دأب النظام القطرى منذ عام 2011 على توظيف قناة الجزيرة لدعم جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة (تنظيم القاعدة) وكافة التنظيمات الراديكالية التى يمولها الديوان الأميرى القطرى ويوفر لها الغطاء الإعلامى والمالى لخدمة أجندة الدوحة في المنطقة، ولم يكن ظهور قناة الجزيرة في دول الصراع مصادفة لكن الأمر تم ترتيبه منذ سنوات حيث دأبت القناة على تعيين عناصر تتبع الإخوان والجماعات المتشددة للعمل ضمن كادر القناة، وهو ما مكنها من فتح خطوط اتصال مباشرة مع التنظيمات الراديكالية وذلك عبر شبكة مراسليها المنتشرين في دول العالم.
وتعد دولة ليبيا أكثر الدول تضررا من الأكاذيب التي كانت تبثها قناة الجزيرة حول حقيقة الأوضاع خلال أحداث 17 فبراير 2011، واعتمادها على خطاب تصعيدى يدفع نحو المواجهة والصدام بين الشعب الليبى ونظام الرئيس الراحل معمر القذافى.
واستخدمت قطر عدد من الشخصيات الليبية للترويج لأجندتها داخل ليبيا وقدمت لهم الدعم المالى والإعلامى ولعل أبرزهم عبد الحكيم بلحاج، والذى يصفه الشعب الليبي بأنه مساعد لأمير قطر، بدرجة إرهابى، فهو الذراع الأيمن لأمير دولة الإرهاب قطر تميم بن حمد آل ثانى، فى ليبيا، أبرز المتورطين فى اغتيال الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى، الذى سقطت البلاد بعد رحيله فى دوامة العنف والخراب، فقد مدت له الدوحة يد المساعدة عبر تقديم التمويل والتسليح له وغيره من الإرهابيين.
ويعد بلحاج، الذى حارب إلى جانب أمير تنظيم "القاعدة" الإرهابى "أسامة بن لادن" فى أفغانستان، وقائد "الجماعة الليبية المقاتلة" إحدى الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة، أهم رجال الدوحة فى الأراضى الليبية، والابن البار لـ"تنظيم الحمدين" ومكافآة له لجهوده فى خدمة البلاط الأميرى، قامت قطر بتمويله ماليا بفتح قناة فبراير بعد فشل قناة النبأ المحسوبة على جماعة "الإخوان" الإرهابية فى ليبيا، والمدرجة ضمن قوائم الإرهاب التى أعلنها "الرباعى العربى" في تضليل أبناء الشعب الليبيى الذى قاطع القناة.
وقامت قناة "الجزيرة" القطرية بأوامر من حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق، وحمد بن خليفة، والد الأمير الحالى، بالإشراف على إطلاق قناة فبراير التى تتخذ من الدوحة مقرا لها، حيث خصصت قطر ملايين الدولارات لتطوير استوديوهات القناة، فضلا عن تزويدها بأفضل الأجهزة الفنية للوصول لشرائح المجتمع الليبى ونشر الفوضة بين صفوفه.
ونظمت قناة الفتنة "الجزيرة" رحلات للصحفيين والمذيعين العاملين فى قناة بلحاج إلى قطر وتدربوا على استخدام هذه الأجهزة للتعامل معها، من أجل استخدامها فى الخطاب الإعلامى المحرض على العنف والتطرف.
وكانت تقارير غربية قد اعتبرت بلحاج خطرًا للغاية، وتم اعتقاله واستجوابه فى موقع سرى للاستخبارات الأمريكية فى آسيا بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، حيث قالت الباحثة فى مجموعة الأزمات الدولية كلوديا جازينى، إن "بلحاج ورفاقه ما زالوا ضالعين فى المشهد السياسى الليبى عبر إدارة الأمور فى طرابلس".
وكان قد أكد عبدالله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، أن بلحاج بات يمثل تهديداً الآن، وكذلك فى المستقبل، مضيفاً: "يتبعه عدد من المليشيات المسلحة، وسيكونون دائماً ضد إقامة دولة؛ لحماية مصالحهم".
وأكدت مصادر ليبية لـ"اليوم السابع" ان قناة الجزيرة القطرية وضعت قائمة بأسماء الشخصيات الليبية التي تمولها بالمال والسلاح لاستضافتها عبر القناة وتجميل صورتها، وذلك في إطار المخطط الذى تقوده الدوحة للدفع بعناصرها إلى الواجهة في المشهد السياسى الليبى كى يتولوا مناصب قيادية.
وأشارت المصادر إلى دعم قناة الجزيرة للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا وخاصة رئيسه الإخوانى خالد المشرى الذى يخرج عبر الجزيرة من وقت لآخر لتبنى رؤية وأجندة النظام القطرى في الأزمة الليبية، موضحة أن عناصر جماعة الإخوان الذى يظهرون بشكل دورى على قناة الجزيرة يقف وراءه الديوان الأميرى في قطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة