق المقاهي والحانات لمدة 15 يومًا على الأقل، أيضًا ، يجب على الجامعات تقليل عدد الطلاب في الفصل، وذلك بعد تسجيل ما يقرب من 17000 إصابة جديدة ،وأبلغت فرنسا 12565 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا و 32 حالة وفاة إضافية في اليوم الأخير ، حيث ارتفع عدد الوفيات بسبب المرض الآن إلى 32230 شخصًا، وفي باريس ، تجاوز معدل الإصابة 250 حالة إيجابية لكل 100.000 نسمة.
وينعكس تدهور الوضع الصحي أيضا في مذكرة أرسلها الجمعة تجمع مستشفيات باريس إلى مسؤولي الموارد البشرية تتضمن إلغاء إجازات موظفيها خلال عطلة جميع القديسين في أواخر أكتوبر بسبب كورونا.
وفي باريس، تم إرغام الحانات أساسا على إغلاق أبوابها عند الساعة العاشرة مساء منذ أسبوع، وتأمل المطاعم في تجنب هذا المصير بعد اقتراح رقابة صحية مشددة مثل قياس حرارة الزبائن عند الدخول وجمع كل تفاصيل الاتصال بهم وحصر عدد الأشخاص الذين يجلسون معا بثمانية، وهي إجراءات يفترض أن يبت فيها المجلس الأعلى للصحة العامة اليوم الاثنين.
وفي ألمانيا تجمع آلاف من معارضي التدابير الصحية المفروضة لاحتواء فيروس كورونا أمس الأحد في مدينة كونستانس الألمانية قرب الحدود مع سويسرا وذلك غداة تظاهرة مماثلة.
وأفادت الشرطة بأن المنظمين الذين يصفون أنفسهم بأنهم تجمع متنوع لـ"مفكرين أحرار"، ألغوا مسيرة في المدينة كانت مقررة أمس، واكتفى المحتجون بالتجمع قرب بحيرة كونستانس وبدا عدد المشاركين أقل بكثير من التظاهرات السابقة في برلين التي شارك فيها 20 ألف شخص.
ولم يضع أغلب المتظاهرين كمامة وقائية، لكنهم احترموا التباعد الجسدي لمسافة متر ونصف متر الذي أقرته السلطات، ورفع البعض لافتات تدعو إلى "الحرية"، وتدين التدابير الصحية التي اتخذتها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
وفى محاولة للسيطرة وضمان احترام الناس لقواعد التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة، أكدت السلطات الإيطالية أنها تنشر رجال الجيش والشرطة خاصة فى المناطق التى تشهد تفشيا لفيروس كورونا.
وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا أمس الأحد إن الحكومة ستفرض على الأرجح قيودا جديدة في البلاد خلال الأسبوع المقبل، في محاولة لوقف التزايد المستمر في حالات الإصابة بفيروس كورونا وهي تدابير تدرسها أيضا عدة دول أوروبية ومن ضمنها إلزامية ارتداء الكمامات، إلا أن هذا الأمر يثير على سبيل المثال استياء لدى الألمان حيث تظاهر المئات ضدتها.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإيطالي يوم الثلاثاء ليقرر كيفية مواجهة الزيادة الجديدة في الإصابات، في الوقت الذي تبدو فيه المناطق الجنوبية من البلاد لأول مرة أكثر هشاشة بالنسبة لخطر الفيروس.
وقال سبيرانزا لقناة "راي" الإيطالية الرسمية "المعركة لم تنته بعد، لا نشهد الأرقام التي تشهدها دول أوروبية أخرى، لكننا نمر بمرحلة زيادة كبيرة في الإصابات وآمل أن تعم البلاد روح التوحد".
وقال سبيرانزا: "وضع الكمامات أساسي وكلما زاد استخدام الإيطاليين لها كلما كانت النتيجة أفضل"، ووضع الكمامات حاليا إلزامى فى 5 مناطق فقط من بين المناطق العشرين في إيطاليا وخاصة في الجنوب.
وسجلت الساعات الـ24 الماضية في إيطاليا 2578 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ، ليرتفع الإجمالي منذ بداية الطوارئ إلى 325329حالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة