قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالى، إن الميراث حق وليس واجبا مثل الصلاة والصوم، وأن آية المواريث واضحة وصريحة في القرآن لكنها مذكورة كحق، أما لو كان أمرًا واجبًا مثل الصلاة فلا يمكن الكلام فيه.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن، أن الفقيه تتغير فتواه بتطور ثقافته بمرور الوقت، ومع تغير الزمان والمكان والعصور، لافتًا إلى أن المرأة الآن تساوى الرجل فى الشهادة، وهذا تطور فقهى لا يتعارض مع الدين فى شئ، ولا يعارض نص كلام الله.
وأكد "الهلالي"، خلال برنامج "كن أنت" الذى يذاع على القناة الأولى المصرية، أن صاحب الخطاب الديني لا يقدم سوى الكلمة، ويجب أن تكون طيبة وأن يتسع صدره لجميع الآراء المختلفة، وأن الأزمة أزمة فقه وليس دين لعدم وجود أبحاث فقهية حديثة، لافتا إلى أن آخر تجديد فى أحكام المواريث كان عام ١٩٤٦ ثم قام المجددون بتقديم الوصية الواجبة.
وكشف أستاذ الفقه عن أن التركة ليست ميراثا لأن ثلث التركة وصية، لافتا إلى أن الوصية عند الفقهاء سنة واجبة، لكنها حق للموصي عند جمهور الفقهاء والوصية في المطلق غير واجبة، مشددا على ضرورة أن يعيش الفقيه أيام عصره، وأن يجتهد في مستحدثات الأمور بشرط لا مساس بالدين، متسائلا: إلى أى مدى وصل الخطاب الدينى؟
وذكر أنه يجب تمكين الباحثين، فى الوقت الذى رفعت مشيخة الأزهر أيديها عنهم، ويجب على جامعات مصر أن تلزم مدرسيها بحلقات نقاشية ومؤتمرات سنوية لإثراء النقاش وبحث القضايا الخلافية، حيث إن الصراع فى العصر الحاضر لم يعد بين الإيمان والكفر بين الحق والباطل ولكن بين الحق والأحق منه بين الجمال والأجمل منه.
وعلى جانب آخر، قال الدكتور سعد الدين الهلالى، إن الحلقات التى يقدمها عبر شاشة القناة الأولى المصرية، هى حلقات مسبوقة الدراسة، احتراما للمشاهد وأداء للأمانة العلمية، مشيرًا إلى أنه خلال الحلقة السابقة تحدث عما يعرف بـ "سنية التعايش المدني"، وهى تعنى أن النبى محمد خلال حياته فى المدينة المنورة أو يثرب، كان يعيش اليهود والمشرك السلمى والمسيحى بشكل آمن بقناعته الدينية.
وأضاف الدكتور سعد الدين الهلالى، خلال برنامج "كن أنت" الذى يذاع على القناة الأولى المصرية: "إن فكر النبى وعقيدته لم يتم تطبيقهما على كل من يعيش فى المدينة، بل كان يجمع الجميع ما أشبه بالدستور الذى يحكم كل من يعيش فى المدينة، وفى الوقت نفسه كان المؤمنون مأمورين، بتبليغ الدعوة إلى الله وليس إلى البشر، وهو ما أمر به الله فى قرأنه".
وقال: "الدعوة إلى الله تم اجتزائها وسرقتها من واحد من البشر، قدم فكر معين ونسبه إلى الله، والتف حوله مجموعة من المشايخ، قاموا بالدعوة إلى فكره بعد موته، وليس إلى فكر الله".
وأضاف: "الأساتذة دائما عندهم أمانة فى التعليم ونقل الفكرة إلى طلاب العلم الذين يرغبوا فى معرفة العلوم بتجرده، لأن الأستاذ دائما محايد، وشرط نجاح أى عمل هو الصدق والأمانة، وقد قال أساتذة صناع الفتوى، قالوا لتلاميذهم، يا كل من يتولى العمل الإفتائى خليك صادق وأمين فى فتوتك، زى مثلا هل الفتوى دى من استنباطك ولا هناك أساتذة سابقين هم من استنبطوها، وهل تلك الفتوى بشرية أم ربانية، هل هى فهم بشرى ولا صواب يحتمل الخطأ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة