شهدت حرب أكتوبر العديد من الملاحم والأحداث الفاصلة التي تؤكد أن العبور لاتفاقية السلام لم يكن مفروشا بالورود، ولكن كان من خلال حرب أثبت فيها الجيش المصرى معدنه الأصيل والقوى، حيث اعترف قادة وجنرالات إسرائيل ببطولات الجيش المصرى فى حرب 1973.
وقال موتى اشكينازى، قائد حصن بودابست في بورفؤاد: "فى ظهر السادس من أكتوبر تلقيت اتصالا من قائد الكتيبة يأمرني بالخروج من بودابست، والذى يقع شرقى بورفؤاد ويحتل الموقع فصيلة مشاة وفصيلة دبابات ومحاط بتربة سبخية، وفور وبعد الضربة الجوية الأولى بدأ جحيم من القصف، صعب جدا وصفه ما يعنى 30 قذيفة في الدقيقة الواحدة".
موتى اشكينازى
وأضاف: "كنت أرى القتلى والجرحى والمصابين ولا يوجد وقت لإسعافهم، وبعد رسائل استغاثة عديدة اتجهت قوة مدرعة إسرائيلية لنجدة ما تبقى من جنود محاصرين، وأوضح: "الأمر الوحيد أننى إذا خرجت على قيد الحياة، نعم أن هناك من سيدفع الثمن على هذا الفشل".
حصن بوابست
وتمكنت قوة الكوماندوز المصرى من تدمير قوة الدعم بالكامل التي كانت قادمة لنجمة جنود إشكنازى، وقال شمعون جيلبوع، مساعد قائد سرية: "نحن فتحنا النيران بدون تمييز ولا نعرف أين العدو وفتح علينا جحيم من النيران"، حيث انسحبوا تكتيكيا مساء الثلاثاء و9 أكتوبر، لكن المدفعية المصرية ظلت تقصفهم أثناء هروبهم.
وقال يائير بركائى، مساعد قائد سرية: "المنطقة كانت مكشوفة تماما، كانوا في مواقع وخنادق، وجنودنا حاربوا مكشوفين تحت نيران صعبة جدا وهذا ما رويته للأسر وهذه هى الحقيقة، ولم أستطع القول أن قائد اللواء أدخلنا فى معركة ليس فيها أى احتمال".
وأضاف: "كان يظهر أمامي مشهد ليس سهلا، أرى القذائف تسقط والجرحى يتطايرون من ناقلات الإسعاف ويزحفون باتجاه البحر ولا يدرون ما يفعلون وفى هذا المشهد السريالى ويبدأ القصف علينا".
وانسحب الجيش الإسرائيلي من موقعة بودابست في نهاية الحرب، ولكن إصاباتهم جسيمة عبارة 20 دبابة ومدمرة و18 قتيلا و35 مصابا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة