بمجرد اقتراب دخول فصل الشتاء، تُنشط تجارة "الشال" الصعيدي، الذى يعد تجارة رائجة لأنه من الأزياء التى يتم ارتدائها فهو وسيلة التدفئة للحماية من انخفاض درجة الحرارة، وخاصة فى المناطق والقرى التى تنتشر فيها الزراعات، وتصل الحرارة إلى 5 درجات مئوية وأقل من ذلك بعد منتصف الليل.
يمثل ارتداء الشال طابعا رسميا عند الصعايدة، ففى القرى والمراكز الريفية تجده من الملابس الرسمية التى يحرص الصغار قبل كبار السن على شرائه، ويرتبط ارتداؤه بالجلباب البلدى الذى يعطى الشخص شكلاً جماليا مختلفا.
واستخدام الشال الصعيدى، يتنوع كثيراً فى أشكاله وطريقة ارتدائه، فهناك من يستخدم الشال الأبيض والذى يأخذ شكل مثلث ويتم تطبيقه مثل المثلث، ويتم وضعه على الرأس ويطلق عليه "العمة"، وأنواع الشيلان تختلف كثيراً من حيث الأسعار والخامات منها ماركات فخمة، مثل الشال “الملحفة” أو الشاملة وهذا شال صغير.
وأفضل الأنواع الشال الطبلاوى الأبيض، وغالبيتهم مُصنع من الصوف ليساعد الشخص الذى يرتديه فى الوقاية من السقيع الذى يصاحب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة.
ويرتبط "الشال" بالجلابية البلدى لأنه يعطى الشخص هيبة، فارتداؤها فى الريف، يجعل الآخرين ينظرون إليك نظرة "خاصة"، لكون الملابس الصعيدية تعطى صاحبها نوع من الهيبة والوقار.
ويقول محمود شلبى بائع، إن تجارة الشال الصعيدى تزدهر فى فصل الشتاء لمدة 4 أشهر من بدايات شهر طوبة وحتى أمشير، خاصة الراغبين فى حماية أنفسهم من برد ليالى يناير وغيرها من أشهر الشتاء، وهناك العديد من الباعة المتجولين ممن يذهبون للأسواق فى المراكز والقرى لبيع العديد من "الشال" الصوف وغيره من الأقمشة المتنوعة.
ويضيف محمود، أن فئة الشباب ترفض "الشال" الصوف ويحرصون على ارتداء "الشيلان" الخفيفة وفق تنوع ألوانها، مثل "الكاروهات" وهى التى تتماشى مع الموضة وتتميز بكثرة الألوان والتى يحرصون على إختيارها وفق ألوان الملابس والموضة الحديثة.
وقال حسن عبيد بائع متجول، إن فصل الشتاء هو عودة موسم بيع "الشال" الصعيدى، وعندما يكون البرد شديد واستخدم عبارات عند البيع، وهى الأمثلة المعروفة "طوبة تخلى الصبية كركوبة"، و"طوبة تخلى الصبية جلدة والعجوزة قردة"، و"اشترى منى البرد شديد يا واد عمى"، "وفى أمشير هات لك شال وخلى بالك من "أبو الزعابيب"، لأنه شهر تكثر فيه العواصف والرياح، ويحرص الصعايدة على إرتداء الشال للوقاية من البرد.
ويتابع عبيد، أن الشال المصري، له مكانه فى الأسواق العالمية خاصة أن صناعته من الصوف، ويحمى من البرد بصورة كاملة وأشهر المراكز التى تعمل على صناعة "الشال" مركز نقادة جنوب محافظة قنا والمعروفة بـ "الفِركة والنول"، ويتم صناعتها من الخيوط الصوف، وغيرها من الخامات المختلفة.
الشال والعمة أزياء الصعايدة مع دخول الشتاء (8)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة