يهتم السياح عادة فى المناطق البيئية والمحميات بزيارة المبانى البارزة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية من حولهم التى لا يستطيع الشخص تجاوزها دون التأمل فيها، وتلبية لاحتياجات الزوار الفضوليين والمهتمين بالتفاصيل، يمكن أن نجد هذا الأمر فى مركز زوار فلامنجو أبوظبى، الذى سيزين محمية الوثبة للأراضى الرطبة فى المستقبل.
وفى بداية أغسطس، أعلنت "هيئة البيئة – أبوظبى" بالتعاون مع مؤسسة "بى بريدرز"، عن أسماء الفائزين فى مسابقة التصميم المعمارى التى تم إطلاقها فى نهاية العام الماضى، وتضمنت المسابقة تصميم مشروع لمركز زوار فلامنجو أبوظبى فى محمية الوثبة للأراضى الرطبة، والتى فاز فيها فريق يتكون من بيتر جاندا، وآنا بودروزكوفا، وكاترينا تسبونوفا من جمهورية التشيك، والذين حلوا بالمركز الأول بمشروع يحمل اسم "انظر ولا تراه"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
واشترطت مسابقة تصميم مركز زوار فلامنجو أبوظبى أن يكون المبنى مراعياً للبيئة الفريدة لمحمية الوثبة للأراضى الرطبة، وفقاً للوكالة، وهذا ما يقوم به هذا التصميم بالتحديد، وخلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال المهندس المعمارى والفنان بيتر جاندا، إن هدف الفريق كان إنشاء مبنى "يذوب مع محيطه" - بحسب تعبيره - وأضاف "باستخدام المحاكاة فى المواد والأشكال، يربط المبنى مظهره عضوياً ببيئة المحمية".
وبذلك، يحرص المركز، الذى يتخذ اسم "انظر ولا تراه"، على عدم إزعاج طيور الفلامنجو بفضل طبيعة المبنى المموهة، ويعمل المبنى مع خيال المشاهد باستخدام تلميحات من الظواهر الطبيعية، وبتقاسيمه ومنحنياته، يمكن للمبنى أن يكون إشارة إلى شكل طائر فلامنجو نائم، أو إلى تكوينات صخرية تتواجد فى الصحارى العربية، وفقاً لما ذكره جاندا.
وإلى جانب شكله المموه، سيكون المبنى مغموراً فى التضاريس الموجودة والمُكدسة صناعياً حوله، ويسمح ذلك "بتقليل الحجم البارز فوق التضاريس، والذى يحمل تأثياً مُدمراً على المحمية"، ويتميز تصميم المركز من الداخل بطابع غير معتاد أيضاً، فهو لا ينقسم إلى غرف فردية، إذ يتحرك الزوار داخلها من خلال مناطق مترابطة، وبذلك، تعتمد استراتيجية حركة الزائر على الاستكشاف والكشف التدريجى عن المبنى ومحتوياته، حسب ما ذكره جاندا.
وبما أن المبنى سيعمل كمرصد لطيور الفلامنجو أيضاً، سيكون الزوار على اتصال بالمحمية خلال النوافذ البانورامية الموجودة فى قسم المعرض، أو عبر شرفة ضخمة تتواجد فيه، وسيتم تغطية سطح المبنى بالأشنات، وبمرور الزمن، ستغير هذه النباتات لون المبنى بالطريقة التى تتغير فيها ألوان طيورالنحام اعتماداً على كمية الطعام التى تستهلكها، والكاروتينات التى تحتوى عليها.
وقال جادا: "ستحصل الخرسانة ذات الطبقات الوردية فى الأصل على درجات من اللون الأحمر الفاتح لتسلط الضوء على المظهر العضوى للمبنى"، ويسعى "جادا" الآن إلى تكوين فريق عمل من أجل المراحل التالية للمشروع، والتى ستؤدى إلى تشييد المبنى.
ورغم أنه لم يذكر الوقت المحدد الذى قد يتمكن فيه الزوار من زيارة المركز، إلا أنه قال: "نأمل أن نمضى قدماً قريباً حتى يتمكن الناس من الاستمتاع بالمبنى الخاص بنا"، وتُعد محمية الوثبة للأراضى الرطبة بمثابة المأوى للحياة البرية، وهى موطن لأعداد ضخمة من الطيور والنباتات والحياة المائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة